توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بطولة «القفز الحر» إلى «الخطة ب»

  مصر اليوم -

بطولة «القفز الحر» إلى «الخطة ب»

عريب الرنتاوي

قبل أن يجف حبر الاتفاق الأمريكي – الروسي حول وقف “الأعمال العدائية” في سوريا، والذي حظي بمباركة أممية بموجب القرار 2268، كانت واشنطن قد شرعت في الحديث عن “الخطة ب”، في حال فشل الاتفاق ولم تصمت المدافع ... الأمر الذي قابلته موسكو بكثير من الحذر والرفض والتشكيك، فالأصل، أن تُعطى جهود التهدئة فرصتها الكاملة، سيما وأن جميع الأطراف، تدرك تمام الإدراك، مصاعب الوصول إلى الاتفاق وصعوبة إنفاذه على الجبهات والمحاور المتداخلة والمعقدة... واشنطن سلّحت حلفاءها بـ “الخطة ب”، قبل أن تضغط عليهم لإنجاح “الخطة أ”.

بعض حلفاء واشنطن، المتحفظين على مسار فيينا أو القابلين على مضض بالاتفاق الروسي الأمريكي والقرار 2268، نظروا إلى الكشف الأمريكي بوصفه صافرة انطلاق “بطولة القفز الحر” عن “الخطة أ”والانتقال فوراً، ومن دون مقدمات، إلى “الخطة ب”... أنقرة، رفضت الاتفاق والقرار، وأصرت على إدراج حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني ووحدات الحماية الشعبية في قائمة الإرهاب، وأعطت لنفسها الحق في استمرار ملاحقة “الإرهابيين الأكراد”، بل وفتحت حدودها على مصراعيها لنقل قوات كبيرة من المعارضة لمنع سقوط اعزاز، ولاحقاً أدخلت مقاتلي داعش إلى تل أبيض ... أما عن حركة السلاح والمسلحين عبر الحدود، فحدّث بلا حرج.

في الاتجاه نفسه، دارت المواقف والإجراءات السعودية، مصادر مسؤولة تسرب للشرق الأوسط اللندنية بأن المملكة تفضل التعامل مع “الخطة ب”، والتصريحات الرسمية تؤكد يومياً على مقترح إرسال قوات برية عربية واسلامية إلى سوريا، والمقاتلات من طراز “إف 16” تحط في قاعدة أنجيرلك”، والتهديدات بتزويد المعارضة بأسلحة نوعية متواصلة، بما فيها أسلحة محمولة مضادة للطائرات، أما الوزير السعودي، عادل الجبير، فقد عاود التشديد على ضرورة خروج الأسد من السلطة، حرباً أم سلماً.

بعض قوى المعارضة المسلحة، ومن وحي “الخطة ب” كذلك، ومواقف الرعاة والداعمين، عرباً وأتراكا، أخذت تتلكأ في التجاوب الفعلي مع خطط وقف إطلاق النار، وتثقل قبولها بالهدنة المؤقتة بسلسلة من الشروط، من بينها أنها تجريبية ولأسبوعين اثنين فقط، فيما طوفان “الشكاوى” على خروقات النظام وحلفائه والطيران الحربي الروسي، لم يتوقف عن التدفق منذ الساعات الأولى للتهدئة.

خلاصة ذلك كله، أن واشنطن، وبمجرد أن كشفت عن “الخطة ب” التي لا نعرف كنهها حتى الآن، أعطت خصوم المسار السياسي ووقف النار، على ضفتي معادلة الصراع، ما يحتاجونه من مبررات لرفض التهدئة، وعدم الاستجابة الأمينة والصادقة مع مقتضياتها ومتطلباتها ... ونقول على ضفتي الصراع، لأن الفريق الآخر، النظام وبعض حلفائه، لم يكونوا سعداء أبداً بالتهدئة، بل ويمكن القول إنهم أجبروا على تجرّع كأسها، بعد الضغوط التي بذلها الكرملين لهذه الغاية، سيما وأن توقيت التهدئة، جاء في ذروة اختراقات حققها الجيش السوري وحلفاؤه، على عدة جبهات ومحاور، حديث واشنطن عن “الخطة ب”، عزز منطق هؤلاء وحججهم.

لم يكن الكشف عن “الخطة ب” قراراً أمريكياً بريئاً، ولم تكن هفوة في التكتيك أو زلّة لسان لمسؤول ... هم في واشنطن، يريدون أن يبعثوا برسائل اطمئنان لحلفائهم القلقين من نجاحات الفريق الآخر من جهة أولى، وهم يريدون إبقاء خصومهم من موسكو إلى الضاحية الجنوبية، مروراً بدمشق، تحت طائلة الضغط والابتزاز من جهة ثانية، وهم من جهة ثالثة، منقسمون على أنفسهم بين فريقين، واحد يخشى موسكو، ولا يوثق بها، والثاني يفضل التعاون والتنسيق معها، حتى وإن اقتضى الأمر، الإقرار واقعياً بدورها القيادي في سوريا.

على أية حال، لا يبدو أن واشنطن على عجلة من أمرها في إغلاق الملف السوري بكل صفحاته الدامية والمؤلمة ... ربما صارت أكثر اهتماماً بحل هذه الأزمة من قبل، بيد أنها ما زالت تسير بخطى وئيدة على طريق الحل ... فبقاء هذا الملف مفتوحاً، ليس أمراً سيئاً لواشنطن، وقد يحقق لها جملة أغراض، منها: (1) إضعاف النظام وحلفائه وتقويض المنظمات الإرهابية، وهؤلاء جميعاً خصوم للولايات المتحدة... (2) استنزاف روسيا وإيران، المستنزفتين أصلاً، بأزمات داخلية وخارجية عديدة أهمها انهيار أسعار النفط...(3) تقليم أظافر بعض حلفاء واشنطن الذين شبّوا عن الطوق مؤخراً، وأخذوا يتصرفون بهوامش واسعة من الاستقلالية عن الموقف الأمريكي: تركيا والسعودية.

وثمة من يعتقد أن إدارة الرئيس أوباما، لا تفكر بإضافة “حل الأزمة السورية” إلى قائمة إنجازات الرئيس وإرثه الشخصي، إلى جانب إيران وكوبا، وأنها تتحضر لتسليم هذا الملف، للإدارة القادمة مطلع العام القادم ... لكنها في الوقت نفسه، تحرص على عدم خروج الأزمة السورية من دائرة السيطرة والتحكم، خصوصاً في ملفي الإرهاب واللاجئين ... إرهاب داعش، واستهدافه الولايات المتحدة هو أكثر ما يقلق واشنطن، أما طوفان اللاجئين والإرهاب معاً، الذي يتهدد أوروبا بالغرق، فيأتي في المرتبة التالية على سلم الأولويات الأمريكية.

وما لم تكن هناك ضغوط جدية على واشنطن لتسريع وتائر الحل السياسي للأزمة، بدءاً بتثبيت التهدئة وإنجاح مساعي وقف “الأعمال العدائية”، ومن قبل حلفاء واشنطن، والأوروبيين في المقام الأول، فإن من الصعب أن تُلقي الولايات المتحدة بكامل ثقلها وراء جهود ديمستورا وتوافقات كيري – لافروف.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بطولة «القفز الحر» إلى «الخطة ب» بطولة «القفز الحر» إلى «الخطة ب»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon