توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اليمن كما يُرى من الرياض وأبو ظبي

  مصر اليوم -

اليمن كما يُرى من الرياض وأبو ظبي

عريب الرنتاوي

تلعب السعودية والإمارات دوراً محورياً في حرب اليمن، الأولى تقود “التحالف العربي” والثانية، تقوم بدور لا يقل أهمية، سياسياً وعسكرياً، حتى أنها أخذت على عاتقها عملياً، أمر إدارة المعركة في عدن، وحضرت بقواتها على الأرض، ودفعت بعض الخسائر البشرية غير المعتادة.  تبدو الدولتان على وئام وتناغم، ويمكن القول إن ثمة مروحة واسعة من المشتركات التي تجمع بين أبو ظبي والرياض، وإلا لما كان هذا التحالف في البدء، ولما استمر طوال هذه الفترة الحافلة بالتحديات والمنعطفات الخطرة ... 

لكن ذلك لا يمنع، أن تكون للدولتين مواقف متباعدة حيال مستقبل اليمن وطبيعة القوى التي ستشارك في صنعه، كما أن التقارب بين البلدين، لا يمنع أن تكون لكل منهما، خريطة تحالفات متغايرة مع خريطة الطرف الآخر، بل ولا يمنع أن يكون لكل منهما، أجندات  خاصة، أمنية وسياسية واقتصادية، متوسطة الأجل أو بعيدة المدى.

 رسمياً، لا سجال بين الدولتين، بل تناغم ومواقف مشتركة، بيد أن من المتتبع لخريطة مواقفهما وأولوياتهما، كما ترتسم على ألسنة حلفائهما من اليمنيين، يرى أن ثمة خلاف وتباين، انتقل مؤخراً إلى “سجال إعلامي” ودي، بين اثنين من كتاب البلدين المقربين من مؤسسة صنع القرار فيهما، واللذين غالباً ما يعبران عن مواقف واتجاهات مطابخ صنع القرار، وأعني بهما منصور النقيدان (الاتحاد) وجمال الخاشقجي (الحياة).

 ليس خافياً على أحد، أن الإمارات العربية تتخذ موقفاً متشدداً من جماعة الإخوان المسلمين، وهي ترى في تنظيمهم “عصابة إرهابية”، تستحق الملاحقة والمطاردة بقوانين محاربة الإرهاب، ينطبق ذلك على إخوان الخليج مثلما ينطبق على جميع الفروع الإخوانية، ومن بينها بالطبع، التجمع اليمني للإصلاح ... الرياض، بخلاف أبو ظبي، لا تحتفظ بود ظاهر للجماعة، وسبق أن أدرجتها في قائمة المنظمات الإرهابية زمن الملك الراحل، بيد أنها لا تجد غضاضة في التحالف معهم، في إطار حربها على النفوذ الإيراني المتنامي، على اعتبار أنها جماعة سنيّة ذات نفوذ جماهيري، ولأن أية أخطار ناجمة عن التحالف معها، ستظل أقل شأنا بكثير من الأخطار الناجمة عن تحكم إيران بمستقبل اليمن، وتغوّل جماعة الحوثي على بقية المكونات اليمنية.

 تقسيم اليمن إلى شمال وجنوب، من بين القضايا التي تتفق وتختلف حولها الدولتان المتحالفتان ... الموقف من الوحدة لا تحكمه قواعد مبدئية صارمة، بل مرتبط بالخرائط المتحركة للقوى اليمينية، فيصبح دعم قوى وحدودية أمراً مطلوباً في زمن، ودعم قوى انفصالية أمراً مرجحاً وضرورياً في زمن آخر ... وحدة اليمن، ليست مطلوبة بذاتها، بل بشرط أن تكون سبباً لاستقرار الخليج وحفظ أمن دوله، ولا بأس بيمن واحد أو أكثر، شريطة ألا تظل البلاد اليمنية مصدراً لتهديد أمن دول الخليج واستقرارها، والأهم، شريطة ألا يتبنى اليمن الموحد أو المُشطّر، أية مواقف مناهضة لدول الخليج، وعندما نقول دول الخليج، نتحدث أساساً عن السعودية والإمارات في هذا المقام.

 مصادر يمنية تتحدث عن تباين حول طبيعة “الخطوة التالية” بعد استرداد محافظات الجنوب من قوات الحوثي وصالح ... الإمارات وفقاً لهذه المصادر، تعطي الأولية لـ “تنظيف البيت الجنوبي”، فيما السعودية تتطلع شمالاً صوب صنعاء وصولاً لصعدة، في هذا السجال، تبدو واشنطن أقرب إلى أبو ظبي منها إلى الرياض، ودائماً بسبب المخاوف المترتبة على صعود القاعدة و”داعش” وتزايد نفوذهما. 

اليمنيون يتحدثون عن “سباق” سعودي إماراتي في اليمن وعليه ... وعن خرائط قوى محلية تتبع المركزين العربيين المتحالفين ... لكن ثمة لاعب ثالث، يبدو المستفيد الأكبر من أزمة اليمن بعامة، وأعني به القاعدة و”داعش”، التي أظهرت حضورها في غير مكان في اليمن، وخصوصاً في المحافظات الجنوبية، وهي تتخذ من بعض أحياء عدن ملاذاً لها، ولقد تمكنت من تنفيذ عمليات إرهابية بعد سيطرة قوات التحالف على عدن والجنوب. 

لقد أعلن التحالف المحافظات الجنوبية مناطق خالية من “الحوثي وصالح”، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، هل يستتب الأمن والاستقرار في الجنوب، وهي ستدين القوى الفاعلة والنافذة فيه، بالولاء لسيطرة التحالف؟ ... الجواب عليه بالنفي، يندرج على ألسنة معظم اليمنيين، من مختلف التيارات والخنادق ... فالتجمع اليمني للإصلاح يسعى لدور رئيس في قيادة الجنوب والشمال على حد سواء، وهو سيصطدم بموقف إماراتي معارض بشدة وسعودي متحفظ، فكيف سيدير معركة عودته إلى أدواره الرئيسة السابقة ... 
والحراك الجنوبي، أكثر من أي وقت مضى، بات مصمماً على استعادة دولة الجنوب “المغدورة”، فكيف سيدير معركة “الاستقلال” ومع من يتحالف وضد من؟ ... القاعدة و”داعش” والسلفية الجهادية، قد تكون جنحت لأولوية الحرب على الحوثيين “الروافض”، ولكن متى ستندلع المعارك بين هؤلاء وقوات التحالف وحلفائها في الجنوب؟ ... ثم كيف ستستقر الولاءات العشائرية المتحركة في ظل ارتفاع “الطلب” على كسب الولاء وشراء التأييد، مقابل ثبات العرض، ودخول أطراف عديدة على خط محاولة استقطاب العشائر رغم إدراك الجميع، بأن كثبان العشائر المتحركة، تجعل من شراء ولاءاتهم، استثماراً في الرمال. 

اليمن سيظل حتى إشعار آخر، وطن الحروب والصراعات المتناسخة والمتناسلة، ما لم يستقر أهله على “توافق وطني عريض”، يشمل الجميع من دون استثناء، حول نظام مدني – ديمقراطي، ودولة اتحادية ومواطنة متساوية وفاعلة، فهل ثمة من أفق لحل من هذا النوع؟ 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليمن كما يُرى من الرياض وأبو ظبي اليمن كما يُرى من الرياض وأبو ظبي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon