توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مهمة كيري ودوائرها الثلاث

  مصر اليوم -

مهمة كيري ودوائرها الثلاث

بقلم عريب الرنتاوي

يحيط الغموض بتفاصيل الاتفاق الروسي الأمريكي حول سوريا، موسكو تدعو واشنطن للكشف عن الاتفاق وتظهيره بقرار عن مجلس الأمن الدولي ... حلفاء واشنطن يطلبون الإحاطة بمضمون الاتفاق ...واشنطن تدير ظهرها لهذه المطالبات، وتتذرع بالقول إن حفظ “سرية” الاتفاق ربما يكون شرط نجاحه، سيما بوجود “متربصين” كثر، بالهدنة والتهدئة والعملية السياسية.

من وجهة نظر روسية، يبدو أن الامتناع الأمريكي عن كشف الاتفاق وتحويله إلى مجلس الأمن، إنما يعود إلى تردد واشنطن وربما إخفاقها في الوفاء بالتزامها بفك ارتباط الفصائل “المعتدلة” عن الفصائل الإرهابية ... وفي ظني أن هذا الاتهام ينطوي على قدر كبير من الصحة، فعقدة الفصل بين معتدلي المعارضة وإرهابييها، باتت أشد تعقيداً من عقدة بقاء الأسد أو رحيله ... وربما لهذا السبب بالذات سيتعين على جون كيري، صانع الاتفاق مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أن يتحرك على دوائر ثلاث متداخلة وشديدة التعقيد، إن هو أراد للاتفاق أن ينتقل إلى حيز التنفيذ:

الدائرة الأولى؛ وتتمثل في مؤسسات ومراكز صنع القرار الأمريكي في واشنطن، والتي يبدو أنها لا تقرأ من الكتاب ذاته، فلكل منها أولوياته وحساباته، وما يرتضيه كيري قد لا يقبل به البنتاغون أو البيت الأبيض أو الكونغرس و”السي آي إيه” ومختلف جماعات الضغط ومراكز التأثير ... كيري بحاجة لبناء توافق أمريكي – أمريكي قبل أن ينتقل إلى مستوى آخر في العمل والتحرك.
الدائرة الثانية؛ وتتمثل في حلفاء واشنطن الإقليميين، الذين احتفظوا طوال سنوات الأزمة السورية الخمس الفائتة، بمسافة واضحة عن واشنطن ... على جون كيري أن يقنع نظرائه في السعودية وتركيا وقطر بجدوى الاتفاق وجديته، فهذه الدول هي من رعى ومول ويسّر وسلح ودرب الجماعات المسلحة، ولكل منها أجندته في سوريا والإقليم، وهيهات أن تلتقي على استراتيجية واحدة، ولقد اتضح في مختلف مراحل ومفاصل الأزمة السورية، أن لكل منها حسابات تلتقي وتفرق مع حسابات الآخرين، ومن بينهم الولايات المتحدة.

الدائرة الثالثة؛ وتتمثل في الفصائل المسلحة ذاتها ... هنا على واشنطن أن تدخل في دهاليز “الميكرو”، فتشرع في سجالات قد تنتهي وقد لا تنتهي مع عشرات الفصائل والمجاميع المسلحة، ذات الولاءات الاستخبارية المختلفة، وذات المرجعيات السياسية والإيديولوجية المتباينة ... هنا يتعين التعامل مع “شبكة مصالح معقدة” لأمراء الحرب والطوائف والمحاور والإمارات التي تشكلت في تحت جنح الحرب في سوريا وعليها، وترتبط مع بعضها البعض بشبكة من المصالح المتوافقة والمتنافسة، والتي تتخذ شكل الاندماجات والائتلافات حيناً وشكل الصراعات المسلحة وحروب الإلغاء الاقتلاع والتكفير في كثير من الأحيان. 

حتى الآن، جل ما فعلته واشنطن أنها سلمت موسكو قائمة بأسماء المنظمات التي تعتبرها معتدلة ويجب تفادي التعرض لعناصرها ومواقعها ومناطق نفوذها ... لكنها لائحة صماء، لا تتضمن مناطق الانتشار ولا أعداد القوات ولا إحداثيات المواقع ولا خريطة التحالفات ولا أسماء القادة وعناصر الاتصال ... ما يعني أنه ما يزال يتعين على جون كيري فعل المزيد، لإنهاء دوائر تحركه الثلاث، قبل أن يتقدم خطوة جدية على طريق تنفيذ الاتفاق. 

ومن أجل تبرير المماطلة والتغطية عليها، لا بأس من إبقاء الاتفاق قيد الكتمان، ولا بأس من الاستمرار في كل الاتهامات للجانب الآخر بعدم احترام التزاماته، بل ولا بأس من إشاحة النظر عن خروقات بعض الفصائل المحسوبة على واشنطن وحلفائها، ولا بأس من إعطاء بعض الوقت، لمؤسسات صنع القرار الأمريكي خصوصاً البنتاغون والسي آي إيه، لاختبار خياراتهما، حتى وإن أدى ذلك، إلى انهيار ما وصفه جون كيري نفسه، بأنه آخر فرصة للحل السياسي في سوريا. 

GMT 07:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

رسائل البغدادي المفتوحة و«المشفّرة»

GMT 06:44 2019 الخميس ,02 أيار / مايو

واشنطن و «الاخوان»

GMT 12:16 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

هل ستدرك أنقرة ما تتمناه في شمال سوريا؟

GMT 07:28 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

"الاعتماد على الذات" من منظور أكبر

GMT 07:50 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

النظام العربي... ذروة جديدة في التهالك

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهمة كيري ودوائرها الثلاث مهمة كيري ودوائرها الثلاث



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon