توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأردن ومهمة إعداد القوائم البيضاء والسوداء

  مصر اليوم -

الأردن ومهمة إعداد القوائم البيضاء والسوداء

عريب الرنتاوي

منذ انتهاء اجتماعات فيينا بتكليف الأردن “تنسيق” قائمة سوداء للجماعات والفصائل الإرهابية في سوريا، والأوساط الدبلوماسية والإعلامية في عمان، تتحرك في كل اتجاه، للتعرف على الكيفية التي سيعالج بها الأردن هذا الملف الشائك والحساس، واستشراف النتائج التي ستخرج في نهاية البحث والتبويب والتصنيف، ولست أبالغ إن قلت أن هذا الموضوع تصدر قائمة اهتمامات كل من التقيناهم خلال الأيام الفائتة.

حساسية المسألة تكمن في الأساس، في تضارب المصالح واصطراع الأجندات والتحالفات التي تتفاعل على الأرض السورية، فمن هو إرهابي بالنسبة لهذه الجهة، يُصنف كحليف موثوق لجهة أخرى، ومن آيات ذلك أن “حركة أحرار الشام” على سبيل المثال، هي الحليف الموثوق لكل من تركيا وقطر والسعودية، وكذا جيش الإسلام والعديد من الفصائل المسلحة، بينما يُنظر لهذه المجاميع من قبل أطراف عديدة، كسوريا وإيران وروسيا وحتى الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، بوصفها جماعات متطرفة وإرهابية، أو من باب أضعف الإيمان بوصفها “قوى حليفة للجماعات الإرهابية”.

الأمر ذاته ينطبق على وحدات الحماية الشعبية الكردية، التي ينظر إليها الغرب والشرق، روسيا وأوروبا والولايات المتحدة، كحليف موثوق، يستحق التسليح والتدريب والتغطية الجوية بل وتبادل “البعثات والممثليات”، فيما هي بالنسبة إلى أنقرة، أشد خطراً وتهديداً من “داعش” نفسها، وتضعها في صدارة قائمتها السوداء للمنظمات الإرهابية.
الإخوان المسلمون في سوريا، لا يشذون عن القاعدة السابقة، فهم الحليف الأوثق لكل من قطر وتركيا، ومشروع حليف قريب للسعودية، بينما هم في صدارة قائمة أعداء كل من مصر والإمارات المتحدة، وبدرجة أقل الأردن ودول أخرى ... ومن يراقب المشهد الميداني السوري على الأرض، وخرائط الخنادق والمعسكرات المتقابلة، يرى أن لكل فريق من هؤلاء الأفرقاء، داعموه ورعاته وممولوه.

ولأن الأردن يحتفظ بعلاقات متفاوتة مع مختلف الأطراف المتورطة بالأزمة السورية، وبعضها له تأثير كبير على الأردن، بالنظر لطبيعة العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية الخاصة والمتميزة التي تربطه بها، فإن مهمته لن تكون سهلة على الإطلاق، وإلى الحد الذي قد يتمنى معه لو أنه لم يقبل بهذا “التكليف”، أو على أقل تقدير، اشترط له صيغاً وأطراً أخرى، كفيلة بـ”توزيع دم الفصائل على القبائل” العربية والإقليمية والدولية.

لا شك أن الأردن لم يتفاجأ بصعوبة المهمة، وهو لم يقبل بها، إلا وكان لديه تصور عن الكيفية التي سيدير بها المسألة، وهنا يسعى الأردن في إعطاء دوره صفة “المنسق” وليس “المكلف” بإعداد القائمة، وفي هذا السياق، يجري الحديث عن لقاءات واجتماعات واتصالات تشاورية وتنسيقية مع مختلف الأطراف، لبناء توافق حول القائمة وتصنيفاتها والمعايير المعتمدة لإعدادها.

ثم أن الأردن، ربما يفضل التوجه لإعداد “قائمة بيضاء” بالقوى والمجاميع غير الإرهابية، من خلال تصنيف الفصائل القائمة على الأرض وفقاً لمعيار ابتدائي رئيسي وحاسم: من مع عملية فيينا وخيار التفاوض ومن ضدها، عندها سيجري حكماً استثناء كل من سيعارض وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات، بوصفه جزءاً من المشكلة وليس جزءاً من الحل، وقد يستحق الاندراج تالياً في عداد القوائم السوداء للمنظمات والفصائل الإرهابية.
على أن هذا المعيار وحده لا يكفي للتصنيف والتبويب، فهو يصلح لعملية فرز ابتدائية، لكن العملية بحاجة إلى “فلاتر” أخرى، قبل التوصل إلى إعلان الحكم النهائي في القضية موضع البحث والتداول، ونذكر هنا معياراً واحداً على سبيل المثال لا الحصر، مشتقاً من الروح التي صيغ بموجبها إعلان فيينا، والتي شددت على حفظ التنوع واحترام التعدد السوريين، وحق جميع أبناء سوريا وبناتها ومكوناتها، المشاركة في صنع مستقبلها والانخراط بنظامها الجديد، وبما يحفظ حقوقهم وحرياتهم ومشاركتهم وتمثيلهم ... هنا ستجد بعض القوى الظلامية التي تتطلى خلف عباءة بعض التحالفات الإقليمية، ويجري تسويغها وتسويقها بوصفها قوى معارضة معتدلة، ستجد نفسها أمام واحد من خيارين: إما إحداث تغيير جذري في خطابها السياسي والفكري، وعندها أهلاً وسهلاً بها، وإما إعلان التمرد والانشقاق عن عملية فيينا ومفاوضاتها، وعندها تكون قد قررت بقرار ذاتي، وضع اسمها على قائمة المنظمات الإرهابية السوداء.

على أن المسألة برمتها، ستظل في مطلق الظروف والأحوال، بحاجة إلى بحث ونقاش وتمحيص في فيينا من جديد، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في فرز غث الحركات المسلحة عن سمينها، وأن يُتبع توافقاته، بقرار يصدر عن مجلس الأمن بموجب الفصل السابع، وتصبح الحرب على جميع الفصائل المصنفة إرهابية، حرب الجميع، بصرف النظر عن اختلاف الأحلاف والمحاور التي يندرجون بها.

مثل هذه المسألة بحاجة ابتداءً، لتوافق أمريكي – روسي، يجري فرضه على بعض اللاعبين الإقليميين، الذين تدفعهم حسابات وأجندات وإيديولوجيات و”ثارات” عميقة، إلى خلط حابل الاعتدال بوابل التطرف، بعض هذه الأطراف، تخلو قوائمها إلا من اسم واحد: داعش، أما بقية الجماعات الإرهابية، فهي مشروع حليف أو “نواة معارضة معتدلة”... بالنسبة لهؤلاء، فإن جبهة النصرة هي مشروع حليف، ألا تذكرون نداءات خالد خوجة ومناشداته لها بالتخلي عن روابطها بالقاعدة، ألا تذكرون المقابلة التلفزيونية الشهيرة مع “أبو محمد الجولاني” والتي لم يكن لها من وظيفة سوى “تلميع” الأخير، وتأهيله لقيادة المعارضة المعتدلة؟ ... وهل هي مجرد صدفة محضة، أن تتحرك الوساطة القطرية على خط تحرير العسكريين اللبنانيين المحتجزين لدى جبهة النصرة، بنشاط لإتمام صفقة التبادل مع الأمن اللبناني، في حمأة الاتصالات لتحضير القوائم السوداء (والبيضاء) التي ستتوزع عليها الفصائل والجماعات المسلحة السورية؟ ...

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأردن ومهمة إعداد القوائم البيضاء والسوداء الأردن ومهمة إعداد القوائم البيضاء والسوداء



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon