توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السلطة بين خياري «الحل» و «التفكيك»

  مصر اليوم -

السلطة بين خياري «الحل» و «التفكيك»

عريب الرنتاوي



إسرائيل تهدد بـ “تفكيك” السلطة إن حالت دون استمرار احتلالها للضفة الغربية، والسلطة تلوّح بـ “حل السلطة وتسليم المفاتيح” إن هي أخفقت في تمرير مشروع قرار إنهاء الاحتلال في مجلس الأمن ... معنى ذلك، أن إسرائيل تريد السلطة كوسيلة لـ “لتجميل” الاحتلال وتقليل أكلافه، في حين انعقد الرهان الفلسطيني على “تحول السلطة إلى دولة” ... لا إسرائيل مستعدة لإنهاء الاحتلال ولا الفلسطينيين مستعدون للتخلي عن حلم الدولة وتقرير المصير.
إن لم تكن السلطة “نواة الدولة ومشروعها”، فلتذهب إلى الجحيم، فلس من بين الفلسطينيين من يرغب في أن يكون “ممسحة للاحتلال”، أو “منطقة عازلة” أو “جيبا حدوديا” يحول بينه وبين الشعب الرازح لما يقرب من نصف قرن تحت نير الاحتلال وسيف العدوان وأنياب الاستيطان الحادة ... يبدو أن “تفكيك السلطة أو حلها” هو القاسم المشترك الوحيد المتبقي بين الطرفين المتعاقدين الساميين في أوسلو وواشنطن.
حسناً، لم نكن من أنصار حل السلطة، ودعونا مراراً وتكراراً إلى إعادة النظر في وظائفها وموقعها في النظام السياسي والحركة الوطنية الفلسطينيين ... ولطالما قلنا إن “وقف التنسيق الأمني” سيفُقد السلطة “وظيفتها الإسرائيلية”، وإذا ما أقدمت السلطة على الوفاء بتعهداتها بوقف هذا التنسيق في حال فشل مسعاها في مجلس الأمن، فإن إسرائيل هي من سينقض على هذا السلطة ويعمل على تفكيكها، وإسرائيل وحدها ستتحمل مسؤولية هذا “الانهيار الكبير”، فلماذا يتحمله الفلسطينيون إن كان أعداؤهم على استعداد لتحمل مسؤوليته وأكلافه.
على أية حال، ليس قرار “حل السلطة” أو “تفكيكها” قراراً سهلاً على شرائح واسعة من الفلسطينيين، باتوا يعتاشون على السلطة، وتظهر الوقائع في غزة في ضوء ما بات يعرف بـ “أزمة الرواتب” كم هو قاسٍ ومؤلم، الإقدام على خيار من هذا النوع ... لكن الفلسطينيين في نهاية الأمر، سيجدون أنفسهم بين خيارين لا ثالث لهما: إما الاحتفاظ بالسلطة والركون لحالة التبعية والاستتباع التي يعيشها الاقتصاد الفلسطيني وعشرات ألوف العائلات الفلسطينية، مع كل ما يعنيه ذلك من تهاون أو حتى تبديد لقضيتهم وحقوقهم الوطنية، أو اللجوء إلى خيار المواجهة مع الاحتلال بكل مقتضياته، ومن بينها حل السلطة، وتحمل الأعباء الاقتصادية والاجتماعية الكارثية المترتبة عليها.
“وهم المفاوضات حياة”، الذي أقنع القيادة الفلسطينية، بإمكانية استرداد الحقوق الوطنية عبر موائد التفاوض مع إسرائيل وفي ظل “الوكالة الحصرية” للراعي الأمريكي، هو ما دفع بالسلطة إلى التصرف كدولة، والتوسع في الانفاق الجاري، وتكريس علاقة زبائنية مع مواطنيها، خصوصاً ألوف المتفرغين من كوادر وقادة الفصائل المختلفة، وهو ما دفع بالشعب الفلسطيني إلى مأزق الخيارات الصعبة والمريرة والمحدودة التي يعيشها اليوم.
كما أن “وهم بناء مؤسسات الدولة تحت الاحتلال”، باعتبارها أقصر الطرق وأنجعها لإنهاء الاحتلال، طيلة سنوات حكومة الدكتور سلام فياض، هو ما أسهم في خلق اقتصاد استهلاكي وعزز ثقافة الاستهلاك على حساب ثقافة الانتاج، لشعب ما زالت يرزح تحت نير الاحتلال، وتنتظره سنوات عجاف من المواجهة القاسية ... لقد نجح الجنرال دايتون ومعه طوني بلير، في خلق جيل من “الانسان الفلسطيني الجديد” المثقل، بأعباء القروض المصرفية، الغارق في ثقافة الاستهلاك، والمبتعد عن خياراته الأساسية في مقارعة الاحتلال ومقاومته، واليوم يدفع الفلسطينيون أفدح الأثمان لتلك الرهانات والأوهام الخائبة.
وإذا كان الفلسطينيون قبل قيام السلطة، قد نجحوا في بناء “اقتصاد مقاوم”، مكنهم من الصمود على أرضهم وممارسة مختلف أشكال المقاومة، فإن وضعهم الحالي -خاصة في الضفة الغربية- يبدو مغايراً تماماً اليوم ... فلم نعد نرى أثراً للاقتصاد المحلي المرتبط بالزراعة والحرف والمشروعات الصغيرة والصناعات المحلية، بل جيلاً من أصحاب “الياقات المنشّاة”، الذين تبعدهم عن الحركة الوطنية الفلسطينية، فجوات الاهتمامات والأولويات والأجيال المتباعدة.
خلاصة القول، إن التطورات على الساحة الفلسطينية، قد تكون متجهة لإعادة عقارب الساعة إلى ما قبل العام 1994 وقيام السلطة، إن لم يكن بقرار ذاتي من الفلسطينيين أنفسهم، فبقرار إسرائيلي مباشر، طالما أن وجود السلطة مشروط إسرائيليا بعدم قيامها بأية أدوار من شأنها وضع نهاية للاحتلال الذي بدأ في الرابع من حزيران من العام 1967، والأرجح أن سيناريو كهذا، سيضع القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي على عتبات مرحلة جديدة نوعياً، ومن يعشْ يرَ.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلطة بين خياري «الحل» و «التفكيك» السلطة بين خياري «الحل» و «التفكيك»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon