توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

واشنطن إذ تتجرع «قرار المصالحة»

  مصر اليوم -

واشنطن إذ تتجرع «قرار المصالحة»

عريب الرنتاوي

حين يتحدث الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته، عن استمرار وجود “فرصة” للتوصل إلى حل سياسي تفاوضي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فمعنى ذلك أنهما تخطيا “تحفظاتهما” إزاء القرار الوطني الفلسطيني باستعادة المصالحة واسترداد الوحدة، وانهما في موقفهما هذا، يلاقيان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي شدد بعد التوقيع على “اتفاق غزة الأخير”، بأن المصالحة لن تكون عقبة على طريق التفاوض والحل السياسي، عندما تتوفر شروط استئناف التفاوض والوصول إلى الحل ... وفي خطابه امام المجلس المركزي لمنظمة التحرير في رام الله، حدد مواصفات هذا الحل وشروط استئناف المفاوضات، والتي تبدأ بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، ولا تنتهي بوقف الاستيطان ورفض “يهودية الدولة”. في المقابل، لم تتأخر حكومة نتنياهو عن توظيف “سانحة المصالحة” للمضي في تعطيلها للمفاوضات وجهود كيري ... إذ قبل أن تتشكل حكومة الوحدة الوطنية، وقبل أن تعلن برنامجها، شرعت حكومة اليمين واليمين المتطرف، في تنفيذ مروحة واسعة من العقوبات الاقتصادية والأمنية، وتعلن عن “وقف المفاوضات” مع الجانب الفلسطيني، في مسعى خائب منها، لتحميل الفلسطينيين وزر الفشل الذي تسببت هي به، لمهمة كيري. المغزى الرئيس لتصريحات أوباما – كيري الأخيرة، يقول: إن أحداً في العالم لن يكون بمقدوره أبداً، منع الفلسطينيين من التوحد، وأن دعوات استمرار الانقسام والفرقة، لا تصمد طويلاً أمام صوت العقل والمنطق والحكمة، وأن الفلسطينيين إن أرادوا ترتيب بيتهم الداخلي، لن تنجح أية قوة في العالم، في منع ذلك، أو حتى الاستمرار في الاعتراض عليه. صحيح أن السلطة والمنظمة ستواجهان متاعب كبيرة بعد المصالحة، لجهة استدرار الدعم المالي والاقتصادي، وأحياناً السياسي، من بعض العواصم الإقليمية والدولية، بيد أن الصحيح كذلك، أن “إدارة ملف المصالحة” بحكمة ومسؤولية، من شأنه أن يجعل من تحمل هذه المتاعب، واحتواء تداعياتها، أمراً ممكناً في نهاية المطاف. خلال سنوات الانقسام العجاف الفائتة، كان واضحاً أن كثير من العواصم الأوروبية، وحتى بعض الأوساط الأمريكية، قد ضاقت ذرعاً بدورها بهذا الانقسام، وأخذت تنظر إليه بوصفه عقبة في طريق المفاوضات و”حل الدولتين” ... ولطالما أبلغنا مسؤولون ودبلوماسيون غربيون، بأن حكومات بلدانهم لن تكون عقبة في طريق المصالحة، وأنها ستتعامل معها عند إتمامها، وأنهم يرجون ألا تكون المصالحة عقبة في طريق “حل الدولتين” ... وأحسب أن هذا هو ما يجري اليوم وإن بهدوء. وصحيح أيضاً، أن كثيرٍ من حملات الابتزاز والتهويل قد شُنّت على السلطة لثنيها عن السير في طريق المصالحة، تحت ضغط “قوانين محاربة الإرهاب” في بلدانهم، وتصنيفهم الظالم لحركتي حماس والجهاد كمنظمات إرهابية، بيد أن الصحيح كذلك، أن كثير من هذه الدول والعواصم، كانت مدركة لـ “الخصوصية الفلسطينية” بل ولخصوصية “حماس” و”الجهاد” اللتان لم تسجلا على نفسيهما، أية اعتداءات على أهداف غير إسرائيلية. خلاصة القول: أن تصريحات أوباما – كيري عن “فرصة المفاوضات المستمرة”، تعني أن واشنطن لن تذهب إلى خيار “العزل السياسي للسلطة”، واستتباعاً لن تذهب إلى خيار “العزل الاقتصادي”، برغم الصعوبات التي ستعترضها مع الكونغرس الأمريكي، الذي أظهر في محطات تاريخية عديدة، إنه “صهيوني” أكثر من الكنيست الإسرائيلي ذاته. وإذا كنا لا نستبعد على الإطلاق، ان تقع السلطة والمنظمة في ضائقة سياسية واقتصادية ومالية في قادمات الأسابيع والشهور، إلا أننا على يقين بانها ستكون قادرة على تجاوز هذا المنعطف، وبأقل قدر من الخسائر، إن توفرت الإدارة الكفؤة والنوايا الحسنة والثقة المتبادلة، لملف المصالحة، فلا أحد باستثناء إسرائيل، لديه مصلحة في انهيار السلطة وإضعاف المنظمة وقتل حلم الفلسطينيين في الحرية والاستقلال. وأحسب أن حكومة نتنياهو تدرك ذلك وتتحسب له، وأخشى ما تخشاه تل أبيب هو أن يكسب الفلسطينيون معركة “العلاقات العامة”، ويدرؤون عن أنفسهم المسؤولية في تعطيل مهمة كيري وإفشال المسار التفاوضي، فيما “المصالحة” تستكمل حلقاتها وفصولها، وعضوية فلسطين في المنظمات والمعاهدات الدولية، تصبح أمراً واقعاً ومعترفاً به دولياً ... ولعل هذا ما يفسر حالة “الاهتياج” الإسرائيلية، والتي اتسمت بالطيش والغطرسة، كما كشف عنها القرار الإسرائيلي بوقف المفاوضات من جانب واحد.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن إذ تتجرع «قرار المصالحة» واشنطن إذ تتجرع «قرار المصالحة»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon