توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الجمعة 28 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

تحية من القلب لكنائس فلسطين

  مصر اليوم -

تحية من القلب لكنائس فلسطين

بقلم عريب الرنتاوي

رفعت كنائس فلسطين صوت “الله أكبر”، وأجاد المطارنة والرهبان في ترديد “الأذان” محاطين بحشد مهيب من زملائهم من رجال الدين المسيحيين، وعلى مرأى ومسمع من جموع المؤمنين الذين أموّا الكنائس للصلاة، في تظاهرة تعبر عن مستوى عميق من الوعي لمخاطر السياسات العنصرية – الاحتلالية، وفي تجسيد لصلابة الهوية الوطنية الموحدة للشعب الفلسطيني بمختلف مكوناته.

لم يدخل هؤلاء في جدل سقيم وعقيم، حول جواز هذا الأمر من عدم جوازه … الجميع أصغى باحترام لشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله … وضعوا جانباً اختلاف العقائد وتباينها … وأقبلوا مندفعين في رفضهم للقرارات العنصرية – الاستئصالية … فقد أدركوا أن من يستهدف صوت “الأذان” اليوم، سيستهدف (وهو استهدف) أجراس الكنائس أمس واليوم وغداً … هم يعرفون أن الهدف من هذه الإجراءات، هو إلغاء الهوية الوطنية – القومية – الإسلامية – المسيحية لفلسطين والقدس، فهبوا دفاعاً عن هذه الهوية، من دون التفات إلى ما يمكن أن يصدر من أصوات هنا أو هناك.

على الرغم من “القشعريرة” التي سرت في العروق، وأنا استمع للخوري المسيحي يصدح بأذان المسلمين، إلا أنني لم أصب بالدهشة أو الاستغراب … فالمسيحيون في فلسطين، كانوا على الدوام في موقع الريادة في الكفاح المعاصر لشعب فلسطين، واحتلوا صفوفاً متقدمة في معارك البناء وحفظ التراث وتظهير الهوية الوطنية وصون الحقوق والذود عن المقدسات … احتلوا مواقع متقدمة في الحركة الوطنية، فكانوا في صدارتها، وقدموا بدورهم قوافل من الشهداء الأبرار.

ورجال الدين المسيحي في فلسطين، قدموا كوكبة محترمة من الرموز الوطنية التي لم يمنعها دثارها الديني من الانخراط النشط في معارك فلسطين وحروبها من أجل العودة وتقرير المصير وبناء الدولة المستقلة، فكانوا سفراء الحركة الوطنية الفلسطينية للعالم، يشرحون قضيتها، ويبددون عنها “صوراً نمطية” حاولت آلة الدعاية الصهيونية إلصاقها بهم، بوصفهم قتلة وإرهابيين، وأعداء للغرب والحضارة والثقافة الغربيتين، بل وأعداء للمسيحية ذاتها، مع أن فلسطين هي الموطن الأول للمسيحية.

لقد أثلجت هذه المبادرة الوطنية النوعية (ولا أقول اللفتة أو الالتفاتة) صدور الفلسطينيين جميعاً، إذ في الوقت الذي سقطت فيه عشرات ألوف الأرواح على خطوط التماس بين المذاهب والطوائف المحتربة في الإقليم من حولنا، يصدع المسيحي الفلسطيني بصوت الأذان، ذوداً عن حق أخيه في الوطن والمواطنة، بحفظ مقدساته وشعائره وهويته … وتعبيراً عن صلابة الجبهة الداخلية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال، والتي لم تنل منها على ما يبدو، سنوات الانقسام السياسي العجاف، بين فصائل تقتتل على جلد الدب قبل اصطياده.

وإذ رحبت قوى سياسية عديدة، من بينها فصائل إسلامية، بهذه المبادرة العظيمة، فإننا نجدها مناسبة لتذكير هؤلاء بمواطنة مسيحيي بلدانهم، وهم الذي انخرطوا – بعضهم على الأقل- في تصنيف المواطنة والمواطنين إلى درجات، محمد يرث وجورج لا يرث … نذكرهم بالجدل الهابط والسقيم، الذي يتردد بين حين وآخر، حول جواز إلقاء التحية على المسيحي، أو تهنئته بأعياده الدينية … إن لم تكن مبادرة مسيحيي فلسطين الأخيرة، سبباً في دفع هؤلاء للخجل من بعض أطروحاتهم في هذا الشأن، وحافزاً لمراجعتها وتغييرها، فلا أحسب أن شيئاً يمكن أن يستثير الخجل لديهم، إذ سينطق عليهم حينها القول الذائع: لقد أسمعت إذ ناديت حياً ….

صحيح أن فلسطين لم تعرف ما عرفته دول عربية مجاورة، من مظاهر الاحتراب الديني أو الطائفي، وصحيح أنه حالة “العيش المشترك” والنضال من الخندق ذاته، طبعت التاريخ الحديث لشعب فلسطين، إلا أن الصحيح كذلك، أن حفظ هذه الروح والوفاء لهذا التراث، في هذه اللحظة الإقليمية المشحونة بالذات، هو أمر يسجل للفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، ويمكن أن يفتح نافذة للضوء في ليل المشرق البهيم.

تحية لكل كنيسة وراهب وخوري ومطران، ارتفع صوته بالأذان احتجاجاً على نظام الابارتهايد الصهيوني … تحية للأعضاء العرب في الكنسيت، الذي رفعوا الأذان من على منصته، رفضاً للسياسات الإسرائيلية المتغطرسة … تحية لكل رجل وشاب وطفل، اعتلى سطح منزله في القدس، مطلقاً العنان لصوت “الله أكبر” رداً على الهجمات التهويدية الاقتلاعية المتعاقبة، التي تطلقها إسرائيل ضد أصحاب البلاد وسكانها الأصليين.

GMT 07:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

رسائل البغدادي المفتوحة و«المشفّرة»

GMT 06:44 2019 الخميس ,02 أيار / مايو

واشنطن و «الاخوان»

GMT 12:16 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

هل ستدرك أنقرة ما تتمناه في شمال سوريا؟

GMT 07:28 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

"الاعتماد على الذات" من منظور أكبر

GMT 07:50 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

النظام العربي... ذروة جديدة في التهالك

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحية من القلب لكنائس فلسطين تحية من القلب لكنائس فلسطين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon