توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تركيا وإيران والعراق ثالثهما

  مصر اليوم -

تركيا وإيران والعراق ثالثهما

عريب الرنتاوي

هل يعقل أن الحكومة العراقية لم تكن على علم بوجود قوة تركية مرابطة على مقربة من ثاني مدن العراق: الموصل المحتلة من “داعش”؟ ... المؤكد أنها كانت على علم بذلك، أقله من مصادرها الأمنية و”الحزبية”، لكنها آثرت التزام الصمت ردحاً من الوقت، لا لرغبة بوجود هذه “القوة” على أراضيها بالضرورة، بل ربما لانشغالها بأولويات أخرى أكثر أهمية ... وثمة فرق بين “علم” الحكومة بوجود القوة التركية، وبين “قبولها” بوجود هذه القوة، وهو أمر نستبعده.

لكن بعد دخول إيران على خط الصراع التركي – الروسي، ومع تواتر المؤشرات على وجود تأزم متنامٍ في العلاقات التركية – الإيرانية، بدا أن حلفاء طهران في العراق، وفي الائتلاف الشيعي والحكومة، قد قرروا “فتح معركة” مع تركيا، تحت شعار انتهاك السيادة والدفاع عنها، فما كان من الدكتور حيدرالعبادي إلا أن قرر بدوره التجديف مع هذا “التيار الجارف” وليس بعكسه، فلديه ما يكفيه من متاعب على هذا الصعيد.
على أية حال، فإن كافة الدلائل تشير إلى أن الخلاف العراقي – التركي، لن يتطور إلى مواجهة عسكرية، برغم النبرة المرتفعة والتصريحات عالية السقوف التي تصدر من بغداد ... تركيا برغم الصلف الذي يميّز سياساتها وتصريحات قادتها، خصوصاً في طبعتها “الأردوغانية”، تراجعت خطوة صغيرة للوراء، وقررت عدم المضي في بناء “القوة” أو إرسال المزيد من الجنود، لكنها وبذات العقلية الصلفة والاستعلائية، قررت الاحتفاظ بـ” القوة” الموجودة على الأرض العراقية. 

بالضد من إرادة الحكومة العراقية المعترف بشرعيتها عربياً وإسلامياً وعالمياً. 

والحقيقة أن الأداء التركي في هذه الأزمة، يتسم بقدر كبير من الاستخفاف والعنت، ويتكشّف عن كثير من المفارقات المثيرة للاستغراب والسخرية ... فأنقرة أعلنت في بداية الأزمة، أنها أبلغت حكومة بغداد وحظيت بموافقتها على نشر القوة العسكرية قرب الموصل، لكن وعندما تحداها العبادي بأن تظهر دليلاً واحداً على ما تقول، تراجعت، وأخذت تتحدث عن معرفة مسؤولين عراقيين” بنيتها نشر هذه “القوة”، من دون أن تكشف عن أسمائهم، ثم عادت لتعديل روايتها، والقول بأن محافظ الموصول الهارب، هو من استدعى القوة التركية إلى الموصل، لا أدري متى كانت دول كبرة كتركيا تتدخل في شؤون دول آخرى، بناء على طلب من “محافظ” أو رئيس مجلس محلي؟! تدعي أنقرة أن وجودها العسكري في الموصل، إنما يهدف إلى “قتال داعش” ...

 لو أن تركيا ضبطت حدودها مع سوريا والعراق، لما كان “داعش” قد أبصر النور أصلاً، أو اشتد ساعداه العسكري والإجرامي ... كنّا سنكون ممتنين لتركيا، لو أنها تصرفت بموجب القانون الدولي، وأحجمت عن تسهيل دخول “داعش” للعراق وسوريا، بدل أن ترسل بهم بعشرات الألوف، ثم ترسل 150 جندياً لمقاتلتهم ... 

كنا سنكون ممتنين لتركيا لو أنها أوقفت تجارتها السوداء مع داعش وغيرها من العصابات الإجرامية، التي نهبت نفط سوريا والعراق وآثارهما ومصانع حلب والموصل، وباعتها في سوق تركية السوداء، بدل كل هذه الادعاءات الزائفة عن قتال داعش، التي مع الاسف، لا يصدقها أحد، حتى أقرب الأقربين إلى القيادة التركية. 

ثم، سنفترض أن الحكومة العراقية “كذبت” على مواطنيها، وهذا “تقليد دارج” في السياسة العربية على أية حال، وانها كانت تعرف بوجود “القوة التركية” وقابلة بها، فهل يحق لتركيا بعد أن أعلن العراق، حكومة وبرلماناً، رسمياً وبكل الطرق الممكنة، عن رغبته بسحب هذه القوة عن أراضيه، أن تقرر من جانب واحد، الإبقاء على هذه القوة، شاء العراقيون أم أبوا، شاءت حكومة العراق الشرعية أم أبت ... أي صلف هذا، وأية غطرسة تقف وراء هذه المواقف الاستفزازية. 

ونعود فنقرأ عن انتقادات تركية لـ”السياسات الطائفية” التي تنتهجها إيران في كل من العراق وسوريا، في اتهام واضح لإيران بالمسؤولية عن تفجير الأزمة التركية – العراقية، وهذه انتقادات صحيحة إلى حد كبير، فطهران تتصرف بوصفها “دولة المركز الشيعي” في المنطقة، وسياساتها في العراق وسوريا والمنطقة، تتسم بصبغة “تدخلية” و”مذهبية”، لا ينكرها إلا أعمى أو “تابع”، بيد أننا نسأل في المقابل، وهل السياسة التركية في المنطقة، متخففة من البعد الطائفي السنّي؟ ... 

ألم يطلق أردوغان العنان للسياسة الطائفية (السنّية) في حملاته الانتخابية الأخيرة؟ ... ألم يتسبب ذلك بـ “أزمة هوية” تعيش تركيا اليوم بعض أبرز تجلياتها، وإن كانت سابقة لحكم أردوغان والعدالة، وإلا كيف نفسر أزمه أردغان مع علويي بلاده، وحلفه غير المقدس، مع “الإخوان المسلمين” العرب، وانفتاح حكومته غير المسبوق على “السلفية الجهادية” حتى في طبعتها الأكثر عنفاً وتشدداً: داعش والنصرة وأحرار الشام؟ العراق كما سوريا، تحولا إلى ساحة “للمكاسرة” الإقليمية والدولية، حيث تلعب الجارتان الإقليميتان الكبريان دوراً “مقرراً” في شؤون البلدين الداخلية ... 

الفارق بين طهران وأنقرة، أن الأولى تحظى بدعم حكومات هذه الدول وأنظمتها، فيما الثانية، تجهد لتغطية تسللها وتبرير سلوكها “طرقاً التفافية”، تارة بحجة أنها تستجيب لـ “نداء المحافظ الهارب”، وأخرى بزعم أنها تسعى لدعم الشعب السوري، في حين يعلم القاصي والداني، أنها تدعم فريقاً منه فقط، وأن أطماعها في فرض الهيمنة حتى لا نقول “الضم والإلحاق” للشريط الممتد من الموصول مروراً بحلب وحتى الساحل، لا زالت حاضرة، بل وحاضرة بقوة على جدول أعمالها السياسي. 

يبدو أن داعش ليس وحده من يريد الإطاحة بخطوط سايكس بيكو ... 

يبدو أن أنقرة لديها حلم مماثل، وربما يكون التقاء الأهداف هذا، هو السبب وراء قصة “العشق الأسود” التي تجمع تنظيم الدولة بدولة التنظيمات الإسلامية. 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا وإيران والعراق ثالثهما تركيا وإيران والعراق ثالثهما



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon