توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تفجيرات غزة تهز المصالحة وإعادة الإعمار ورفع الحصار

  مصر اليوم -

تفجيرات غزة تهز المصالحة وإعادة الإعمار ورفع الحصار

عريب الرنتاوي

ليست غزة وحدها من استيقظ على هول التفجيرات المتزامنة، التي استهدفت قادة فتح ومنصة الاحتفال بعشرية استشهاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ... فعلى وقع هذه التفجيرات، اهتزت المصالحة الهشة والإعمار الذي لم يبدأ والحصار الذي لم يرفع، وخيّمت على الفلسطينيين في الداخل والخارج، مناخات الكآبة والإحباط، وهم الذين شخصت عيونهم صوب أولى القبلتين وثالث الحرمين، صوب زهرة المدائن، التي تتعرض للتدنيس والتهويد و”الأسرلة” المتسارعة.
هي جريمة منظمة، خططت في ليل بهيم ... ليست فعلاً فردياً ولا معزولاً بحال من الأحوال، ولا هي فعلة لجماعة من الهواة ... فان توزع الموت على خمسة عشر موقعاً، وأن تختص بقادة فتح ومنصة تخليد مؤسسها، فهذا يعني أن ثمة أجندة سياسية مشبوهة تماماً، تقف وراء الفعلة والفاعلين، وثمة أدوات وقدرات تتخطى حدود الأفراد والهواة.
قل لي من هم المستفيدون من الجريمة، أقول لك من هم المرتكبون؟، هذا صحيح... لكن الصحيح كذلك، أن ليس كل مستفيد من الجريمة متورط بها، إيعازاً وتخطيطاً وتمويلاً وتدريباً وتنفيذا ... وفي قائمة المستفيدين، تقف إسرائيل في مقدمة اللائحة، فهي تجاهر برفضها للمصالحة وتعطيلها لإعادة الإعمار، ولا تألوا جهداً لإدامة الحصار والخنق للقطاع الأسير.
وفي لائحة المستفيدين، تقف حركات سلفية جهادية، من طراز “داعش” ودولتها وأخواتها... هذه القوى، لا تنتعش إلا في مناخات الفوضى والفلتان والاحتراب الأهلي وغياب الدولة المركزية وانهيار مؤسساتها... وفي غزة، ثمة جيوب لهذه الجماعات، وهي وإن كانت ذات صوت مرتفع، إلا أنها في القطاع تحديداً، ما زالت تحت الرقابة والسيطرة، بدلالة قدرة أمن حماس على “ضبضبة” نشطاء هذه الحركات، وقتلهم في مساجدهم إن اقتضت الضرورة، وفي لمح البصر.
في لائحة المستفيدين أيضاً، جماعة محسوبة على المسؤول الفلسطيني المنشق محمد دحلان، وهو سبق وأن قاد جهازاً أمنياً قويا في غزة، انهار كالبناء الكرتوني عند أول هجمات لمقاتلي حماس في صيف 2007، ويقال إن له امتدادات هناك، بل ويحتفظ بروابط مفتوحة مع حركة حماس التي تسعى في توظيفه كورقة في صراعها مع فتح والسلطة والرئيس عباس، أما كيف تستفيد هذه الجماعة من تعطيل المصالحة، فثمة من يقول إنها الطريق الأقصر لهؤلاء لمد جسور العودة إلى القطاع، وبدعم استخباراتي مصري وإماراتي ليس خافياً على أحد.
في لائحة المستفيدين كذلك، يندرج تيار من داخل حماس، عارض المصالحة ابتداءً، ورفض عودة السلطة بأجهزتها المختلفة، ويبدي “تبرماً” واضحاً حيال مشاريع إعادة الإعمار ورفع الحصار، المثقلة بشروط غير مواتية لحماس، والمفضية حتماً، إلى تقليص سطوة حماس وسيطرتها على القطاع ... هذا التيار، سبق له وأن أسقط اتفاق الدوحة (إن كنتم تذكرون)، برغم توقيع رئيس حماس عليه، وهذا التيار، ما زال يحتفظ بخيوط اتصاله وتواصله مع حلفاء حماس السابقين، من أركان معسكر “المقاومة والممانعة”، وهو ربما ليس مقتنعاً بكل التحولات السياسية والتكتيكية التي تبديها قيادة الحركة في الخارج وبعض رموزها في الضفة والقطاع على حد سواء.
إن من أسهل الأمور، إلقاء تبعات موجة التفجيرات على إسرائيل، فإسرائيل عدوة ولها مصلحة، وهي معتادة على هذا النوع من الجرائم ... كما أن من السهل اتهام “الدولة الإسلامية” التي أعلن “أسودها” مسؤوليتهم عن الفعل الإرهابي، مع أن أحداً لم يأخذ هذا البيان على محمل الجد ... ويحتاج محمد الدحلان لأن يكون “سوبرمان” لكي يكون قادراً على تنفيذ هذه التفجيرات المتزامنة، فيما جماعته تخضع لفحص دقيق من قبل حماس وأجهزتها، وتُعَامل على أنها “تهديد داهم” من قبل حركة فتح وبقايا أجهزة السلطة في القطاع.
ومن دون إسقاط أي من هذه السيناريوهات الثلاثة، يبقى السيناريو الرابع والأخير، وهو أن “أحداً ما” من داخل حماس، ومن دون قرار سياسي عن المستوى السياسي لحماس، قد “اجتهد” في تنفيذ هذه الفعلة النكراء، التي بدا واضحاً أنها لا تريد قتل قادة فتح، بل إرهابهم، ولا تريد إلحاق الكارثة بالمناطق المستهدفة، بل منع الاحتفال بعشرية الشهادة، شهادة ياسر عرفات، سيما وأن في ذاكرة هذا التيار، طوفان الزحف الجماهيري الذي رافق مهرجان انطلاقة فتح عام 2013 في غزة، والتي كانت بمثابة استفتاء لحماس وتصويت ضد حماس في القطاع.
حماس كحركة وحكومة، ليس لها مصلحة في التفجير، وهي معنية برفع الحصار وإعادة الإعمار، حتى لا تواجه بغضب الناس وسخطهم، وهي معنية بـ “درجة معينة” من المصالحة، أقله لتسهيل رفع الحصار والخروج من شرنقته المؤذية ... لكن حماس، كما بقية الفصائل الفلسطينية، أو معظمها على الأقل، ليست على قلب رجل واحد.
على أية حال، ما جرى أمر جلل وكارثي، ومن دون تحقيق شفاف، فوري وسريع، ومن قبل لجنة موثوقة ومحايدة، لن تهدأ النفوس ... ونقول تحقيق ينتهي إلى نتائج، لا تحقيق يضاف إلى سلسلة التحقيقات المعروفة نتائجها سلفاً ... فمن أقدم على هذه الفعلة النكراء، سيقدم على غيرها، وليس مستبعداً أن تكون ضربته التالية، قاتلة ومدمرة ... ربما أراد في البدء، توجيه رسالة مدوية لمنع المصالحة وعودة السلطة واحتفالات فتح وأنصارها ... ولكن من يدري كيف سيكون سلوك هؤلاء، ومن يقف وراءهم ومن يوجههم، في قادمات الأيام.
هي مصلحة لحماس، قبل أن تكون مصلحة لفتح، البدء من دون إبطاء في إجراء تحقيق وطني شفاف ونزيه، فوري وعاجل، وإلقاء القبض على الفاعلين، أياً كانت مواقعهم ومستوياتهم، وتقديمهم للقضاء، وإلا تحولت تفجيرات غزة، إلى مثلث برمودا، القادر على ابتلاع المصالحة وإعادة الإعمار ورفع الحصار، بل والعودة بعقارب الساعة إلى صيف 2007.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفجيرات غزة تهز المصالحة وإعادة الإعمار ورفع الحصار تفجيرات غزة تهز المصالحة وإعادة الإعمار ورفع الحصار



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon