توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أولوية الأمن والاستقرار

  مصر اليوم -

أولوية الأمن والاستقرار

عريب الرنتاوي

ليست واشنطن وحدها، بصدد رفع وتائر الدعم والتعاون الأمني/ العسكري مع الأردن إلى مرتبة «حليف الأطلسي»، بروكسيل أيضاً تسير في ذات الاتجاه، وتقرر رفع مستوى وسوية الدعم للأردن، لمواجهة ما يعتبره الاتحاد الأوروبي: «أولوية حفظ الأمن والاستقرار» في الأردن، وتدعيم مكانته ومنعته، في حربه المفتوحة على التطرف والإرهاب.

الأردنيون، ومن مختلف مواقعهم ومرجعياتهم، يعتبرون الأمن والاستقرار، أولى أولياتهم، بمن فيهم أولئك الأشد حماسة للإصلاح السياسي والتحول الديمقراطية ومنظومة حقوق الإنسان ... فلا قيمة لكل هذه المعاني والقيم والمبادئ، في مناخات الفوضى غير الخلاقة، والاحتراب الأهلي و»قرقعة» السلاح.

وأحسب، أن الأردن نجح في تقديم نفسه إلى المجتمع الدولي، بوصفه بلد الأمن والأمان، بعد أن أمكن له النجاة من طوفان الحروب والصراعات التي تحيط بها من جهاته الأربع ... كما أن الأردن، نجح في تقديم نفسه، بوصفه شريكاً موثوقاً في الحرب على التطرف والإرهاب، بعد أن أظهرت دول أخرى، «هوساً» بأجندات وكوابيس أخرى، تدفعها لتأخير موقع «محاربة الإرهاب» على سلم أولوياتها، لصالح قضايا أخرى وأولويات ضاغطة مختلفة.

على أية حال، قد يختلف الأردنيون على أولوية محاربة التطرف والإرهاب، لكن اثنين منهم، لا يختلفان على أولوية حفظ الأمن والاستقرار ... والمؤكد أننا نختلف أيضاً ونتباين، عندما يتصل الحديث باستراتيجية محاربة التطرف واستئصال الإرهاب ... فمنا من لا يرى أبعد من «المعالجة الأمنية الصلبة»، ومنا من يقترح استراتيجية متعددة المسارات والمراحل، بهدف تجفيف منابع الظاهر، ووقف عجلة إنتاج المتطرفين والإرهابيين، وإدماج أوسع الشرائح الاجتماعية في العمليات السياسية الجارية في بلدنا.

قد يرى البعض، أن «أولوية الأمن والاستقرار» تستوجب حكماً، تجميد مسار الإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي، أو أقله، السير بخطى وئيدة على هذا الطريق، وبسرعة سلحفائية إن أمكن ... مثل هذه المقاربة، ربما توفر هوامش حرية تحرك للأجهزة الأمنية والعسكرية، لكنها ليست المقاربة الأنجعو»الأفعل» في الحرب على التطرف والإرهاب ... وثمة ما يمكن الاستفادة منه من تجارب محاربة الإرهاب والدراسات المتعلقة بهذا الشأن، إذ كلما انفتح النظام السياسي على مزيد من المشاركة والتمثيل، وكلما جرى تجفيف مصادر «الظلم» و»التمييز» و»التهميش»، كلما ارتفع منسوب الثقة بالعملية السياسية، وبالمؤسسات المنبثقة عنها.

وليعلم أصحاب «المقاربة الأمنية» أن القوى الاجتماعية الحيّة في بلدهم، من أحزاب ومثقفين ومؤسسات مجتمع مدني وحركات نسائية وغيرها، هي حليفهم الطبيعي الموثوق في الحرب على التطرف والإرهاب ... وأن التضييق عليها، من شأنه إفقاد هذه الحرب، لدور إسنادي فاعل، وأنه لا يحوز خلط حابل الإرهاب والتطرف، بنابل المعارضة المدنية والديمقراطية ... فالخلاف على قانون الأحزاب او الانتخاب على سبيل المثال، لا يفسد للتحالف المجتمعي العريض ضد التطرف والإرهاب، أية قضية.

مع صعود داعش، خاصة بعد استشهاد (الكساسبة)، بدا أن الدولة الأردنية قد حسمت أمرها، مرة وإلى الأبد، وأن صفحة جديدة قد فتحت، وأن عنوانها الرئيس، هو خوض الحرب متعددة المسارات والمستويات والمراحل، مع التطرف، فكراً وفقهاء وخطاباً ومؤسسات ... بدا أننا سنسير في الاتجاه الصحيح، ولقد قيل الكثير، عن أجندة الإصلاح السياسي التي ما زالت معتمدة وحاضرة على جدول أعمالنا، برغم انشغالاتنا في الحرب على الإرهاب.

لكن مظاهر التراخي -حتى لا نقول التراجع- قد بدأت تطل برأسها ... وبدأنا نلمس ميلاً متعاظماً لـ «ضبضبة» ملف الإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي ... وهذه من دون ريب، خطوة للوراء ... نقولها هذه المرة، ليس من باب التعلق بـ»رومانسية» البرنامج الإصلاحي أو»ترف» الحرية والديمقراطية، بل من باب «فقه الضرورات»، هذا الفقه الذي يجمع سدنته، على أن محاربة التطرف والإرهاب، تقتضي وجوباً، دفع مسارات الإصلاح لا تعطيلها، وأن الأمل بتجفيف منابع التطرف، مرهون بقدرة الدولة والمجتمع، على دفع جميع أبنائها ومكوناتها، على الانخراط النشط في العملية السياسية والمساهمة في صنع المؤسسات المنبثقة عنها وصوغ السياسات الوطنية العامة.

المتطرفون والإرهابيون، ليسوا معنيين بالتشريعات الناظمة للعمل العام، ولا هم معنيون بقانون الانتخابات وطبيعة المجلس النيابي الذي نريد، والمؤكد أن فكرة الحكومة البرلمانية ليست على جداول أعمالهم ... هذه العناوين، هي موضع تجاذب داخل الصف المناهض للتطرف والإرهاب، ولا يجوز -بحال من الأحوال- أن نجعل من هذا التجاذب سبباً لإضعاف الصفوف أو شقها في مواجهة الخطر الذي يدهمنا... أما الوسيلة الوحيدة والمجربة لتحقيق هذا الغاية، فهي «التوافق» على برنامج وطني إصلاحي، يلحظ التدرج، نعم، كما يلحظ -بوضوح- «خط النهاية» كذلك.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أولوية الأمن والاستقرار أولوية الأمن والاستقرار



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon