توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القضايا العربية في الانتخابات الأمريكية

  مصر اليوم -

القضايا العربية في الانتخابات الأمريكية

بقلم عريب الرنتاوي

مع كل موسم انتخابي أمريكي، تحبس كثير من العواصم العربية أنفاسها بانتظار التعرف على هوية الساكن الجديد للبيت الأبيض، ومن يحيط به من مساعدين ومستشارين، وما الذي يمكن أن يُحدثه من تغيير في اتجاهات السياسة الأمريكية، وفي أية اتجاهات ... هذه المرة، لا تبدو الصورة مختلفة بحال من الأحوال.

مع أن كثيرين من المسؤولين وصناع الرأي والقرار في العواصم ذاتها، يدركون تمام الإدراك، أن السياسة الخارجية لواشنطن، تتسم غالباً بـ “الاستمرارية”، فهي تعبير عن “مصالح ثابتة” على وجه العموم، وهي نتاج مؤسسات ومراكز قوى عديدة، وليست سياسات أفراد، خاضعة لتقلب المزاج كما هي الحال في العديد من دولنا وعواصمنا، مع أن للفرد، رئيساً أكان أم في أي موقع من مواقع صنع القرار، “أثره الخاص” في تشكيل المواقف وتلوين السياسات، حتى في أكثر الديمقراطيات تجذراً.

بهذا المعنى، يصعب القبول بالتكهنات والتقديرات التي تتنبأ بحدوث استدارات كبرى في مواقف واشنطن وسياساتها، بمجيء هيلاري كلينتون أو منافسها الإشكالي دونالد ترامب، وإن كان من الممكن التنبؤ بحدوث تغيرات تكتيكية على هذا الملف أو ذاك، وبما يستثير الرضا أو الغضب في هذه العاصمة أو تلك.

دول الخليج العربية، التي اعتادت الاستئناس بالحزب الجمهوري ومرشحيه ورؤسائه، تبدو هذه المرة في موقع مغاير، فهي تخشى المزاج المتقلب والحاد للمرشح ترامب، باعتباره رجلاً من الصعب التكهن بما سيأتي به من مواقف وتصرفات وسياسات ... وهي تفضل التعامل مع كلينتون، المقروءة جيداً في عواصمنا وعواصم العالم، سيما وأن مرشحة الحزب الديمقراطي، تنتمي إلى “تيار صقري” في الحزب، تناصب إيران عداءً اكبر، وتبدي استعداداً لتبني سياسات أكثر صدامية معها، سواء حول برنامجها النووي أو دورها الإقليمي، وهي صاحبة مواقف معروفة بتشددها ضد نظام الأسد وحلفائها، وكانت سبّاقة للقبول بالمقترح التركي فرض مناطق حظر طيران وأخرى آمنة في شمال سوريا، وتبدي استعداداً اكبر لدعم المعارضة المسلحة، وغير ذلك من مما هو معروف من مواقف لها.

أكثر ما يهم دول الخليج، هو طي صفحة باراك أوباما، الرئيس الذي وصفته بالمتردد والضعيف والانسحابي، وهو أيضاً الرئيس الذي يوصف بأنه الأكثر حدة ووضوحاً في توجيه انتقادات لدول الخليج العربية ... من المرجح ألا تشهد العلاقات الأمريكية الخليجية، مثل الفتور وانعدام الثقة اللذين شهدتهما في مرحلة أوباما، مع أن مكانة النفط، واستتباعاً الخليج في تراجع مطّرد من منظور الاستراتيجية الأمريكية.

أما المرشح الجمهوري، فهو ينطلق من نظرية “داعش اولاً”، وهو لا يمانع مواصلة السير على خطى أوباما في إرجاء ملف مستقبل الأسد إن لزم الأمر، وهو يميل إلى تلزيم روسيا بالملف السوري، وسبق له أن أطلق عبارات تنم عن استعداد أعلى للتعامل مع “القيصر” والتعاون معه في سوريا، وهو أعلن مراراً بأن سيُدَفع دول الخليج العربية تكاليف أي عمل عسكري أمريكي للدفاع عن أمنها، داخل حدودها ومياهها، او بعيداً عنها في سوريا وغيرها ... هنا يلقى الجمهوري ترامب قبولاً أعلى في موسكو ودمشق، ما يجده في الرياض وأبو ظبي – ربما.

فلسطينياً، لا يخفى على أحد أن السيدة هيلاري كلينتون، تبدو الأكثر التصاقاً باللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، والأكثر إسرافاً في التعبير عن التأييد المطلق وغير المشروط لإسرائيل وأمنها وتفوقها ... ترامب لا يختلف كثيراً عنها، بيد أنه أقل اعتمادية على اللوبي اليهودي، وهو صرح بمواقف تلحظ الحاجة لمراعاة أفضل لمصالح الفلسطينيين وحقوقهم، كشرط لنجاح الولايات المتحدة للقيام بدور الوسيط في عملية سلام الشرق الأوسط.

الحرب على الإرهاب، هي أيضاً من العناوين المهمة للمصالح الأمريكية الثابتة في المنطقة، إلى جانب النفط وإسرائيل، وحول هذه النقطة بالذات، لا يبدو أن ثمة تبايناً جوهرياً بين المرشحين حيال هذه المسألة، كلاهما يظهر عزما وحزماً على ملاحقة داعش والمنظمات الإرهابية، وكلاهما سيقترح تكثيف الضربات العسكرية الأمريكي لمصادر الإرهاب، من دون التورط في حرب شاملة، او إرسال جنود على الأرض، الخلافات قد تنحصر في التكتيكات والأدوات والتحالفات لا أكثر.

الملاحظ أن قضية “نشر الديمقراطية وحقوق الانسان” تحتل مكانة باهتة جداً على جداول الأعمال الشرق أوسطية للمرشحين كليهما، في امتداد واضح لموقف أمريكي (غربي عموماً) متراجع تماماً عن هذا المطلب، سيما بعد الخيبات التي انتهى إليها ما بات يعرف بـ “الربيع العربي”.

يبقى أن نشير إلى أن الحديث عن “القضايا العربية في برامج مرشحي الرئاسة الأمريكية”، يأتي في زمن تتراجع فيه مكانة الإقليم برمته في الاستراتيجية الأمريكية، وانتقال ثقل التركيز الأمريكي من الشرق الأوسط والخليج وشمال أفريقيا، على آسيا وحوض الباسيفيك، بصورة عامة، وفي وقت تبدو فيه قضية فلسطين وصراع العرب مع الإسرائيليين، في أدنى سلم الاهتمامات الأمريكية، بل والاهتمامات الدولية والإقليمية.

GMT 07:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

رسائل البغدادي المفتوحة و«المشفّرة»

GMT 06:44 2019 الخميس ,02 أيار / مايو

واشنطن و «الاخوان»

GMT 12:16 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

هل ستدرك أنقرة ما تتمناه في شمال سوريا؟

GMT 07:28 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

"الاعتماد على الذات" من منظور أكبر

GMT 07:50 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

النظام العربي... ذروة جديدة في التهالك

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القضايا العربية في الانتخابات الأمريكية القضايا العربية في الانتخابات الأمريكية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon