توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حقيقة «التفاهمات» الأمريكية - الروسية

  مصر اليوم -

حقيقة «التفاهمات» الأمريكية  الروسية

عريب الرنتاوي

المشكلة الأهم التي تواجه “التفاهمات” الأمريكية الروسية في سوريا، تكمن في الأصل، في “سوء التفاهم” بين مراكز صنع القرار الأمريكي المختلفة ... البنتاغون والخارجية والبيت الأبيض والسي آي إيه، دع عنك الكونغرس وجماعات الضغط المختلفة، التي تسهم إسهاماً مباشراً في تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية... الروس يعتقدون أن سياسة كيري السورية، لا تحظى بقبول البيت الأبيض، وبالأخص البنتاغون والسي آي إيه، ويعزون الفشل المتكرر في نقل “تفاهمات كيري لافروف” إلى حيز التنفيذ إلى هذه الخلافات.
من بين مختلف “مراكز صنع القرار الأمريكي”، يبدو الوزير جون كيري، هو الأكثر حماسةً للتعاون مع موسكو والتنسيق معها ... لكن انتقادات حادة تتلقاها السياسة الأمريكية في سوريا على وجه الخصوص، تجعل الوزير الأمريكي يتراجع بين الحين والآخر عن بعض تفاهماته مع نظيره الروسي الأشهر، سيرغي لافروف، واحياناً، كما حدث بالأمس القريب، يذهب الوزير الأمريكي إلى أبعد نقطة في التشدد، فيهدد بإعلان القطيعة مع موسكو، إن ثبت أن “ممراتها الإنسانية” في حلب، ليست سوى نوع من الخديعة أو المناورة.
الروس يشكون من مماطلة واشنطن ومراوغتها في تنفيذ “التفاهمات” التي يجري التوصل إليها عبر قناة “لافروف – كيري”، بعضهم يعزو ذلك كما قلنا، إلى خلافات واشنطن الداخلية، وصعوبة بناء موقف واحد بين مختلف مؤسسات صنع القرار في واشنطن ... لكن بعضهم الآخر، يذهب به الشك، حد اتهام واشنطن بممارسة لعبة مزدوجة، تتحدث عن الحاجة لحل سياسي في سوريا، وتشحن عشرات الأطنان من السلاح الثقيل إلى المعارضات السورية من موانئ أوروبا الشرقية (وغالباً بتمويل عربي – خليجي) .... تتحدث عن محاربة الإرهاب، وتقبل تضمين النصرة على لوائحه السوداء، حتى بعد تغيير اسمها، إلا أنها تماطل وتمانع في قيام الروس وحلفائهم، بتوجيه أية ضربات جدية للفرع السوري لتنظيم القاعدة، قبل أن تتم “المخالعة” بين الجانبين، بالتراضي والتوافق كما هو معروف.
مع ذلك، لا تجد موسكو بديلاً آخر، سوى استمرار التعاون والعمل المشترك مع واشنطن ... ذلك أن الكرملين يدرك تمام الإدراك، أنه من دون مظلة تعاون روسي – أمريكي، ستتحول سوريا إلى أفغانستان ثانية بالنسبة لروسيا ... و”القيصر” يدرك، أنه من دون “عملية سياسية” قد يتحول وجوده العسكري على شاطئ المتوسط، ضرباً من المجازفة غير المحسوبة ... من هنا، يأتي “الصبر” و”طول النفس” الروسيين، في التعامل مع السياسة الأمريكية التي تقول الشيء وتفعل نقيضة، تتعهد بشيء وتمارس عكسه، ولا تكف عن إعطاء الوعود المتناقضة لحلفاء وأصدقاء وشركاء مختلفين.
أبعد من ذلك، تظن موسكو، أن ثمة فرصة، تقاس ببضعة أشهر، يجب اغتنامها، قبل أن تنتقل مقاليد السلطة والقرار الأمريكيين من أوباما – كيري، إلى هيلاري كلينتون ووزيرة دفاعها الجديدة، وهما ثنائي “صقري” معروف برغبته الدفينة في توسيع تدخله العسكري المباشر في الأزمة السورية ... كلينتون دافعت عن ضرب الأسد وقواته عندما كانت على رأس وزارة الخارجية، ووزيرة الدفاع الأمريكية المرجحة في عهدها، ميشال فلورنوا متحمسة بدورها لتوجيه ضربات ساحقة للجيش السوري وحلفائه ... الروس يريدون انتزاع المزيد من “التفاهمات” من جون كيري، قبل أن يصبح التفاهم عصياً على التحقيق، والأهم، هم يريدون تثبيت وقائع جديدة على أرض حلب وإدلب والجنوب، قبل أن تستيقظ الإدارة الأمريكية الجديدة، ومعها برنامج عمل مغاير لسوريا.
الاضطراب في الموقف الأمريكي، وبصرف النظر عمّا إذا كان حقيقياً، ناجماً عن خلافات داخل الإدارة، أم مناورة، يراد بها كسب الوقت وانتزاع مزيد من التنازلات من موسكو وحلفائها، سيزداد تعقيداً في ضوء اضطراب علاقات واشنطن بحلفائها الإقليميين ... فالعلاقة التركية – الأمريكية، تتجه إلى مرحلة شديدة التعقيد في ظل اتهامات أنقرة لواشنطن بالضلوع في مؤامرة الانقلاب، مقابل تحسن مضطرد في علاقات تركيا مع موسكو ... والعلاقة الأمريكية – الخليجية، تحكمها الشكوك وحالة انعدام الثقة، لا يرتجى لها اصلاحاً في ظل الإدارة الحالية ... وهذه عوامل ومتغيرات، تلعب لصالح موسكو، التي نجحت في أن تكون لاعباً لا غنى عنه، في معظم ملفات المنطقة وأزماتها.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقيقة «التفاهمات» الأمريكية  الروسية حقيقة «التفاهمات» الأمريكية  الروسية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon