توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المشهد بعد الصدمة

  مصر اليوم -

المشهد بعد الصدمة

عريب الرنتاوي

استفاق العالم من “صدمة” القرار الروسي المفاجئ بالانسحاب الجزئي من سوريا، فماذا وجد؟
وجد أن القرار قد أنعش الآمال والرهان على أول فرصة حقيقية لحل سياسي للأزمة السورية على حد تعبير جون كيري، الذي قرر صبيحة اليوم التوجه إلى موسكو للتباحث مع القيصر حول “الخطوة التالية”.
وأن مسار جنيف الذي لم يحرز شيئاً في جولاته السابقة، سوى إعادة انتاج الفشل، والإبقاء على “المتاريس” ذاتها، قد تحرك، واكتسب قوة زخم جديدة، وفقاً لوصف ستيفان ديمستورا.
وأن المواقف الأوروبية، وإلى حد كبير، العربية، التي ذهبت بعيداً في نقد السياسة الروسية و”شيطنة” زعيم الكرملين، قد اتخذت منحى مغايراً، وبدأت تفضل نبرة الإشادة والتثمين، كما ورد على لسان هولاند ونظرائه الأوروبيين.
وأن روسيا التي ظلت محاصرة بأغلال القرم وأوكرانيا، قد توفرت على فرصة لتكسير أغلالها، والخروج من أطواق العزلة، التي ضربتها حولها واشنطن وحليفاتها الأوروبيات.
وأن مسار “تصحيح” أسعار النفط، الذي جمع الرياض وموسكو على الرغم مما يباعدهما من خلافات، سيكتسب زخماً سياسياً، وليس اقتصادياً فحسب، تفيد منه موسكو والرياض وسائر الدول المصدّرة، سيما بعد قيام لافروف بـ “إلقاء التحية” على الرياض، مثمناً جهودها في توحيد المعارضة و”عقلنتها”.
وأن الذين امتهنوا هجاء “الاحتلال الروسي” لسوريا، و”بلطجة بوتين وشبيحته”، هم أنفسهم الذين شرعوا في تثمين الخطوة، واستذكار أن موسكو لم تكن تنوي البقاء إلى الأبد في سوريا، وأن تدخلها فيها، لم يكن كرمى لعيون الأسد، وإنما لأهداف أخرى، لن تجد المعارضة صعوبة في التأقلم معها، حتى لا نقول في تأمينها.
وأن مسار التهدئة الذي ظنته المعارضة وبعض رعاتها تكتيكاً يتعين القبول به بشروط ثقيلة، قد بات واحداً من حقائق الميدان السوري، وأنه في طريقه لأن يصبح وقفاً لإطلاق النار، وتوطئة لمزيد من خطوات بناء الثقة.
وأن المصالحات الميدانية (المحلية) التي طالما تم التشكيك في جدواها، ستصبح مع الأيام وقادم التطورات، أحد ركائز استراتيجية الحرب على داعش والنصرة والإرهاب، وأنها تتوفر على غطاء دولي، وليست محاولة لسحب البساط من تحت أقدام المعارضة (لا أدري إن كان هناك بساطٌ أصلاً، وعن أي بساط يتحدثون).
وأن الحرب على الإرهاب، ستكتسب زخماً إضافياً بعد القرار، وليس نكوصاً أو انتكاساً، سيما بعد المعلومات عن تقاسم عمل وظيفي بين واشنطن وموسكو وحلفائهما لمطاردة داعش حيثما ثقفوها.
وأن النصرة بدورها لن تختبئ إلى الأبد، خلف “دروع الكثافة البشرية” في مناطق تواجدها، أو تحت ستار مضلل من التحالف مع المعارضات والفصائل الأخرى ... زمن الانفصال عن النصرة قد أزف، وسوريا قد تواجه سيناريو أفغانياً، ليس بالضد من مصلحة روسيا، ولكن بالضد من مصلحة الجهاديين، الذين حذر أبو قتادة الفلسطيني من اقتتالهم وتفرقهم، “فتذهب ريحهم” تماماً مثلما حصل لأسلافهم بعد الانسحاب السوفياتي من أفغانستان.
وأن دائرة التوافق الأمريكي – الروسي ستشهد المزيد من الاتساع والتعمق، لتشمل ربما الدخول في ثنايا ودهاليز الحل السياسي والعمل الميداني سواء بسواء، كما قال بيسكوف متفائلاً.
وأن الخلاف الروسي – السوري، سيضع دمشق على محك لم تعهده من قبل، في علاقتها مع “الحليف الاستراتيجي”، فإما التقدم على طريق الحل السياسي تحت سقف التوافق الأمريكي الروسي، وما يعنيه من مخرج آمن كما قال تشوركين ذات يوم، وإما الاستمساك بنظرية “التعديل الوزاري” بوصفها أقصى ما يمكن أن تقدمه دمشق من تنازلات، وتتحمل تبعاً لذلك، عواقب وعقابيل موقفها وحدها.
وأن حلفاء دمشق الإقليميين، لم يبق لهم بدورهم سوى التكيف مع الوقائع الجديدة الناشئة ... يبدو أن حزب الله، ومن قبله إيران، قد تسلموا الرسالة، والحزب في طريقه مرحلياً إلى مناطق عمله التي حددتها موسكو “القلمون الشرقي” لحماية ظهره وظهر بيئته الحاضنة من جهة، ولمقارعة داعش والنصرة في هذا الشريط من جهة ثانية، على طريق العودة إلى لبنان.
أما روسيا، وقيصرها الخبير بأسلوب “العلاج بالصدمات”، فقد خرجت من الموقف بصورة أفضل ودور أكبر، وأحسب أنها ستكون في وضع ربما يمكنها من ترجمة ذلك، إلى مكاسب إضافية أبعد من سوريا والإقليم... بدءا من أوكرانيا وانتهاء بأوروبا والأطلسي والغرب عموماً.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشهد بعد الصدمة المشهد بعد الصدمة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon