توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثرثرة في موسكو

  مصر اليوم -

ثرثرة في موسكو

بقلم : عريب الرنتاوي

ما الذي قالته الوفود المشاركة في حوارات موسكو الفلسطينية، ولم تقله من قبل في القاهرة والدوحة وبيروت والشاطئ؟ ... الفصائل ذاتها، الوجوه ذاتها، المواقف ذاتها ... اجترار ممل لخطابات “النوايا الحسنة” وإعادة انتاج بائسة للمواقف المشددة على “المصالح العليا” ... الثرثرة ذاتها، من القاهرة إلى موسكو، مروراً بمكة وإسطنبول وجوهانسبرج ... لكن التراشق الإعلامي بين رامي الحمد الله وإسماعيل رضوان، المصاحب لثرثرة موسكو، يفضح النوايا الحقيقية للمتحاورين في كنف “معهد الاستشراق” ويكشف زيف ادعاءاتهم.

حماس/ غزة، جاهزة لتسليم مفاتيح غزة للسلطة كما قال رضوان ... هم يكذبون في ذلك تماماً ... همهم الرئيس أن تأتي السلطة لحل أزمتهم في القطاع ومع أهله، بعد أن تفاقم حال الناس وبؤسهم ... جل تفكيرهم ينصرف للبحث عن “معادلة” تعيد “طربوش السلطة” إلى الدوائر المؤسسات، إما السلطة الفعلية، فيجب أن تظل بين يدي الحركة وكتائبها وأجهزتها الأمنية ... هنا المشكلة، من دون مداورة ولا مناورة.

فتح/ الضفة، تريد لحماس أن تغرق في بحر غزة، أو أن تختنق بأزماتها غير المتناهية ... هم يكذبون أيضاً عندما يتحدثون عن الوحدة والمصالحة، لا يريدون حماس لا في الضفة ولا في المنظمة، بل ولا في غزة إن أمكن ذلك ... جل تفكيرهم ينصرف بحثاُ عن “معادلة” تعيد القطاع لبيت الطاعة، من دون تمكين حماس من التسلل إلى الضفة والسلطة والمنظمة.

كل فريق يبدي استماتة منقطعة النظير للاحتفاظ بما لديه ... كل فريق يعمل بقاعدة “ما لدينا لنا وحدنا، وما لديكم لنا ولكم”... لا أحد يبدي استعداداً للتنازل عن سلطته وسطوته وعن منظومة “المكتسبات” و”المصالح” التي حققها على الأرض ... هنا تكمن المشكلة، وهنا فقط ... لا خلاف برامجياً وسياسياً وجميعهم متورطين بـ “التهدئة المستدامة” و”التنسيق الأمني” ... الصراع الضاري يدور حول السلطة والنفوذ والثروة، وثمة منظومة طفيلية نشأت وتكرست على جذع الانقسام، وهيهات أن تخلي مطرحها أو تتنازل عن مكتسباتها.

بقية الفصائل المشاركة في حوارات موسكو أو الجالسة على مقاعد المتفرجين في غزة ورام الله، ليس لها من دور يتعدى أدوار “شهود الزور” ... أنشأوا علاقات طفيلية مع السلطة ... مناضلوها تحولوا إلى جيوش من الموظفين والمتقاعدين على قوائم “سلطة أوسلو” التي يشتمونها صبح مساء .... تأثيرها المتآكل في الشارع، حوّلها إلى أرقام تنفع عن إجراء الحسابات بين القطبين ... هذا لك وهذا لي ... حتى الفصيل الواحد، بات يتوفر بطبعتين مختلفتين، واحدة تنحاز لهذا الفريق والثانية تتبع ذاك.

الشعب الفلسطيني، خارج المعادلة تماماً ... لا أحد يسأله أو يصغي إلى نبضه وتطلعات وأشواقه ... كل الشتات مهمش تماماً ... وحال الداخل لا يختلف عن حال الخارج ... أجيال ونخب وفعاليات ورواد، نشأوا وترعرعوا خارج المنظمة والفصائل والمنظمات، بل وفي مناخات القطع والقطيعة معها ... الشعب الفلسطيني اختصر بفصائل، والفصائل الكثيرة اختصرت باثنين: فتح وحماس، والأخيرتين اختصرتا بطبقة “سلطوية متنفذة” ومستفيدة من حالة الانقسام والاستئثار .... الفصائل التي كانت ذخراً للشعب الفلسطيني، تتحول يوماً بعد آخر إلى عبء عليه، وعقبة تحول بينه وبين تجديد حركته الوطنية وبعث مشروعه التحرري.

لا ماء النيل الذي شربوا منه، ولا مياه زمزم من قبلها، ولا “الفودكا” الروسية من بعدها، كفيلة بتغيير هذا الحال ... يدرك المتحاورون في موسكو ذلك جيداً ...ربما أنهم جميعهم أو بعضهم يريدون أن يصلوا بالشعب الفلسطيني إلى حافة اليأس، فيقبل “إمارة غزة الإسلامية” أمراً واقعاً ودائماً، مقابل “امبراطورية رام الله العظمى العلمانية” ... ألم يعرض موسى أبو مرزوق مشروعاً “فيدرالياً” بين شطري الوطن المحتل والمحاصر؟

لا ندري أين ستلتقي وفود الحوار والمصالحة في المرة التالية، ربما في “الأستانة”، العاصمة الكازاخية ... بيد أننا على يقين بأن كثرة اللقاءات وتكرارها، ليست تعبيراً عن الجدية في تناول المسألة ولا تنهض كشاهد على الرغبة في اجتياز هذه الحقبة العجفاء ... “سياحة المصالحة” ستسمر إلى ما شاء الله ... وستستمر معها عملية تكريس الانقسام ومأسسته وربما “دسترته” ، ما لم ينتفض الشعب الفلسطيني بمختلف قواه الحية وأجياله الشابة، لكنس هذه الأطر والتخلص من هيمنتها وأسرها وأغلالها ... الانتفاضة الفلسطينية التي ستكنس الاحتلال، ستأخذ في طريقها القوى والمؤسسات والرموز وشبكات المصالح، التي تقف اليوم حجرعثرة في طريق مشروع الحرية والاستقلال.

المصدر : صحيفة الدستور

GMT 13:51 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

جماعة الإخوان.. لو يستمرون في الصمت أفضل!

GMT 00:19 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

انتصار غزة

GMT 00:47 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

غزة «أولاً»

GMT 02:34 2018 الأحد ,12 آب / أغسطس

«ترويض» غزة... والمنطقة

GMT 00:45 2018 الجمعة ,10 آب / أغسطس

غزة وتوسيع البوابة المصرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثرثرة في موسكو ثرثرة في موسكو



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon