توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجيش السوري في تدمر... أين من هنا؟

  مصر اليوم -

الجيش السوري في تدمر أين من هنا

بقلم عريب الرنتاوي

الاتفاق “الكيماوي” الذي أبرم بين موسكو وواشنطن في أواسط أيلول/سبتمبر 2013، أبقى الرئيس السوري في موقعه لثلاثة أعوام، ومنع ضربة عسكرية أمريكية كان يمكن أن تكون “ماحقة”، ومنح النظام جرعة حياة إضافية، حتى وإن كان الثمن، تجريد سوريا من أنيابها ومخالبها الكيماوية ... اليوم، تبدو الحرب على “داعش”، والانتصارات التي سجلت في سياقاتها من قبل التحالف الروسي – السوري، بمثابة جرعة ثانية من “أكسير الحياة”، تراهن دمشق على “صرفها” على موائد التفاوض في جنيف وغيرها.

وإذ قُدّر للتقدم الذي أحرزه الجيش السوري في تدمر وجوارها، أن يتواصل على المنوال ذاته، وصولاً إلى دير الزور والرقة، فسيصبح بمقدور الأسد أن يزأر بكل طاقته: أنا وحدي من بمقدوره اجتثاث الإرهاب من سوريا، ومن حقي وحدي أن احصل على “الجائزة الكبرى”، والمساهمة من “مواقعي” كرئيس للجمهورية وقائد أعلى للقوات المسلحة، في تقرير مستقبل سوريا.

الاتصال الذي أجراه الرئيس الروسي بنظيره السوري مهنئاً بالنصر في تدمر، ربما حمل في طيّاته، رسالة من هذا النوع، وإن كان من السابق التكهن بـ “نهاية مطاف” الاحتضان الروسي لشخص الأسد ... الترحيب غير المسبوق، الذي صدر عن الأمين العام للأمم المتحدة باستعادة تدمر، يأتي في سياق “الرضوخ الدولي” للأمر الواقع في الميادين السورية ... وقبل الاتصال والترحيب، كان اللقاء غير المسبوق في جنيف، بين فيدريكاموغريني وبشار الجعفري ... يبدو أن الحبل على الجرار.

في الحرب الدائرة رحاها على “داعش” في سوريا، ثمة ميزة إضافية للتحالف الروسي – السوري، لم تتوافر لواشنطن وتحالفها الدولي الفضفاض ... هنا تتوافر موسكو ودمشق، على مزيج من القوات البرية والجوية، هنا يمكن للضربات الجوية المركزة أن تعطي أكلها، طالما أن هناك قوات على الأرض، تقطف الثمار وتحصد النتائج ... الأمر مختلف تماماً بالنسبة لواشنطن وتحالفها الدولي.

لا تمتلك واشنطن حلفاء “وازنين” عسكرياً على الأرض غير وحدات الحماية الشعبية الكردية وقوات سوريا الديمقراطية ... وهذه على الرغم من شجاعتها في الميدان، ونجاحاتها المتلاحقة في تحقيق اختراقات على محاور وجبهات عدة ضد “داعش”، إلا أن ثمة قيوداً محلية وإقليمية، تحول دون أن تكون هذه القوات، “فرس الرهان” الذي سيكسب السباق لتحرير المناطق المحتلة من قوات “الخليفة البغدادي”.

محلياً، سيجد كثيرون من العرب صعوبة في استيعاب وتقبل الطموحات الكردية الجامحة للتوسع و”التكريد” و”الفدرلة” ... وإقليمياً، سيظل “الفيتو” التركي على قيام كيان كردي ثانٍ على حدود البلاد الجنوبية، عاملاً معرقلاً لتوسع نفوذ وسيطرة الوحدات وقوات سوريا الديمقراطية ... هذا الرهان، محفوف بكثيرٍ من التحديات والمخاطر، وله حدود وسقوف تجعل يد وزير الدفاع الأمريكي مغلولة إلى عنقه... أما الرهانات على “معارضة معتدلة” و”جيش حر”، فقد جربت عشرات المناطق في عشرات المواقع شمالاً وجنوباً، وثبتت خيبتها، وليس هناك ما يدعو للثقة بأن الرهانات المستقبلية، ستكون أوفر حظاً من الرهانات السابقة.

يبقى لواشنطن خياران اثنان، لا ثالث لهما، وكلاهما يبدو مكلفاً وكلاهما يبدو مستبعداً ... الأول؛ استدعاء قوات عربية وإسلامية حليفة لتنفيذ الشق البري من معادلة تطهير شمال شرق سوريا من داعش ... هذا خيار، دونه خرط القتاد، وقد يفتح الباب لحرب إقليمية ودولية، وهو على أية حال، تراجع كثيراً من التداول .

والثاني؛ إرسال قوات برية أمريكية – أطلسية، وهذا أيضاً فرضية مستبعدة، فالرئيس أوباما الذي وصل إلى البيت الأبيض مرتين تحت شعار: لا للحرب ونعم لسحب الجنود من العراق وأفغانستان، برهن في غير منعطف واستحقاق، أنه لن يتورط في سيناريو “إرسال الجنود إلى أرض المعركة”، وهو في موقفه “الصلب” هذا، يلقى تأييداً كبيراً من قبل الأمريكيين، والسنة الراهنة في الولايات المتحدة، هي سنة انتخابات، والخطأ فيها قد يتحول إلى خطيئة.

لذلك كله، أحسب أن موسكو ودمشق، هما من سيتولى مهمة تحرير بقية الأراضي السورية من سيطرة داعش، وتصفية وجود التنظيم الأكثر دموية، في المناطق التي سيطر عليها، والتي بلغت ذات يوم، نصف مساحة سوريا تقريباً ... عندها، أو بعدها، سيكون شعار “لا دور للأسد في مستقبل سوريا”، عصياً على “الصرف والنحو”، حتى وإن ظل يتردد على ألسنة “فرسان الائتلاف” ورعاتهم.

من مصلحة المعارضة الوطنية والديمقراطية والعلمانية في سوريا، أن تركز جهدها على إطلاق عملية سياسية ذات مغزى في سوريا، وبضمانات دولية (وبالأخص روسية)، قد تنتهي، وقد لا تنتهي، بخروج الأسد من مستقبل سوريا ... أما الإصرار على “التنحي” و”التنحية” كشرط مسبق، فأحسب أن وقائع الميدان وتطورات الحرب، ستجعله أمراً غير مسلٍ على الإطلاق.

GMT 07:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

رسائل البغدادي المفتوحة و«المشفّرة»

GMT 06:44 2019 الخميس ,02 أيار / مايو

واشنطن و «الاخوان»

GMT 12:16 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

هل ستدرك أنقرة ما تتمناه في شمال سوريا؟

GMT 07:28 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

"الاعتماد على الذات" من منظور أكبر

GMT 07:50 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

النظام العربي... ذروة جديدة في التهالك

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجيش السوري في تدمر أين من هنا الجيش السوري في تدمر أين من هنا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon