توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سلفيون من دون أن ندري!

  مصر اليوم -

سلفيون من دون أن ندري

بقلم عريب الرنتاوي

موجة اللجوء الأخيرة إلى ألمانيا، ربما تكون رفعت أعداد المسلمين في هذا البلد الكبير، إلى ما يقرب من خمسة ملايين مسلم، التقديرات الرسمية تتحدث عن 3.5 – 4 ملايين مسلم، قبل موجة الهجرة التى أفضت إلى إضافة مليون مسلم جديد إلى أعداد المسلمين القدامى ... الغريب أن الجهات الأمنية والبحثية الألمانية، تقدر أعداد السلفيين منهم، بأقل من تسعة آلاف، البعض يعطيك أرقاماً دقيقة، إلى درجة تشعر معها بأن لديه كشفاً بأسماء هؤلاء، ومتابعة لسجل الولادات والوفيات في صفوفهم. 

لا أدري ما هي الأسس التي يجري الاعتماد عليها لتصنيف الجمهور العريض من المسلمين، وتحديد من منهم سلفيّ الانتماء والولاء، ومن منهم ليس كذلك ... هل هم «سلفيون حركيون»، تتوزعهم مساجد مصنفة على أنها سلفية، ويقارب عددها المائة مسجد في ألمانيا، تتوزع ما بين كبير وصغير، مؤقت ودائم؟ ... وكيف يمكن اعتماد معايير للفرز والتصنيف، وما هي هذه المعايير؟ ... وبهذا المعنى، ومن باب «الشيء بالشيء يذكر»، كم يبلغ عدد السلفيين في الأردن، وهل لدينا أرقام وقوائم كتلك التي يتوافر عليها الألمان على سبيل المثال؟ في ظني أن أحداً ليس بمقدوره أن يصل إلى خلاصات دقيقة في هذا الصدد ... ربما بالإمكان إحصاء أعداد النشطاء والحركيين ذوي المرجعيات السلفية، الذين تنتظمهم جمعيات وجوامع، ولديهم نشاط دعوي واجتماعي بارز ... لكن ماذا عن القاعدة الشعبية لانتشار «القراءة» السلفية في مجتمعاتنا العربية، ومن بينها الأردن، وفي أوساط الجاليات العربية والإسلامية في الخارج، ومن بينها الجالية في ألمانية؟ أحسب أن المدارس السلفية على اختلاف مشاربها، قد نجحت في «تعميم» قراءاتها الخاصة بالإسلام في أوساط القاعدة الشعبية الأوسع والأكبر ... أحسب أن «الإسلام الشعبي» في الأردن، وعديد من دول المنطقة ومجتمعاتها، وفي أوساط الجاليات، قد بات «إسلاماً سلفياً» بامتياز ... وهذا أمرٌ قد لا يظهر في استطلاعات الرأي العام ومحاولات قياس توجهاته واتجاهاته، فالكثرة الكاثرة من السلفيين، لا تعرف أنها كذلك، بعد أن باتوا يعتقدون أن هذا هو الإسلام الصحيح، وأن ما كان عليه أباؤهم وأجدادهم، في خمسينيات القرن الفائت وستينياته، وحتى أواخر ثمانينياته، لم يكن إسلاماً صحيحاً، وفي أحسن الأحوال، لم يكن إسلاماً متكاملاً. 

إن مناهج قياس مستوى نفوذ ومدى تغلغل المدارس الدينية المختلفة في المجتمع، ربما تكون بحاجة لثورة حقيقية ... الأسئلة المباشرة في هذا المجال، تعطي إجابات مضللة، فالمستطلعة آراؤهم هنا، لا يجيبون إما خوفاً أو جهلاً ... علينا أن نفترض بأن هناك من يخشى تبعات «البوح» بهويته السلفية» هذه ... وهناك أناس كما قلنا، سلفيون من دون أن يدركوا ذلك ... كما أن «أسئلة المشترك» بين المذاهب والتيارات والمدارس الإسلامية، من نوع عدد مرات الصلاة في المسجد، او المواظبة على أداء صلاة الفجر في المسجد، ربما تقيس مستوى الالتزام الديني، بيد أنها لا تكفي للتفريق بين المدارس المختلفة، على هذا الصعيد. 

ثمة «سرديات» يجري تداولها على نطاق واسع في المناسبات الاجتماعية، وثمة سلوكيات وأنماط في اللباس والتخاطب والعلاقة بين الجنسين، وثمة «نظرات» للموروث الديني خصوصاً في مجال التعامل مع الآخر في الدين والمذهب والجنس، انتشرت خلال السنوات الثلاثين الأخيرة وغيّرت الكثير من عاداتنا وأنماط سلوكنا  الثقافية والاجتماعية، تدفع على الاعتقاد، بأن المدرسة السلفية هي الأكثر انتشاراً من بين مختلف مدارس «الإسلام السياسي/ الحركي»، وأن هذه القراءة، هي الأكثر شيوعاً وتأثيراً في تشكيل معتقدات المسلمين عامة، والمتدينين منهم بخاصة، وهذا ما يجري اختزاله عادة، عند الإشارة إلى مظاهر التطرف والغلو، الآخذة في الانتشار في مجتمعاتنا. 

حتى المدارس الإسلامية الأخرى، كالإخوان المسلمين، فقد سجّل أكثر من باحث ومختص، بأنها تعرضت لعملية «سلفنة» أو «تسليف» خلال العقود الثلاثة أو الأربعة الفائتة، واسعة النطاق، إلى الحدّ الذي كادت تمّحي معه الفوارق بين المدرستين، وربما هذا ما يفسر حالة التساكن (وأحياناً التحالف) القائمة بينهما، لا في الأردن فحسب، بل وفي العديد من الساحات والمجتمعات العربية والإسلامية. 

ثم يأتي بعد ذلك، من يعرض عليك رقماً دقيقاً وصحيحاً عن أعداد السلفيين في بلاده ... أية منهجية هذه؟ 

GMT 07:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

رسائل البغدادي المفتوحة و«المشفّرة»

GMT 06:44 2019 الخميس ,02 أيار / مايو

واشنطن و «الاخوان»

GMT 12:16 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

هل ستدرك أنقرة ما تتمناه في شمال سوريا؟

GMT 07:28 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

"الاعتماد على الذات" من منظور أكبر

GMT 07:50 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

النظام العربي... ذروة جديدة في التهالك

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلفيون من دون أن ندري سلفيون من دون أن ندري



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon