توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الثلاثاء 25 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

تسونامي «داعش»... تبديل الخرائط والمواقف والمواقع

  مصر اليوم -

تسونامي «داعش» تبديل الخرائط والمواقف والمواقع

عريب الرنتاوي

بين العراق وسوريا، وفوق خطوط سايكس – بيكو، تنشأ دولة “داعش” الإسلامية ... من ينظر للخريطة، يصاب بالذهول، دولة داعش لا تقل مساحة عن كل من الدولتين الكبريين في المشرق العربي، ربما تكون أقل سكاناً، لكنها تتوفر على موارد مذهلة ... “داعش” وضعت يدها على مخزون مذهل من أسلحة الجيش العراقي، القديم والجديد، بما في ذلك من دبابات وطائرات وصواريخ وأسلحة من كل الأحجام، أكثر من نصف مليار دولار (كاش) في بنوك الموصل، دع عنك منابع النفط التي ستضيف لإنتاج داعش من نفط سوريا، إنتاجاً جديداً من نفط العراق.
أين من هنا؟ ... وما الذي سيحدثه تسونامي داعش في العراق؟ ... وقبل هذا وذلك، كيف حصل ما حصل، وهل سقطت الموصل “سهواّ” أم أن في الأمر “لعبة أمم” و”نظرية مؤامرة” لم تتضح كامل فصولها بعد؟ ... مصير المالكي والأسد بعد هذه الاندفاعة الجنونية لـ “داعش” والتي لم يستفق العراقيون بعد، من هول صدمتها وشدة مفاجأتها.
ثمة كثير مما نعرف ومما لا نعرف، يحيط بـ “فتوحات داعش”، لكن المؤكد أن التنظيم الجهادي، ليس كلي القدرة، ولا يمتلك القدرة على تخليق المعجزات ... ثمة أدوار لُعبت في صنع هذه “الفتوحات”، بعضها من داخل النظام وقواته وأجهزته، وربما بهدف تكريس الانفصال وتعميق القطع والقطيعة بين المكونين السني والشيعي، في ولايات وأقاليم وإمارات، مفروضة بقوة النار لا الدستور، ومنذ الآن وصاعداً، ستتحول “داعش” من مجرد تنظيم، وأرتال متنقلة في الصحاري بين المدن العراقية، إلى جيش ودولة، يفرض النظام ويجبي الضرائب ويرابط على المعابر والحدود ونقاط التماس، بعد أن يستكمل استلهما ما يعتقد أنه “حصته” من عراق ما بعد صدام و ما بعد الاحتلال.
لكن ذلك لا يكفي لتفسير هذا “الاختراق” أو التسبب في حدوث هذا الزلزال، لا شك أن ثمة قوى ودولا عربية وإقليمية، كانت تعرف، وكانت تعطي الضوء الأخضر، فربما بهذه الطريقة يتم كسر “الهلال الشيعي”، بخلق دولة سنيّة متطرفة ومقاتلة، تباعد ما بين العراق وسوريا، وتقطع طريق إيران إلى الشام ولبنان ... وثمة أطراف، تركض لاهثة خلف الغاز والنفط، ودولة داعش، غنية بهما كليهما، وفوق هذا وذاك، تتوفر على طرق إمداده وتصديره ... وثمة دول لها أطماع تاريخية في كركوك والموصل، لا شك أنها غذت وتغذي “الفوضى الخلاقة”، على أمل أن تعاود انتاج سيرتها الإمبراطورية من جديد ... وثمة مناطق متنازع عليها بين العرب والكرد في هذه المناطق أو على تخومها، فهل سنقترب من لحظة “تسوية الحساب” بدل إجراء الاستفتاء، أم أن ثمة خطوطا حمراء، إقليمية، لا يستطيع أكراد العراق تجاوزها دون المقامرة بعلاقاتهم النامية مع تركيا، بل وتعريض مكتسباتهم في الإقليم لأشد الأخطار.
لا أجوبة لدينا حتى الآن، نحن نمتلك الكثير من الأسئلة والقليل من الأجوبة، فما حصل دهمنا على حين غرة، وكاد أن يأخذنا أخذ عزيز مقتدر ...
ثم، كيف سيوظف المالكي إعلان التأهب، وربما إعلان الطوارئ، في سعيه لإحكام سلطته على الدولة والمؤسسات، والدخول إلى ولاية ثالثة ... هل سيوظف دعوات طهران ومرجعية السيستاني للتوحد خلف راياته، وتوحيد الفريق الشيعي على أقل تقدير، خلف الولاية الثالثة؟ ... هل سنرى ذلك يحصل قريباً، أم أن الأحداث أظهرت فشل المالكي وبؤس المؤسسات التي أنشأها وقادها وفسادها وتعرضها للاختراق البالغ حد “النخر” عميقاً في صميم بنيانها وولائها وانتمائها؟
هل يستفيد الأسد من “ثورة داعش العراقية” في تخويف خصومه ومعارضيه، وتقليص حدة اعتراضهم على نظامه وتعزيز فرص بقائه في السلطة ... هل يمكن أن نرى انتقال “التوافق السوري – العراقي”، إلى حلف سياسي – أمني – عسكري بين النظامين لمواجهة خطر “داعش” وأخواتها، على ضفتي الحدود؟ ... متى وكيف وبأية أشكال وصيغ؟
ما الذي ستفعله واشنطن على وجه الخصوص؟ ... هل ستواصل دعمها الأعمى للمالكي، وحربها العمياء على الأسد؟ ... هل ستمضي في سياسة دعم “المعارضة المعتدلة” في سوريا، وتبعث من جديد سياسية تخليق “الصحوات العشائرية” في العراق؟ ... هل ثمة متسع لهذه الاستراتيجية في مواجهة طوفان “داعش” الجارف، أم أن الأمر ربما يحتاج لما هو أسرع وأكبر من ذلك؟ ... هل ستتعامل واشنطن مع “داعش” في سوريا والعراق، بنفس السوية والأدوات والتكتيكات، أم أنها ستظل تتعامل مع “ملفين مختلفين”، بما يمكنها من دعم المالكي واستهداف الأسد في الوقت عينه؟
هل نرى الطائرات الأمريكية من دون طيار، تحلق في سماء العراق (وربما سوريا)، هل ستصح فرضيتنا التي أطلقناها قبل أزيد من عام، من أن أول غارة أمريكية في سوريا، ربما تكون ضد أهداف للقاعدة وليس للنظام؟ ... كيف ستتغير السياسة الأمريكية حيال العراق وسوريا بعد اليوم، هل هناك سياسة أصلاً؟
تطورات الساعات الأخيرة الدراماتيكية والمقلقة في العراق، سيكون لها أثرها في إعادة تشكيل مواقف وحسابات وتكتيكات دول كثيرة في هذه المنطقة، بالأخص إيران “صاحبة الولاية العامة” على المحور/ الهلال، وتركيا التي بات لها جار ثالث على حدودها الجنوبية، والأردن الذي يرقب بكثير من الحذر والقلق مثل هذه التطورات، ويجد نفسه مضطراً لانتهاج مقاربات جديدة، أكثر حذراً وأبعد مدى في التعامل مع الأزمات التي تعصف بالبلدين الجارين، وبالأخص في سوريا، وللحديث بقية.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسونامي «داعش» تبديل الخرائط والمواقف والمواقع تسونامي «داعش» تبديل الخرائط والمواقف والمواقع



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon