توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما الذي تكشّفت عنه «معركة يبرود»؟!

  مصر اليوم -

ما الذي تكشّفت عنه «معركة يبرود»

عريب الرنتاوي

تكشفت الهزيمة المروّعة التي منيت بها المعارضة المسلحة على جبهة يبرود / القلمون، والتي تزامنت مع الذكرى الثالثة لاندلاع الأزمة السورية، عن جملة من المعطيات والتطورات ذات الدلالة العميقة في فهم تطور الأزمة السورية ومآلاتها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: أولاً: أن المعارضة متعددة المشارب والهويات والإيديولوجيات، تزداد بمرور الزمن، انقساماً وتشظياً، وأن عوامل انعدام الثقة فيما بينها، وخوف بعضها من بعضها الآخر، الذي يفوق في بعض الأحيان، الخوف من النظام نفسه، أسهم ويسهم في إسقاط العديد من جبهات القتال والمعارك، من دون مقاومة، أو من دون مقاومة صلبة ومكلفة، وهذا لم يحدث لأول مرة، وفي يبرود وحدها ... تكرر المشهد وتتالى سباق المسلحين للانسحاب وتسليم القواطع، وأحياناً التواطؤ مع الجيش. ثانياُ: أن الحروب البينية التي اندلعت في صفوف «داعش والنصرة وجبهة الثوار وأحرار الشام» إلى آخر قائمة الفصائل الجهادية، وأودت بحياة الآلاف من عناصرها وقياديها، قد أسهمت في إضعاف القدرات القتالية لهذه الفصائل مجتمعة، وأصابت الروح المعنوية لمقاتلي هذه الجماعات في مقتل، علماً بأن «جهاديي النصرة وداعش»، كانوا طوال سني الحرب الأهلية الثلاثة، بمثابة «الطليعة المقاتلة» للمعارضات السورية المسلحة ... هذا الأمر لم يعد قائماً. ثالثاً: باستثناء أمراء الحرب والطوائف وزعران الأحياء، لم يعد أحدٌ ممن حملوا السلاح عن إيمان بقضية الحرية والكرامة، مؤمناً بأن هذا الطريق سيفضي إلى أي مطرح ... وهذا ما يفسر (ربما) تسارع وتيرة المصالحات الوطنية المحلية، وتعاون بعض وحدات المعارضة المسلحة مع الجيش السوري ضد «الغرباء» على بعض الجبهات ... وإذا استمر الحال على هذا المنوال، فإن ظاهرة المصالحات قد تصبح عنصراً حاسماً في تقرير مسارات الأزمة السورية ومآلاتها. رابعاً: ثمة ما يشي إلى أن الجيش السوري قد استوعب الصدمة تماماً، وإن متأخراً بعض الشيء، وربما يعود الفضل في ذلك إلى حلفاء النظام في الإقليم، إيران وحزب الله تحديداً، فالطريقة التي يقاتل فيها، والروح المعنوية التي تتحلى بها وحداته، والتماسك الذي تبديه على جبهات القتال، أعادت ترميم صورته الردعية، والتقارير عن المواجهات العسكرية الأخيرة، تشير إلى حالة فزع بدأت تصيب المسلحين على المحاور، ما أن يبدأ الجيش النظام بالتقدم صوبها ... هذه الصورة لم تكن كذلك من قبل، هذا تطور جديد ولافت. خامساً: حالة الخواء التي يعيشها المعسكر الداعم للمعارضة المسلحة وانعدام خياراته و»حيلته»، تنعكس بشكل مباشر على قدرته الميدانية وأدائه على الأرض ... إذ باستثناء التصريحات المخصصة للاستهلاك الإعلامي، لا أحد من المعسكر المناهض للأسد والنظام، لديه اليقين بأن ساعة الحسم آتية لا ريب فيها، وأنها مسألة أسابيع أو أشهر على أبعد تقدير، كما كان يُقال قبل عام أو أزيد قليلاً ... ثم أن هذا المعسكر يبدو منهمكاً من رأسه حتى أخمص قدميه بجملة من الأزمات الأكثر تعقيدا ... الغرب مستهلك بالكاملة في الأزمة الأوكرانية المفتوحة على شتى الاحتمالات ... تركيا غارقة في صراعاتها الداخلية وحروب السيد أردوغان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من دوره وصورته ونفوذه ... دول الخليج الأكثر حماساً لدعم المعارضة وإسقاط النظام، دخلت في أزمة بينية غير مسبوقة منذ تشكيل مجلس التعاون، وبعض هذه الدول انتقل من دعم المعارضات، جميع المعارضات المسلحة، إلى موقع العداء لأكثرها سطوة ونفوذاً باسم محاربة الإرهاب ... أما جماعة الإخوان المسلمين التي أبدت حماساً لإسقاط النظام ودعم خيارات المعارضات، فهي في حالة انكفاء استراتيجي، تسعى في أن تخرج من الحملة المكارثية التي تتعرض لها في غير عاصمة عربية، بأقل قدر من الخسائر. سادساً: زيادة التورط الإسرائيلي في مجريات الأزمة السورية، عبر سلسلة العدوانات المتكررة التي قارفها الجيش الإسرائيلية ضد إهداف في العمق السوري، وآخرها، الغارات المصحوبة بتهديدات غير مسبوقة، باستهداف النظام على نطاق أوسع، إن هو حاول تغيير قواعد الاشتباك مع الدولة العبرية، وهذا التطور سيكون له تداعياته، غير الإيجابية على خصوم النظام، بخلاف ما يعتقد كثيرون، خصوصاً من بعض «الرموز الخفيفة» في المعارضة السورية. سابعاً: حلفاء النظام في المقابل، «أخذوا نفساً عميقاً» بعد سنوات ثلاث مما كان يعتقد بأنها أعنف ضربة يتلقاها هذ المحور الممتد من طهران حتى الضاحية الجنوبية لبيروت، مروراً بدمشق وبغداد ... حزب الله رد على العدوان الإسرائيلي على مواقعه في السلسلة الشرقية، بعمل من نفس النوع والمقدار ... حركة الجهاد الإسلامية قررت «كسر الصمت» في قطاع غزة، وأمطرت جنوب إسرائيل بوابل من الصواريخ، في مسعى من الحزب والحركة، لقطع الطريق على إسرائيل لتغيير قواعد الاشتباك على الجبهتين اللبنانية والفلسطينية ... قوات المالكي تصول وتجول في غرب العراق، في عمليات مطاردة واصطياد لمقاتلي داعش، وهي تحقق تقدما ملموساً، وسط دعم دولي وإقليمي، لا تقلل من شأنه بعد التدخلات اليائسة من دول مجاورة في سياق حروب المذاهب والطوائف المشتعلة في المنطقة. خلاصة القول: بعد ثلاث سنوات من اندلاع الأزمة السورية، تبدو صورة الوضع السياسي والميداني في حالة تبدل استراتيجي، وما معركة يبرود، وقبلها القصير، سوى إرهاصات لوضع جديد ناشئ، والمعتقد أن مدينة حلب، ستكون الحلقة الثانية لاختبار مستوى عمق و»استراتيجية» هذا التحول، وقد يحدث ذلك قريباً، ويتعين أن يحدث قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي يبدو النظام مصراً على إجرائها ولو على قاعدة «بمن حضر».

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذي تكشّفت عنه «معركة يبرود» ما الذي تكشّفت عنه «معركة يبرود»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon