توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن حماس والجهاد وقرار "المقاطعة"

  مصر اليوم -

عن حماس والجهاد وقرار المقاطعة

بقلم - عريب الرنتاوي

أجد لحركتي حماس والجهاد، العذر كله، لمقاطعة اجتماعات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، مع أن القرار أعطى صورة قاتمة عن حال المصالحة، وذكرنا في غمرة الأحاديث المتفائلة عنها، بأن الانقسام ما زال يضرب عميقاً في السياسة والجغرافيا والمؤسسات والمصالح بين قطبيه وطرفيه المصطرعين.

أما العذر، فهو كامن فيما قالته الحركتان من خلال بياناتهما الرسمية وتصريحات النطاقين باسم الفصيلين الوازنين ...عدم عقد اجتماع للإطار القيادي المؤقت، بعث برسائل سلبية للفصليين، إذ إنه الإطار الوحيد الذي يتمثلان فيه، ومن خلاله كان يمكن لهما أن يسهما في صياغة جدول أعمال “المركزي” والتوصيات المرفوعة إليه ... تعطيل الإطار المؤقت، مؤشر دائم على “انعدم الشهية” الفلسطينية الرسمية للمصالحة.

والتشبث بانعقاد المجلس في رام الله، مؤشر آخر على “عدم الجدية” في دعوة الفصيلين للمشاركة، فالكل يعرف أن القيادات الوازنة للتنظيمين، تتوزع بين غزة والخارج، أما الضفة الغربية فهما يخضعنا فيها لمطاردة إسرائيل، وليس لديهما قيادات وازنة، أقله خارج السجون، ومن أراد للفصيلين أن يحضرا بفاعلية، وليس كشاهدي زور، كان عليه أن يعقد الاجتماع في غزة أو الخارج ... التشبث برام الله مكاناً لانعقاد الاجتماع، يضمر رغبة في عدم حضور الفصيلين، وفي أحسن الأحوال، يضمر رغبة في عدم حضورها الفاعل والنشط.

نفهم أن تسعى السلطة في تحويل “عاصمتها المؤقتة” إلى مقر لمختلف الاجتماعات والمؤسسات الفلسطينية، لكن السلطة تعرف أنها لا تملك زمام قرارها وسيادتها لا على رام الله ولا على المعابر المُفضية إليها ... وثمة عناصر محسوبة على السلطة، مُنعت من المشاركة في اجتماعات المركزي بسبب عدم صدور الموافقة الإسرائيلية، أو عدم صدورها في الوقت المناسب، فما بالك حين يتصل الأمر بقيادات الصف الأول للحركتين، ولنا في محاولة اغتيال الأخ أسامة حمدان في بيروت، دلالة على ما نقول وما يقوله الفصيلان.

والراهن أن السلطة لا تخفي الآن، ولا من قبل، رغبتها الجارفة في التحكم بمخرجات الجدل الفلسطيني الداخلي ... وآخر ما تحتاجه هو أن ترى في المؤسسة الفلسطينية أصواتاً وازنة، تدعو لخيارات أبعد من تلك الخيارات المتواضعة التي استقرت عليها في مواجهة قرار ترامب وصفقته المنتظرة ... وهي وإن كانت ترغب في استمرار “الحديث عن المصالحة”، بل وربما تحقيق خطوات صغيرة على طريقها، إلا أنها لا تفكر أبداً بمصالحة تنتهي إلى الشراكة في عملية صنع القرار، هذا آخر ما تريده السلطة، سيما وهي تتعرض لضغوط الأشقاء والأعداء، المتعاظمة هذه الأيام.

لا يعني ذلك أبداً، أن نوايا الطرف الآخر (حماس) حيال المصالحة والشراكة، صافية ومخلصة لقضية الشراكة، فقد أظهرت الحركة شغفاً بالسلطة واستعداداً للتساوق مع مقتضيات الوصول إليها والبقاء فيها، ما يفوق استمساكها بأولويات القضية الفلسطينية وحاجة الشعب الفلسطيني للتوحد في مواجهة ما يحيط به من مؤامرات، وما يحيق بقضيته الوطنية من مخاطر وتهديدات ... لكننا مع ذلك، نفهم أن ترفض حماس، ومعها الجهاد، أن تكون دعوتيهما للمشاركة في اجتماعات المجلس المركزي من شاكلة الدعوات المستخدمة في “حفلات الزفاف” أو على طرازها.
ثم، أننا وملايين الفلسطينيين وأصدقائهم، مللنا من هذا التناوب على تعطيل مسار الفلسطينية، فحين تُقبل فتح، تُدبر حماس، وحين تُقبل الأخيرة تُدبر الأولى ... مللنا هذا التناوب في تحمل أوزار المسؤولية عن فشل مشاريع الوحدة، حتى في الميدان، وليس الوحدة السياسية والمؤسسية فحسب ... سئمنا هذا التلاوم المتبادل بين فريقي الانقسام، اللذين يتقاسمان المسؤولية عن تأبيده وتكريسه، سيما وأن ما يتعرض للتهديد والتبديد اليوم، هو القضية الوطنية للشعب الفلسطيني برمتها، فإن لم تكن القدس وعودة اللاجئين ووقف الاستيطان الزاحف، أسباب كافية لنبذ الخلاف والاصطفاف كتفاً إلى كتف، في ميادين المواجهة وخنادقها،ـ فما الذي سيجمع هؤلاء، وما الذي سيقنعهم بالتخلي عن أنانيتهم ومصالحهم الفئوية المغلقة؟

وإذا كان الأصل في دعوة المجلس المركزي للانعقاد هو الرد على القرار الأمريكي بشأن القدس، وإذا كان فريقا الانقسام شديدي القناعة بأن المصالحة والشراكة هي أقصر الطرق للرد على هذا القرار، فهل كان يتعين إدارة ملف “المركزي” بهذه الطريقة؟ ... وهل هذه هي المحاولة الفضلى، لإقناع الجميع بالانضواء تحت مظلته؟ ... وهل هذه الصيغة الفضلى للشراكة الوطنية التي تتشدق بها بعض القيادات الفلسطينية؟

المصدر :جريدة الدستور

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن حماس والجهاد وقرار المقاطعة عن حماس والجهاد وقرار المقاطعة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon