توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الندّ الإيراني الذكي» ...ماذا عن العرب؟!

  مصر اليوم -

«الندّ الإيراني الذكي» ماذا عن العرب

عريب الرنتاوي

استيقظ الرئيس الأمريكي باكراً صباح أمس، وأيقظ معه نائبه جو بايدن، فالمناسبة لا تحتمل الغرق في النوم، ولا ممارسة طقوس التكاسل ... لم تكن عقارب الساعة قد بلغت السابعة تماماً، حتى كان ونائبه، في كامل التأهب للإدلاء بأول تعليق على “اتفاق فيينا النووي” ... رئيس الدولة الأعظم، ضبط ساعته على توقيت العاصمة النمساوية، وكذا فعل رئيس الدولة الإقليمية الأكبر: الشيخ حسن روحاني.

من استمع لكل من الرئيسين، وهما يستعرضان “إنجازات” وفديهما في فيينا، ظنّ للوهلة الأولى، أن أحدهما قد ألحق هزيمة نكراء بالآخر ... كل واحد منهما، وجد في الاتفاق ما اعتبره نصراً مبيناً له، وتلبيةً كاملةً لشروطه، كل فريق وصف الاتفاق بـ “التاريخي” و”الجيد”، من دون أن يغفل عن ذكر: “أن هذا هو الاتفاق الذي أردناه بالضبط”... الرجلان كانا بخطابيهما، يتوجهان للداخل، لخصوم الاتفاق القابعين بين ظهرانيهما ... أوباما يتطلع لنقاشات حامية في الكونغرس ملوحاً بالفيتو محذراً من “البدائل الكارثية” للاتفاق، ومشدداً على أنه “اتفاق العالم مع إيران” وليس مع واشنطن وحدها ... روحاني، كان يحذر خصومه من مغبة اللجوء إلى الكذب والافتراء لتوجيه طعنة نجلاء لآمال الإيرانيين وتطلعاتهم وفرحتهم بازدهار قريب.

الخلاصة الجوهرية التي يخرج بها المستمع لما قاله الرجلان، تفضي إلى الاستنتاج بان “اتفاق فيينا”، سمح لكل منهما، بتقديم ما يخصه من مكاسب وإنجازات، وفر لكل واحد منهما، “البضاعة” التي يحتاجها لتمرير الاتفاق في مراحله التالية، وضمان النجاح في حملة تسويغه وتسويقه ... ولهذا وُصِفَ الاتفاق بأنه “اتفاق رابح – رابح”، وهي العبارة التي طالما كررها الوزير محمد جواد ظريف، والذي كان أكثر واقعية في توصيف ما حصل، حين قال أن الاتفاق ليس الأفضل لكل فريق من الأفرقاء، بيد أنه ضمن لكل فريق، الحد الأدنى مما أراده وتطلع إليه.

الجملة الأهم في خطاب أوباماً، قوله إن “إيران كانت ندّاً ذكياً” ... ربما هذا ما سعت إيران إلى تجسيده طوال اثنتي عشرة سنة من عمر الأزمة “النووية” وقرابة العامين من المفاوضات الشاقة والمريرة، جلس خلالها وزيرٌ واحدٌ (ظريف) في مواجهة سبعة وزراء خارجية، يمثلون القوى الأعظم في العالم ... إنه درس في التفاوض، لا يمكنك أن تتعلمه من كتاب “المفاوضات حياة” الأشهر... إنه الفرق بين دولة تعرف ما تريد، وتصبر على تحقيق ما تريد، وبين مفاوض عربي وفلسطيني، راوح أداؤه ما بين “الهرولة” و”الاستجداء”، أو “التوسل” و”التسول” وفقاً لتعبير الوزير القطري الإشكالي في مواقفه ونواياه و”مرابط خيوله”.

أظهرت إيران “ندّية” مُلهِمة في مفاوضاتها النووية مع “المجتمع الدولي” بأسره ... لا أدري مدى شهدت البشرية مفاوضات من هذا النوع ... لا أدري أيهما أصعب على واشنطن، المفاوضات أدارها جون كيري مع وفد طهران برئاسة محمد جواد ظريف حول برنامج الأخيرة النووي، أم المفاوضات التي قادها هنري كيسنجر مع وفد هانوي برئاسة لي دوك تو قبل أربعين عاماً لوضع حد للحرب الأمريكية على فيتنام؟ ... المؤكد أنها مفاوضات لا يوجد نظير لها من حيث الصبر والمواظبة والصلابة والمهارة والدهاء، في تجاربنا التفاوضية العربية، سواء مع أنفسنا، وبالأخص مع خصومنا.

وأظهر المفاوض الإيراني “ذكاءً” لفت أنظار الرئيس أوباما ... ذكاء لم يتوفر لخصوم طهران في العالم العربي، الذين غرقوا لسنوات وعقود في معاركهم وحروبهم الجانبية، وتركوا بلدانهم ومجتمعاتهم نهباً لفراغ ملأته قوى إقليمية وحركات أصولية متشددة ... وحين قرروا “انتزاع زمام المبادرة”، غرقوا في مستنقعات اليمن وجباله الجرداء، في حرب عبثية، لا طائل من ورائها، ولا أهداف نبيلة ترتجى بنتيجتها.

باستثناء إسرائيل والسعودية، فقد تنفس العالم الصعداء بعد اتفاق فيينا ... حتى الوزير الفرنسي، الذي لعب دور “الشريك المشاكس”، المنافح عن مطالب و”هواجس” زبائن بلاده المدججين بمليارات الدولارات المرصودة لشراء الأسلحة والمفاعلات النووية، عاد للتعبير عن أمله، بأن “حصة شركات بلاده” محفوظة في السوق الإيرانية ... نسي الوزير قضايا السلم العالمي ومنع الانتشار وحقوق الانسان والديمقراطية ... فكل ما يقلقه، ألا تتسبب مناوراته ومشاكساته، في إضعاف حصة “الشركات الفرنسية” في السوق الإيرانية؟!

مفاوضات الأشهر الـ “23” الفائتة، تستحق أن تُدَرّس في علوم السياسة والدبلوماسية والتفاوض، والمأمول أن يكون الجانب العربي، قد تلقى درساً قد يسعفه ذات يوم، وهو الذي اعتاد أن يخرج من جولة مفاوضات، بعروض أقل من الجولة التي سبقتها، في مسلسل لا تحصى حلقاته، حافل بالتنازلات والتفريط، من لاءات الخرطوم الثلاثة، إلى “دويلة غزة زائد”؟!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الندّ الإيراني الذكي» ماذا عن العرب «الندّ الإيراني الذكي» ماذا عن العرب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon