توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسائل اجتماع طهران الثلاثي

  مصر اليوم -

رسائل اجتماع طهران الثلاثي

بقلم عريب الرنتاوي

ما لم يقله وزراء الدفاع الثلاثة الذي اجتمعوا في طهران، قاله سيرغي لافروف في موسكو بعد لقاء الوزير ناصر جودة: لن نصبر طويلاً على استمرار حالة “التمازج” بين جبهة النصرة وفصائل ما يسمى بالمعارضة المعتدلة، المهلة الزمنية مُدّدت أكثر من اللازم، والجماعات المتطرفة، استغلت “وقف الأعمال العدائية” لالتقاط أنفاسها وإعادة بناء قوتها من جديد.

قبلها، كان وزير الدفاع السوري يكشف على هامش لقاءاته مع نظيريه الروسي والإيراني، عن “إجراءات”ستتخذها الدول الثلاث الحليفة في الحرب على سوريا، من دون أن يفصح عن ماهيتها، مكتفياً بالقول إنه” سيكون لها قريباً، أثرها البارز على مجريات الميدان السوري ... مثل هذا الأمر تحدث به بصور أوضح، وبنبرة تهديدية أشد وقعاً، الوزير الإيراني.

الاجتماع الثلاثي الذي ضم كلا من وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو والإيراني حسين دهقان والسوري فهد جاسم فريج، ما كان ليعقد في الأصل، لولا أن قراءات حكومات الدول الثلاث قد وصلت إلى نتيجة واحدة، مفادها أن الأزمة السورية تقف على عتبات منحنى خطير، وأن خطوة عسكرية منسقة، لا بد من أن تقوم بها جيوش هذه الدول، للخروج من دوامة المراوحة التي تعيشها جبهات القتال، أو على الأقل، للتصدي لما يعتقد أنه “الخطة ب” التي لوحت بها واشنطن، من دون أن تكشف عن ماهيتها ولا عن توقيت اللجوء إليها.

وفي المعلومات التي سبقت الاجتماع الثلاثي في طهران، أن المعارضات السورية، الإسلامية بخاصة، بمن فيها جبهة النصرة، أنهت سلسلة من التحضيرات المدعومة إقليمياً، لتنفيذ هجوم كبير، يحدث اختراقاً على جبهات ريفي حلب واللاذقية، يعكس اتجاه المعارك الدائرة هناك، ويعزز “القدرة التفاوضية” لوفد المعارضة، حين تستأنف مفاوضات جنيف المتوقفة حتى إشعار آخر.

ولقد تصدت موسكو أكثر من دمشق وطهران، للكشف عن ماهية الحشود وطبيعة تسليحها والقوى الإقليمية المتورطة في الإعداد له، تخطيطاً وتسليحاً وتدريباً وتمويلاً، مهددة بعمل كل ما يلزم من أجل قطع الطريق على أهداف ومرامي “المعسكر الآخر” من جهة، ومشددة على أهمية ووجوب إغلاق خطوط الإمداد التركية لهذه المعارضة من جهة، وضرب كل الفصائل التي أخفقت في “تمييز ذاتها” عن جبهة النصرة، وفك ارتباطها الجغرافي معها من جهة ثانية.

وثمة ما يشي بأن الأطراف الثلاثة بات لديها فهماً مشتركاً أفضل من قبل، لطبيعة التهديدات التي تواجهها في المرحلة القادمة، وأنها قررت تنسيق مواقفها وإجراءاتها في إطار خطة عمل مشتركة، تستهدف منع استخدام “التهدئة” ستاراً لتحقيق مكاسب ميدانية على الأرض من قبل المعارضات وحلفائها الإقليميين.

والحقيقة أن دمشق وطهران كانتا بحاجة لأن تدرك موسكو أن حبل الرهان على واشنطن قصير، وقد يفضي إلى أوخم العواقب ميدانياً وسياسياً، ومن الواضح أن موسكو التي ضغطت بقوة على واشطن من أجل تنفيذ تفاهماتهما المشتركة القاضية بـ “بفرز المعارضة المعتدلة عن الجماعات الإرهابية”، قد أيقنت أخيراً، بان الولايات المتحدة، ليست جادة في ممارسة مثل هذه الضغوط، وأنها لم تقرر بعد، أن زمن “تسوية الحساب” مع جبهة النصرة وحلفائها قد أزف.

ويعيدنا اجتماع طهران الثلاثي، والسياق الذي اندرج فيه، إلى ما سبق لأمين عام حزب الله حسن نصر الله، أن صرح به قبل أيام في بيروت، عندما “بشّر” بصيف ساخن ينتظر سوريا، خصوصاً على الجبهات الشمالية المفتوحة على شتى الاحتمالات.

كما يعيدنا الاجتماع الثلاثي، إلى تصريحات ستيفان ديمستورا، التي أعرب فيها عن شكوك عميقة في إمكانية استئناف مسار التفاوض السياسي في جنيف في القريب العاجل، مفضلاً إشغال أوقات فراغه المديدة، بمبادرات تتصل بالجانب الإنساني، من نوع تزويد المناطق الـ “19” المحاصرة، بالمواد الغذائية والطبية التي تحتاجها.

نحن إذن، على موعد قريب مع جولة جديدة من المعارك الطاحنة في شمال سوريا، تظللها “عاصفة سوخوي” ثانية، وقد يصبح اجتماع طهران الثلاثي بحق، نقطة تحول في مسار الأزمة السورية، ميدانياً وسياسياً.

GMT 07:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

رسائل البغدادي المفتوحة و«المشفّرة»

GMT 06:44 2019 الخميس ,02 أيار / مايو

واشنطن و «الاخوان»

GMT 12:16 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

هل ستدرك أنقرة ما تتمناه في شمال سوريا؟

GMT 07:28 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

"الاعتماد على الذات" من منظور أكبر

GMT 07:50 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

النظام العربي... ذروة جديدة في التهالك

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسائل اجتماع طهران الثلاثي رسائل اجتماع طهران الثلاثي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon