توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خيار إسـرائيل للحل النهائي .. لا دولـــة واحـدة ولا دولـتـيــن

  مصر اليوم -

خيار إسـرائيل للحل النهائي  لا دولـــة واحـدة ولا دولـتـيــن

بقلم : عريب الرنتاوي

نجح بنيامين نتنياهو في نزع «القداسة» عن «حل الدولتين»، هو لم يقبل بالأصل بهذا الحل، شكلياً ولفظياً، إلا تحت الضغط والإكراه (خطاب بار إيلان) ... وهو لم يتبن يوماً هذا الحل بالمفهوم الدولي الرائج: انهاء الاحتلال الذي بدأ عام 67 وتمكين الشعب الفلسطيني من بناء دولته المستقلة والقابلة للحياة وفقاً لتلك الحدود ... اليوم، بوجود ترامب وإدارته اليمينية في البيت الأبيض، بات ممكناً التحلل من أية التزامات سابقة، والإفلات من صيغة تجرعها اليمين الإسرائيلي المتطرف دينياً وقومياً، كمن يتجرع السم.

ما لم يقله الثعلب الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صراحة، قاله نيابة عنه رئيس الدولة العبرية روفين ريفلين، وبكل صلف ووقاحة: دعونا نضم الضفة الغربية بالكامل ونمنح سكانها الجنسية الإسرائيلية ... وردد صدى هذا التصريح، نفتالي بينيت، ثالث ثلاثة في الترويكا الحاكمة، الذي نعى الدولة الفلسطينية واقترح دفنها مرة وإلى الأبد، والقيام بما يتعين القيام به من ضم كامل للضفة الغربية.

ترامب لم يسقط حل الدولتين نهائياً، بيد أنه هبط به من موقع المرجعية الشرعية – الدولية لعملية السلام إلى مجرد وجهة نظر، يمكن لإسرائيل أن تأخذ بها أو تأخذ بغيرها ... نتنياهو لا يريد شيئاً أكثر من ذلك أبداً، أقله في هذه المرحلة ... لكن يخطئ أفدح الخطأ، من يظن ولو للحظة واحدة، بأن «الدولة الواحدة» ستكون البديل الواقعي المتبقي لـ «حل الدولتين» ... بين «الخيارين» ثمة طريق ثالث ستسعى إسرائيل، مدعومة من ترامب، بفرضه على الفلسطينيين والعرب.

البديل الإسرائيلي لحل الدولتين والدولة الواحدة، سيبدأ من البحث عن «غطاء إقليمي»، بل ومشاركة إقليمية في صياغة ملامح هذا البديل ومكوناته، حتى وإن تم ذلك تحت غطاء «مواجهة العدو الإيراني المشترك» و»حلف إسرائيل مع الاعتدال العربي في مواجهة طهران وأهلتها وأحزمتها الإقليمية» ... عنوان البديل الإسرائيلي الجديد – القديم، العودة إلى مشروع غيورا آيلاند، المعنون بـ «الحل الإقليمي» للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

وآيلاند إن كنتم لا تعلمون، هو جنرال إسرائيلي يميني متطرف، ترأس مجلس الأمن القومي في إسرائيل، واقترح حلاً يقتضي اقتطاع أجزاء من سيناء لتوسيع قطاع غزة واستيعاب فائض سكانه ولاجئيه، مقابل ضم أجزاء واسعة جداً من الضفة الغربية، ولا يبقي إلا مناطق الكثافة السكانية الفلسطينية، مقابل تعويض مصر بأراضٍ من صحراء النقب و»ممر آمن» يصلها بالأردن وآسيا العربية (تحدث عن نفق يصل سيناء بالعقبة، يسمح بمرور السيارات وانابيب الغاز والكهرباء وغيرها).

ليس صدفة أن يجري تداول هذا المشروع والعودة لذكر سيناء كمخرج لاستيعاب فائض الديموغرافيا الفلسطينية ... الأمران مترابطان ... بيد أن المسكوت عنه هو ماذا عن مصير أكثر من مليوني ونصف المليون فلسطيني في الضفة الغربية، وأين سيلقى بهم طالما أنهم لن يحصلوا على دولة فلسطينية قابلة للحياة؟

لم يتحدث أحد مؤخراً عن هذا الموضوع، بيد أن «الأرشيف» الإسرائيلي حافل بمشاريع «الفيدرالية» والكونفدرالية» و»الخيار الأردني»، فلا مخرج من مأزق الديموغرافيا الفلسطينية في الضفة إلى بالربط مع الأردن، وهذا ما سنرى التداول بشأنه في قادمات الأيام.

الدولة الواحدة، ليست خياراً إسرائيلياً على الإطلاق، حتى وإن قامت على التمييز العنصري، العقل الصهيوني يعرف تمام المعرفة، أن قدرة إسرائيل على إدامة نظام للفصل العنصري، ستظل محدودة، مهما تعاظمت ومهما تطاول الزمن ... وبعض القادة الإسرائيليين وإن تحدثوا بخبث أو سذاجة عن منح الفلسطينيين الجنسية الإسرائيلية، إلا أنهم لن يقبلوا أبداً بوضع يصبح فيه عدد الفلسطينيين في الكنيست مساوٍ أو متجاوزٍ لعدد الإسرائيليين ... هم يرحبون بالدولة الواحدة (بعضهم) للخلاص من حل الدولتين، أما وجهتهم الفعلية، فتتركز صوب «الحل الإقليمي» الذي أشرنا إلى بعض ملامحه.

الأردن عرّف مصالحه في فلسطين وصراع شعبها مع الاحتلال، بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، تحفظ أمنه واستقراره، والأهم هويته الوطنية ... هذا الخيار في طريقه للتأكل، إن لم يكن قد تآكل وانتهى ... فماذا نحن فاعلون؟

والسلطة الفلسطينية التي أريد لها أن تكون مشروع «الدولة» ونواتها، تصطدم اليوم بحلول تلغيها، وتجعل من استمرارها أمراً من باب «لزوم ما لا يلزم» ... فماذا هي فاعلة؟

والعرب الذي أطلقوا مبادرتهم للسلام في قمة بيروت عام 2002، سيجتمعون في عمان بعد أسابيع قلائل، فماذا هم فاعلون؟

أسئلة وتساؤلات برسم «التسونامي الأسود» الذي يهب على المنطقة من البيت الأبيض

المصدر : صحيغة الدستور

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيار إسـرائيل للحل النهائي  لا دولـــة واحـدة ولا دولـتـيــن خيار إسـرائيل للحل النهائي  لا دولـــة واحـدة ولا دولـتـيــن



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon