توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفرسان الثلاثة «في الأزمة السورية»

  مصر اليوم -

الفرسان الثلاثة «في الأزمة السورية»

بقلمم عريب الرنتاوي

سيتعين علينا أن نتتبع حركة ثلاثة نواب لوزراء خارجية بلدانهم، خلال الأسابيع القليلة القادمة،إذ بنتيجة حركة هؤلاء وفي حلّهم وترحالهم، سيتقرر مصير الأزمة السورية، سلماً أم حرباً (مع الاعتذار من عادل الجبير) ... اللافت للانتباه، أن ليس من بين هؤلاء “الفرسان الثلاثة”، عربيٌ واحدٌ؟!

الأول، أو الأفعل، هو نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، الرجل الذي يتحرك على محور طهران – أنقرة، محاولاً بلورة رؤية ثلاثية مشتركة للحل، وهو إذ يهبط إلى الدوحة في أثناء تجواله بين عواصم القرار الإقليمي، فذلك للقاء بعض أطراف المعارضة السورية، لا أكثر.

الثاني، هو حسين جابري أنصاري، معاون وزير الخارجية الإيراني الجديد، الذي أثار تعيينه في منصبه خلفاً لحسين أمير عبد اللهيان (المقرب من الحرس الثوري) ارتياحاً لدى الديبلوماسية الروسية ... الرجل يتحرك على المحور ذاته، مبشراً بالاتفاق على “مبادئ عامة” من شأنها أن تعظّم فرص نجاح العملية السياسية لسوريا

أما الثالث، فهو أوميتيالتشين، مساعد وزير الخارجية التركي، الذي لعب دوراً كبيراً مع نظيره الروسي في التمهيد لزيارة أردوغان “التاريخية” لبطرسبورغ، ومع نظيره الإيراني للتحضير لزيارة محمد جواد ظريف الهامة لأنقرة، ولا يتوقف عن التنقل بين العواصم الإقليمية/ الدولية الثلاث.

مبادئ الحل، الثلاثة أيضاً، التي يحشد بوغدانوف الدعم لها، هي: الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها ... تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة ... ترك الشعب السوري يقرر مصيره ... ويمكن القول إن هذه المبادئ الهامة، وليست العامة فقط، قد أتى على ذكرها بصياغات وتوضيحات مختلفة، كل واحد من الثلاثة المذكورين.

الجانب التركي، كان الأكثر بوحاً عمّا يدور من مفاوضات وما ينبثق عنها من تفاهمات ... رئيس الوزراء بنعلي يلدريم قال إن الحل السياسي لسوريا بات “قريباً”، وأن الأشهر القليلة القادمة، ستشهد تطورات مهمة... من وجهة نظر الحكومة التركية، وحدة سوريا وسيادتها، تعني قطع الطريق على قيام كيان كردي مستقل، وهذا ما تؤيده إيران لأسباب خاصة بها وبأكرادها أولاً، ولا تعارضه روسيا التي تؤثر اللجوء إلى “الغموض البناء” حيال المسألة الكردية، وترحب به سوريا كذلك، سلطة ومعارضة... هذا يتطلب أيضاً عدم السماح لوحدات الحماية الكردية بالبقاء غرب الفرات بعد تحرير منبج من “داعش”، ودفعها للعودة إلى مواقعها شرقيّه، كاشفاً عن تعهدات أمريكية سرية مقطوعة لأنقرة بهذا الصدد، طالباً الالتزام بتنفيذها.... الأمر الذي يعيدنا للاعب رئيس رابع، الذي وإن بدا غائباً عن المفاوضات والمشاورات مثلثة الأطراف، إلا أنه حاضرٌ بقوة، في كل غرفها وتفاصيلها، وأعني به الولايات المتحدة.
الخطوة الأولى في خريطة الطريق التركية، التي يبدو أن ثمة قدرا عاليا من التفاهم بشأنها مع إيران وروسيا،  تبدأ بحماية حدود تركيا مع سوريا، هنا يمكن الافتراض أن الحديث والتفاهم قد نصّ على حماية الحدود من الجانبين وبالاتجاهين، وإلا ما معنى الحديث عن وحدة سوريا وسيادتها، فتركيا مسؤولة عن تدفق السلاح والمسلحين إلى سوريا، ولا تفاهم بين الأطراف الثلاثة على سوريا، ما لم يشتمل على إغلاق الحدود وضبطها ... عند هذه النقطة، يكتسب حديث بوغدانوف مزيداً من الأهمية عندما كشف أن تركيا وافقت على إخضاع الممرات الإنسانية عند حدودها مع سوريا،لرقابة أممية مباشرة، وهذا أمرٌ إن صح، يشف عن توجه تركي جديد.

الخطوة الثانية، تشتمل على إعادة هيكلة النظام السياسي السوري، بحيث لا يُسمح بتفوق إحدى الكيانات المذهبية والعرقية والإقليمية في المرحلة الجديدة على غيرها ... هنا تقول أنقرة، أن إعادة الهيكلة تعني “أن الرئيس السوري بشارالأسد لن يكون موجوداً على المدى الطويل”، ما يعني أنه سيظل موجوداً على المدى القصير أو “الانتقالي” ... إيران تفضل الحديث عن “تصويت” السوريين على حكومتهم ونظامهم ... موسكو تريد انتخابات يشارك فيها السوريون كافة، بمن فيهم اللاجئون في الخارج، وبرقابة أممية مناسبة ... المواقف ليست متطابقة تماماً حيال هذه النقطة، بيد أن الفجوة فيما بينها باتت محدودة للغاية ومن النوع القابل للتجسير.

اللافت للانتباه هنا، أن أنقرة التي تبدو شريكاً في صياغة قواعد الحل الثلاث، لم تعترض على حكاية “الحكومة الوطنية الموسعة أو الشاملة”، وهي التي كانت تدعم مطلب المعارضة بإقامة “هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات”، بما فيها صلاحيات رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة ... يمكن القول، إن صحت هذه التقديرات، أن هذه أهم إشارة على التغير في السياسة التركية، وأكبر “تنازل” تقدمه أنقرة لصديقتيها الجديدتين، حتى الآن على الأقل.

الخطوة الثالثة، وتتمثل في مشروع إقليمي / أممي لإعادة اللاجئين إلى ديارهم ... تركيا أكبر دولة مستضيفة للاجئين السوريين، وهي تريد الخلاص من هذا العبء الثقيل، والأردن كما لبنان، يشاطرانها الحمل ذاته، ويتطلعان لوقت قريب تجري في عملية إعادة منظمة لملايين اللاجئين السوريين في الدول الثلاث.

حركة “الفرسان الثلاثة” على خط موسكو – طهران – أنقرة، ستتواصل وتتكثف خلال الأيام القليلة القادمة، لتظهير هذه المبادئ العامة، وإكسابها بعداً عملياً تفصيلياً، وثمة العديد من المواعيد المضروبة والزيارات واللقاءات... والأرجح أن دائرة تحرك هؤلاء ستتسع لتشمل عواصم أخرى ... أنقرة وموسكو ستتابعان البحث والحديث مع واشنطن، وهما ستتوليان نقل هذه التفاهمات و”المبادئ العامة” إلى بعض العواصم الخليجية بالأخص السعودية، التي من المؤكد أنها تراقب بكثير من القلق وعدم الارتياح، هبوب رياح التقارب والتنسيق والتفاهم بين العواصم الثلاث، أما طهران وموسكو، فخطوطهما مفتوحة مع دمشق والضاحية الجنوبية ... فهل تصدق نبوءة بنعلي يلدريم السورية، وهل ستشرع وكالات الأنباء “قريباً” بنقل أخبار “جيدة” من سوريا وعنها، بعد سنوات خمس عجاف، من أخبار القتل والتدمير واللجوء والنزوح؟!

GMT 07:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

رسائل البغدادي المفتوحة و«المشفّرة»

GMT 06:44 2019 الخميس ,02 أيار / مايو

واشنطن و «الاخوان»

GMT 12:16 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

هل ستدرك أنقرة ما تتمناه في شمال سوريا؟

GMT 07:28 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

"الاعتماد على الذات" من منظور أكبر

GMT 07:50 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

النظام العربي... ذروة جديدة في التهالك

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفرسان الثلاثة «في الأزمة السورية» الفرسان الثلاثة «في الأزمة السورية»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon