توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكاذيب وحقائق

  مصر اليوم -

أكاذيب وحقائق

عريب الرنتاوي

الأسبوع الرابع للحرب الإسرائيلية الثالثة على غزة، شهد تصعيداً جنونياً في وتيرة القتل الجماعي والمجازر ومعارك التطويق والإبادة ضد القطاع المحاصر وأهله ... المؤسف أن هذه الحقيقة الدامية، لم تحفز الحكومات والأنظمة العربية ومن ينطق باسمها من “مثقفي الهزيمة” و”إعلاميي الاستسلام”، على رفع صوت التنديد بالفعلة والفاعل، إذ رأيناهم يصبون جام غضبهم على “المقاومة الفلسطينية”، تارة بذريعة ارتباطها بمحور وعاصمة أو جماعة، وأخرى بدواعي غياب “العقلانية والواقعية” وسوء “تقدير الموقف”.
بعد أربعة أسابيع من الحرب البربرية، وأكثر من عشرة آلاف شهيد وجريح، وإبادة ستين أسرة عن بكرة أبيها، وتدمير ألوف المنازل وعشرات المؤسسات والمساجد والمستشفيات والمعاهد والجامعات، يخرج علينا هؤلاء بعِظاتهم المسمومة، المستوحاة من كتب الهزيمة وروايات الخنوع والاستسلام: ألم نقل لكم؟ ... هل لنا قِبلٌ  بإسرائيل وجيشها الذي لا يقهر؟ ... لماذا ترفضون الجنوح للتهدئة مقابل التهدئة؟ ... لماذا ترفضون المفاوضات وطرق الحلول السياسية؟
والراهن أن هناك جملة من الأكاذيب يجري تسويقها والترويج لها من دون كلل أو ملل، وغالباً بما يخدم الرواية الإسرائيلية لتاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي وتطوراته اللاحقة، وبما يكرس أكذوبة أن جنوح العرب، وبالأخص الفلسطينيين، لخيار الحرب والمقاومة والانتفاضة، هو المسؤول عن الكارثة التي تحيق بشعب فلسطين ... وأن العرب، وبالأخص الفلسطينيين، هم الأكثر خبرة ومهارة في “إضاعة الفرص وتبديدها”، وأنهم لو أصغوا لنصائح كثيرين من حكامهم “العقلاء” و”الحكماء”، لكانوا الآن يقضون صيفاً ممتعاً على شواطئ فلسطين، أقله تلك التي خصصها قرار التقسيم الشهير لهم.
هي مطالعة إسرائيلية مئة بالمئة، يجري إعادة انتاجها “بلسان عربي مبين”، من دون التوقف للحظة واحدة، أمام جديتها وصدقيتها، من دون مراجعة ولو سريعة، لمراحل ومحطات تاريخ الصراع، القديم منه والجديد.
لقد سعى الملك الحسين جاهداً لاستعادة الضفة الغربية، وبالطرق السلمية والتفاوضية بالطبع، وبعد أشهر قلائل من هزيمة حزيران، وظل يحاول عبر محطات عديدة، وبكل ما أوتي له من علاقات وصلات، وصولاً إلى مدريد وما بعده، ومع ذلك اصطدمت جميع هذه المحاولات بصخرة التعنت والأطماع الإسرائيلية ... اصطدمت بإصرار إسرائيل على رفض الجلاء عن المناطق المحتلة، وترحيبها فقط، بتطبيع العلاقات وإدارة شؤون السكان.
في العام 1969، قبل عبد الناصر، وهو الزعيم الذي طالما “اتهم” بالسعي لإبادة إسرائيل، بمبادرة روجرز، وقبل العرب بقرار 242، فماذا كانت النتيجة .... في العام 1974 أقرت منظمة التحرير مبادرة “النقاط العشر” التي تحدثت لأول مرة عن دولة في حدود 67، فماذا كانت النتيجة ... في العام 77 زار السادات إسرائيل ووقع بعد سنتين معها، معاهدة سلام، أخفق السادات في إقناع إسرائيل بإطار منصف لحل القضية الفلسطينية على قاعدة “حل الدولتين”
في العام 81، تقدم ولي العهد السعودي بمبادرة لحل الصراع العربي الإسرائيلي، تقع في منزلة وسط بين مبادرتي بريجنيف وريغان، وبعد ذلك بسنة، أقرت القمة العربية في فاس المبادرة التي حملت منذ ذاك التاريخ اسم المدينة المغربية العريقة ... وبين إطلاق المبادرة وإقرارها، كانت إسرائيل قد اجتاحت لبنان واحتلت بيروت بعد 90 يوماً من الصمود والمقاومة، وقارفت واحدة من أبشع جرائم العصر في مخيمي صبرا وشاتيلا.
لنصل إلى اتفاق شباط 1985، الذي نص على الكونفدرالية لأول مرة بين الأردن وفلسطين، ومهد لمحادثات لندن السرية مع شمعون بيريز، فماذا كانت النتيجة .... لتندلع بعد ذلك الانتفاضة الأولى، وليعلن الفلسطينيون من الجزائر عن استقلال دولتهم، ودائماً في حدود 67، وليقود ياسر عرفات، مؤسس الحركة الوطنية الفلسطينية ومفجرها، شعبه إلى مسار السلام في مدريد وأوسلو، إلى أن انتهى شهيداً بالسم الإسرائيلي الزعاف
ليأتي بعد عرفات رجلٌ، جعل من رفض الانتفاض والكفاح المسلح، عقيدة له، لا تقبل المساومة ولا التشكيك، وليمضي في حكم السلطة عشر سنوات عجاف، لم يترك فرصة أو نافذة من دون أن يطرقها، وليقدم سنة بعد أخرى، “أوراق اعتماد” جديدة، تارة من حساب الأراضي وتبادلها وأخرى من كيس اللاجئين وعودتهم، فماذا كانت النتيجة ...
من قال إن العرب يرفضون كل ما يعرض عليهم من مشاريع ومبادرات، من قال إنهم بددوا الفرص وأضاعوها ... لقد قضوا سنوات في البحث عن السلام والحلول السلمية، أضعاف ما قضوا في الاستعداد للحرب والمقاومة، وها هي مبادرة قمة بيروت، التي بدأت بمبادرة لولي عهد سعودي آخر، تترحل من قمة إلى أخرى، ومن عاصمة إلى أخرى، ولأكثر من 12 سنة، ومن دون أن تجد يداً إسرائيلية ممدودة أو أذنا إسرائيلية صاغية.
أيها الأصدقاء، من لم يدرك حتى اليوم، أن إسرائيل لا تريد سلاماً بل استسلاماً عربياً، وبالأخص فلسطينياً، كاملاً ومطلقاً، من لم يدرك بعد كل هذه الحروب والمعارك والانتفاضات والمبادرات والمحاولات، أن مجتمع المستوطنين لم يعد ينتج سوى ثقافة الكراهية والعنصرية و”الموت للعرب”، إما أنه “جاهل”، أعمى البصر والبصيرة، أو متواطئ.
لسنوات وعقود خلت، ظننا أن “الجهل” ربما يكون السبب الكامن وراء محاولات البعض إشاعة هذه الأفكار ... اليوم، لا نرى سبباً سوى التواطؤ والتخاذل والاستسلام، حتى لا نقول التآمر والاصطفاف في الخندق الإسرائيلي ... ألم يقل نتنياهو بالأمس، وبعد 28 يوماً من حربه البربرية على غزة، بأن تدمير غزة على رأس حماس والمقاومة وأهلها، مكّن إسرائيل من تطوير علاقات متميزة مع عدد من الدول العربية، القريبة والبعيدة؟!

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكاذيب وحقائق أكاذيب وحقائق



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon