توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«نقاط القاهرة العشـر»

  مصر اليوم -

«نقاط القاهرة العشـر»

عريب الرنتاوي

انتهت اجتماعات فصائل سورية معارضة إلى توافق حول “نقاط عشر”، تشكل خريطة طريق لمرحلة انتقال سياسي في سوريا كما يقول مشاركون في اجتماعات حظيت برعاية “نصف رسمية” من الخارجية المصرية ... ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد سبق للفلسطينيين قبل أربعين عاماً، أن تبنوا “نقاط عشر” كانت مقدمة لسيل من التنازلات التي لم تنقطع، وجعل منهم كـ”المُنبتِّ” الذي لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى، فهل ستواجه نقاط المعارضين السوريين العشر، مصيراً مشابهاً؟
اجتماعات القاهرة تمخضت عن “هيئة حكم انتقالية مشتركة” ... لم نعرف مشتركة بين منْ ومنْ ... بعضهم فسَّر الأمر برحيل الأسد، وأغلبهم تحدث عن القبول بالأسد لسنة أو اثنتين إضافيتين، على ألا يترشح للانتخابات الرئاسية القادمة ... لقد مضت أربع سنوات على اندلاع الأزمة، وتغيرت خرائط سوريا وموازين القوى واللاعبين فيها، وما زال الأصدقاء في المعارضة، يتجادلون حول “جنس الملائكة”، لكأن جحافلهم تقرع أبواب دمشق وقصرها الجمهوري؟!
المعارضون تحدثوا عن “مرجعية جنيف” وضمانات دولية لإنجاز أي اتفاق مع النظام ... لكن التدقيق في مضامين النقاط العشر، يدفع للاعتقاد، بأن قراءة “هيئة التنسيق” كانت الأكثر حضوراً في مداولات القاهرة، حيث تمت قراءة “جنيف 1” بـ “سقف توقعات أقل”، أو بواقعية أكبر ... غابت عن النقاط العشر قضايا رحيل الأسد والحلقة المحيطة به وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، وحل محلها حديث من نوع آخر، يتصل بإصلاح هذه الأجهزة، وإدماج المعارضة المسلحة (المدنية) في صفوفها، إذ لا سلاح خارج سلاح الشرعية، يجب أن يظل على الأرض السورية، كما جاء في البيان، الذي شدد أيضاً على رحيل  أو ترحيل، كافة القوى والقوات غير السورية المتواجدة على الأرض السورية.
مثل هذا الاتفاق، ما كان له أن يرى النور لولا بروز ثلاثة عوامل / تطورات أساسية:
أولها، تآكل مكانة الائتلاف الوطني السوري، الذي بعد أن ملأ الأرض ضجيجاً بحكاية “الممثل الشرعي الوحيد”، عاد ليتواضع متجدداً بعد أن سحب البساط من تحت أقدامه، وقبل بالجلوس مع هيئة التنسيق بل ومع تيار بناء الدولة، الذي طالما نظر إليها بوصفها إطاراً للسلطة تحت قناع المعارضة لا أكثر.
ثانيها، تراجع مكانة الإخوان المسلمين السوريين، الذين غابوا أو بالأحرى غُيّبوا عن لقاء القاهرة، وسيغيبون أو يُغيَّبون عن لقاء موسكو الذي سيبدأ اليوم بين المعارضة والنظام ... ومع هؤلاء أيضاً تآكلت مكانة “إعلان دمشق” واستتباعاً المجلس الوطني السوري الذي كان ذات يوم، ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري، قبل أن تطلق هيلاري كلينتون رصاصة الرحمة عليه، وتحيل “موجوداته” إلى الائتلاف الوطني.
وثالثها، دخول القاهرة على خط الأزمة السورية، وهو أمر رحبت به كثير من قوى المعارضة، خصوصاً الداخلية منها، باستثناء جماعة الإخوان المسلمين التي ما زالت تطالب بعودة “الشرعية” و”الرئيس المنتخب” إلى سدة الحكم في أرض الكنانة، لا أحد له مصلحة في استعداء القاهرة أو إحباط مساعيها، بمن في ذلك، المعارضون الذين فضلوا بياناً ختاماً أكثر “ثورية” من إعلان القاهرة.
على أية حال، سيسمح إعلان القاهرة للمعارضة بـ “ادِّعاء” أنها وصلت إلى توافق عريض حول خطوط عريضة لمرحلة الانتقال في سوريا، قبيل ساعات فقط من الاجتماعات الأهم في موسكو، وسيكون بمقدور من سيحضر من المعارضة إلى العاصمة الروسية، أن يتكئ على إعلان القاهرة، للقول بوحدة موقف المعارضة، وأن يشرع في محاورة ممثلي النظام الرسميين: الجعفري أو المقداد، على هذا الأساس.
وفي ظني أن “النقاط العشر” ليست من النوع غير القابل للتدوير والتفاوض، صعوداً أو هبوطاً في سقف المطالب ... فالذين وقعوا إعلان القاهرة، يدركون أن الأمر في موسكو سيكون مختلفاً، وأن حصاد المفاوضات مع النظام، لن ينضبط بسقف النقاط العشر، وإنما بحدها الأدنى، فإذا كانت هناك نيّة صادقة لحل سياسي للأزمة السورية، فإن فرص هذا الحل، على صعوبتها، تبدو ممكنة، فأحداث وتطورات السنوات الأربع الفائتة، كانت كفيلة بتبريد كثير من الرؤوس الحامية، ودفعت ببعض رموز الأزمة السورية وأطرافها للهبوط عن قمم الأشجار التي صعدوا إليها في السنتين الأولى والثانية للأزمة.
وإذا صدقت النوايا في واشنطن ولندن، اللتين قدَّمتا ضوءًا أخضر لموسكو للمضي في مبادرتها، فإن بالإمكان تحقيق تقدم على طريق الحل السياسي، وقد تصدق نبوءة المبعوث الدولي عن عام 2015 بوصفه عام التقدم نحو حلول سياسية للأزمة السورية، وستكون هذه النبوءات أكثر صدقية، إن أمكن لإيران والمجتمع الدولي التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج الأولى النووي، عند ذاك، قد تتوفر ولأول مرة منذ أربع سنوات، وتحت ضغط “داعش” وأخواتها، الفرصة لوضع الأزمة السورية على سكة الحل.
لا نريد أن نفرط في التفاؤل أو أن نمضي بعيداً في بيع “الأوهام”، فهناك تعقيدات محلية وإقليمية ودولية، ستكون بالمرصاد لأية مبادرة وجميع المبادرين، لكن حالة الإعياء التي تعيشها الأطراف المصطرعة، ووصول معظمها إلى حالة الإنهاك، يفتح باب التفاؤل في إمكانية أن تصمت المدافع وأن تضع الحرب أوزارها.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«نقاط القاهرة العشـر» «نقاط القاهرة العشـر»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon