توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الجمعة 28 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

كفى عبثاً بأعصاب أبناء غزة

  مصر اليوم -

كفى عبثاً بأعصاب أبناء غزة

بقلم عريب الرنتاوي

وفقاً لأرقام التعداد السكاني الأخير، فإن ما يقرب من 700 ألف فلسطيني، يقيمون في الأردن، معظمهم إقامة دائمة أو شبه دائمة، جزء كبير من هؤلاء من أبناء وبنات قطاع غزة، والبقية ممن شملتهم تعليمات فك الارتباط من أبناء القدس والضفة الغربية.
غالبية هؤلاء، لا يعرفون “وطناً” آخر لهم غير الأردن، رغم أنهم ليسوا مواطنين، أجيال منهم تعاقبت ولم يتسن لها زيارة أي بلد أجنبي، كثرة منهم لم تتمكن من زيارة العقبة خشية المساءلة أو لنقص في الوثائق، كما أخبرني بعضهم، وربما لإحساس عميق بالحاجة لعدم الاحتكاك بدوائر الدولة أو الأجهزة الأمنية … يواجهون عنتاً شديداً في السفر والحصول على التأشيرات المناسبة، لأن جوازاتهم المؤقتة، غير المحمّلة بالرقم الوطني، تضعهم مباشرة في دائرة “الاستثناء”.

عن التعليم والتملك والطبابة، حدث ولا حرج، فلكل عائلة قصة ترويها … أما عن الحق في العمل، فتكاد تكون أبوابه مغلقة في وجوههم، مع إغلاق العشرات من المهن، في وجه من لا يحملون الرقم الوطني … والمؤسف أن أبناء القطاع وحملة الجوازات بلا أرقام” من الفلسطينيين، يلقون ذات المعاملة التي تتلقاها آخر موجة من اللاجئين إلى الأردن، الوافدين إليه من دول الأزمات القريبة والبعيدة، وفي ذلك، ظلم بحق هؤلاء، لا تنفع معه كافة المبررات.

ذات يوم، قبل عدة سنوات، سُحبت الكتب المدرسية من طفلة غزيّة، صبيحة اليوم التالي “لتجليدها”، والسبب أنها ليست أردنية، ولنا أن نتخيل إحساس طفلة بالكاد أتمت السنوات الست من عمرها، وهي ترى نفسها “”عنزة جرباء” بين زميلاتها في الصف … اليوم، يقال إن تعليم أبناء وبنات القطاع، سيخضع لذات المعايير التي يخضع لها تعليم أبناء وبنات اللاجئين السوريين (آخر موجات اللجوء).

خلال الساعات الثماني والأربعين الفائتة، تلقى كاتب هذه السطور، اتصالات عديدة، بخصوص القرار الحكومي الأخير، بسد أبواب التعليم الخاص في وجوه المدرسين والمدرسات من أبناء وبنات القطاع … مئات وربما ألوف منهم، سيلقى بهم إلى الشارع، مع أن غالبيتهم، مستخدمون بعقود ورواتب جائرة، تقل عن الحد الأدنى بكثير، بل وتقل عن المعدل الوسطي لرواتب أكثر من خمسين ألف عاملة منزل آسيوية يعملن في البلاد.

هي كارثة إنسانية بلا ريب، ومن يستمع لأصوات القلقين والمذعورين ممن سيشملهم القرار، يدرك حجم الكارثة الإنسانية التي ستحلق بألوف الأسر، وعشرات ألوف الأبناء والبنات والأحفاد … والأدهى من ذلك وأمر، أن عشرات ومئات الأسر، تنتظر لحظة تخرج أبنائها وبناتها، لتشرع في تسديد الديون المتراكمة والمؤسسة على مشوار تعليمهم المكلف … “تعلموا بالدين، ولن يجدوا فرصة عمل لتسديد ديونهم”.

لا يقف القلق عند هذا الحد، هو مسلسل متعدد الحلقات … قبل أقل من عام، مررنا بمسلسل “تصريح العمل”، الذي شمل أبناء غزة، أسوة بالعمالة الوافدة … يومها اجتاحت أبناء هذا القطاع، موجة من القلق، لم تتوقف تداعياتها وارتداداتها حتى اليوم، ولم يقلل من شأنها حديث الحكومة عن إعفاء من الرسوم … المسلسل سيستمر على ما يبدو، وهذا ما يتخوف منه الكثيرون، وقد لا يقف عن حد إغلاق أبواب المدارس الخاصة في وجه أبناء القطاع وبناته.

لماذا هذا التوتير الدائم والمستمر … ولماذا كل هذا العبث بأعصاب هؤلاء المنكوبين باللجوء والتشرد… من حق هؤلاء علينا أن نحفظ حقوقهم المدنية والاقتصادية والاجتماعية، وأن نعاملهم بالكرامة الإنسانية التي استحقوها، وأن نرفع عن أعناقهم، سيوف الابتزاز بلقمة العيش والمقعد الدراسي وسرير العلاج.

إن لم نفعل ذلك، كرامة لهؤلاء الذي قضوا بين ظهرانينا كل أو جل أعمارهم، فلا أقل من نأخذ بخاطر نصف السكان، المتحدرين من “الجلدة” ذاتها …. وإن لم نفعل ذلك كرمى لأحد، فأقله من باب حفظ الأمن والاستقرار، فما الذي ننتظره من ألوف الشباب والشابات الملقى بهم إلى قارعة البطالة والفقر والجوع والتهميش والإحساس بالذل والمهانة وعدم الاستقرار؟ … ما الذي ننتظره من مخيمات بلغت فيها نسبة البطالة بين الرجال 40 بالمائة وبين النساء 80 بالمائة، وهي إلى زيادة مستمرة في ضوء القرارات المرتجلة.

العاملون من أبناء القطاع وبناته، لا يحولون قرشاً واحداً خارج “السوق الأردنية”، بل أنهم يتلقون العون والمساعدة من أقارب لهم من الغزيين العاملين في الخارج، ومن مصلحة “الدورة الاقتصادية” أن يبقى هؤلاء على “قيد العمل”، حتى لا يتحولوا إلى قنابل موقوتة في صفوفنا، ولكيلا يصبحوا هدفاً رخواً للتطرف والجريمة المنظمة أو غير المنظمة… فهل من يستمع أو يصغي لأصوات هؤلاء؟!

GMT 07:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

رسائل البغدادي المفتوحة و«المشفّرة»

GMT 06:44 2019 الخميس ,02 أيار / مايو

واشنطن و «الاخوان»

GMT 12:16 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

هل ستدرك أنقرة ما تتمناه في شمال سوريا؟

GMT 07:28 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

"الاعتماد على الذات" من منظور أكبر

GMT 07:50 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

النظام العربي... ذروة جديدة في التهالك

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كفى عبثاً بأعصاب أبناء غزة كفى عبثاً بأعصاب أبناء غزة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon