توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل آن أوان المصالحة التركية – السورية؟!

  مصر اليوم -

هل آن أوان المصالحة التركية – السورية

بقلم عريب الرنتاوي

إن صحت الأنباء عن وساطة جزائرية بين دمشق وأنقرة، والأرجح أنها صحيحة، تكون دائرة الاستدارة التركية قد اكتملت، وسيكون لتداعيات مصالحة محتملة بين الجارتين اللدودتين، وقع الصاعقة على كثيرين ممن أصيبوا بمرض “تضخم الرهانات التركية”، وهم الذين لم يستفيقوا بعد، من “صدمة” المصالحة التركية مع إسرائيل والاعتذار التركي لروسيا.

في الأنباء، وجميعها من مصادر تركية، أن حكومة العدالة والتنمية طلبت إلى القيادة الجزائرية، بذل مساعيها الحميدة لرأب الشرخ الذي باعد ما بين دمشق وأنقرة ... وأن الجزائر التي اشتهرت دبلوماسيتها بدورها الريادي التاريخي في الوساطة وحل النزاعات، استجابت للطلب التركي، وأن عملية “جس نبض” بدأتها السلطات الجزائرية أو ستبدأها قريباً، لرسم خريطة طرق معقدة وشائكة، لاستعادة العلاقات بين الجانبين وتطبيعها، أسوة بمسلسل تطبيع العلاقات الذي بدأته تركيا مع إسرائيل وروسيا، وعرضته على مصر والعراق،وتستطلع الآن عرضه على سوريا.

لماذا الجزائر؟
لأنها ببساطة، دولة إقليمية، صاحبة إرث معروف في هذه الميادين، مذ أن كان عبد العزيز بوتفليقة وزيراً لخارجيتها في سبعينيات القرن الفائت ... ولأن الجزائر، اتخذت مواقف مغايرة حيال الأزمة السورية، وشذّت عن “الإجماع العربي” المفروض بقوة النفط والغاز، وتبنت مقاربات واقعية للأزمة السورية، وضعتها في بعض الأحيان، في مواجهة مباشرة مع دول خليجية صغيرة، طامعة للقيام بأدوار أكبر بكثير مما تحتمله ديموغرافيا تلك الدول وجغرافيتها.

والجزائر من بين دول قليلة في المنطقة، تستطيع أن تتحدث مباشرة، بصراحة وانفتاح مع مختلف العواصم الدولية، ولديها علاقات إقليمية تمتد من طهران إلى أنقرة، مروراً بدمشق والرياض والقاهرة وأبو ظبي والدوحة ... وهي فوق هذا وذاك، دولة لا مصالح ولا حسابات خاصة مشرقية لها، باستثناء “التهديد الإرهابي المشترك” الذي تكتوي بنيرانه دول المشرق، مثلما اكتوت بها الجزائر في العشرية السوداء (تسعينيات القرن الفائت)، وما زالت ذيوله وفلوله تضرب في المدن والبلدات الجزائرية.
لماذا المصالحة مع دمشق، ولماذا الآن؟

أولاً؛ لأن دائرة المصالحات الإقليمية والدولية التي تجهد أنقرة في إتمامها، لن تكتمل من دون استحداث استدارة في الموقف من الأزمة السورية، فسبب رئيس من أسباب التوتر في علاقات تركيا الإقليمية والدولية، إنما يعود لمواقف أنقرة من الأزمة السورية، خصوصاً موقفها الداعم لحركات الإسلام السياسية، بمن فيها الجماعات المصنفة إرهابية عالمياً، مثل “داعش” و”النصرة” وغيرهما من جماعات السلفية الجهادية.

ثانياً؛ لأن تركيا ربما أدركت، أن ثمة “مصالح مشتركة” تجمعها مع دمشق، مبنية على درء المخاوف والتهديدات أساساً، سواء من مشروع قيام كيان كردي، يتجه لإعادة انتاج تجربة كردستان العراق بحذافيرها أو تحول “داعش” من “مشروع حليف” إلى “تهديد جارف، بعد أن غادر التنظيم مربع “الغموض” في علاقته مع أنقرة، وقرر فتح النار عليها، وعلى أوسع نطاق، من بوابة “مطار أتاتورك”.

ثالثاً؛ إن الأحلام التوسعية التي صاحبت الموقف التركي من الأزمة السورية، ازدهرت في سياقاتها، قد تكسرت بالكامل، تارة أولى، بفعل التدخل العسكري الروسي في سوريا، وتارة ثانية على وقع الفتور (التأزم) في علاقات أنقرة مع الغرب، وتارة ثالثة، في تآكل دور ما يسمى بـ “المعارضة المعتدلة” لصالح التنظيمات الإرهابية، وتارة رابعة، بفعل “صمود” النظام السوري والتزام حلفائه بدعمه خلال السنوات الخمس الفائتة ... وربما تكون أنقرة، قد اهتدت أخيراً للعمل بوحي من القاعدة الشهيرة: “ما لا يدرك كله لا يترك جُلّه”.

ثمة تسارع كبير في وتيرة التحولات والاستدارات في السياسة الخارجية التركية، تجعل مهمة “المحللين” و”الخبراء” الأتراك، المحسوبين على الحزب الحاكم و”السلطان” في تفسير وتبرير هذه السياسات، وشرح مدلولاتها، أمراً شديد التعقيد، لذلك نراهم يتلعثمون في مقالاتهم وعلى الفضائيات، ونرى “المشدوهين” بتجربة “القائد الخلاصي” و”زعيم الضرورة”، في حيرة من أمرهم.

GMT 07:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

رسائل البغدادي المفتوحة و«المشفّرة»

GMT 06:44 2019 الخميس ,02 أيار / مايو

واشنطن و «الاخوان»

GMT 12:16 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

هل ستدرك أنقرة ما تتمناه في شمال سوريا؟

GMT 07:28 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

"الاعتماد على الذات" من منظور أكبر

GMT 07:50 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

النظام العربي... ذروة جديدة في التهالك

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل آن أوان المصالحة التركية – السورية هل آن أوان المصالحة التركية – السورية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon