توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مكانة إسـرائيل في السجالات العربية حول الانتخابات التركية

  مصر اليوم -

مكانة إسـرائيل في السجالات العربية حول الانتخابات التركية

عريب الرنتاوي

لغة «الأبيض والأسود» هيمنت على القراءات والتعليقات التي أعقبت الفوز المدوي لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات التركية الأخيرة ... مؤيدو أردوغان والمعجبين بإنجازات حزبه، اعتبروا فوزه الانتخابي، فوزاً مؤزراً لهم، وخصومه تدثروا بالسواد حداداً على المأساة ... لغة التشفي هيمنت على خطاب فريق، و»حالة الإنكار» ميزت خطاب فريق آخر. وكالعادة في مثل هذه السجالات العقيمة، يجري الزج بإسرائيل للبرهنة على صحة مواقف هذا الطرف أو ذاك، ويجري البحث في ركام التصريحات والتعليقات الصحفية العبرية، عن كل ما يمكن أن يخدم وجهة نظر صاحبها، فتصبح إسرائيل راغبة أو رغم أنفها، طرفاً في سجالاتنا، و»برهاناً» ساطعاً على صحة مواقفنا ودليلاً زيف مواقف الطرف الآخر... والغريب أن كلا الفريقين، المؤيد لأردوغان والمعارض له، تورطا في اللعبة ذاتها. مقال لكاتب إسلامي (إخواني) في صحيفة إسلامية (إخوانية) لم يترك شاردة ولا واردة في صحف تل أبيب العبرية إلا و»حشدها» في مقالته الصغيرة، للبرهنة على أن الإعلان عن الفوز غير المسبوق للحزب التركي ذي المرجعية الإسلامية، كان بمثابة يوم أسود في تاريخ إسرائيل .,.. لم يتطرق الكاتب، وما كان متوقعاً منه أن يتطرق، لكل ما قيل وكتب ونشر في الصحف ذاتها، من وجهات نظر وتحليلات وقراءات، تذهب في الاتجاه الآخر، وتتحدث عن «الفرصة» التي وفرتها الانتخابات لاستئناف العلاقات التركية – الإسرائيلية وتطويرها ... والمؤكد أنه لن يفعل ذلك، فهمه الأول والأخير، البرهنة على «صحة» وجهة نظره، حتى وإن أفضى ذلك إلى تقديم قراءة شوهاء، أحادية الجانب ومزورة للموقف الإسرائيلي من تركيا وانتخاباتها ورئيسها وحزبها الحاكم. في المقابل، فعل خصوم السيد أردوغان من الكتاب والسياسيين العرب، الشيء ذاتها ... فحشدوا كل ما وقع تحت أياديهم من أرقام وإحصاءات وأقوال، للبرهنة على مقولتهم التي تدعي: أن إسرائيل والإخوان المسلمين، وحدهما اللذان أقاما الأفراح والليالي الملاح، احتفالاً بفوز أردوغان وحزبه في الانتخابات ... من وجهة نظر هؤلاء، إسرائيل تنتظر بشوق بالغ، استئناف العلاقات مع أنقرة، ولم لا تفعل ذلك، طالما أن حجم تجارتها الخارجية مع تركيا قد ارتفع إلى خمسة مليارات دولار سنوياً، بعد أزمة «أسطول مرمرة»، وأن أعداد السائحين الإسرائيليين إلى تركيا قد جاوزت المائتي ألف سائح، وأن وزير خارجية تركيا هو ذاته سفيرها السابق إلى إسرائيل، وأن «عزلة» العدالة والتنمية» ستدفعه لتطبيع علاقاته مع إسرائيل، ويستدلون على ذلك بالإشارة إلى أن زعيم الحزب ومؤسسه، رئيس تركيا الحالي، لم يأت على ذكر إسرائيل في حملات حزبه الانتخابية ولم يمسها بكلمة سوء واحدة، بخلاف الحملات الانتخابية السابقة. متلقي هذه القراءات الانتقائية للموقف الإسرائيل، يحار في فهم حقيقة الموقف وسبر كنهه وأغواره ... ويخرج منها أكثر حيرة مما كان عليه حاله قبل الإبحار بين كلماتها وسطورها ... يخرج المتلقي لهذه التحليلات من دون إجابة على سؤاله الرئيس: هل تزيّنت إسرائيل فرحاً وابتهاجاً بنصر أردوغان – أوغلو، أم لبست السواد حداداً وجزعاً؟ والحقيقة أن «واقع الحال» لا يدعم وجهة نظر أي من الفريقين، ولا يخدم أياً من القراءتين ... إسرائيل في قرارة موقفها، ليست سعيدة أبداً بتجرية العدالة والتنمية، ولا بالانفتاح التركي على القضية الفلسطينية، ولا بعلاقات أنقرة مع حماس (والسلطة كذلك)، وهي علاقات طيبة على أية حال ... وإسرائيل غير سعيدة بالأداء التركي في المحافل الدولية، ولا بالتصريحات والمواقف الانتقادية الموجهة إليها من قصر أردوغان الأبيض أو وزارة خارجيته. لكن ذلك لا يعني أن العلاقات ما بين البلدين، قد بلغت حد القطع والقطيعة ... كل الأرقام سابقة الذكر عن التجارة البينية والسياحة بين البلدين، صحيحة مائة بالمائة، وهذا ما لا يريد أنصار أردوغان الاعتراف به، فهم منخرطون في حملات ضد استيراد «المانجا» و»الفجل» من إسرائيل إلى الأردن على سبيل المثال، ويلتزمون صمت القبور عندما يتعلق الأمر بميزان التبادل التجاري التركي الإسرائيلي، وانتعاش ميناء حيفا على أكتاف الصادرات التركية وتجارة الترانزيت التركية. لكن الذين يوردون هذه الأرقام في المقابل للدلالة على «شيء في نفس يعقوب»، يسعون للبرهنة على أن كل ما تقوله تركيا أو تقوم به، ليس سوى مناورات وخزعبلات، لا أكثر ولا أقل، هدفها الحصول على «شعبية رخيصة» وغير مكلفة، فيما العلاقات بين البلدين تمر بشهر عسل طويل وغير متقطع ... وهذه من وجهة نظرنا، محاولة للي عنق الحقائق، وإغراق في التفسير التآمري للتاريخ. تركيا وإسرائيل ليستا على وئام، وثمة خلافات واضحة بين البلدين، ومن بين قضايا الخلاف بينهما، الموقف من القضية الفلسطينية، لكن ذلك لا يجعل من تركيا «دولة مقاومة وممانعة»، فأنقرة في عزّ صعود العدالة والتنمية، رعت واستضافت مفاوضات سورية - إسرائيلية سرية وغير مباشرة، وفضلت دور «الوسيط» على دور «الطرف» في الصراع العربي - الإسرائيلي، وتركيا مستعدة لاستئناف هذا الدور مع سوريا أو غيرها، وهي لم تكن بعيدة عن مشروع «التهدئة المستدامة» أو طويلة الأمد بين حماس وإسرائيل، الذي تولت قطر دور «القابلة القانونية» لإخراجه إلى الحياة ... تركيا ليست متماهية مع إسرائيل ولا هي حليف استراتيجي لها كما كان عليه الحال من قبل، ولكنها في المقابل، ليست دولة معادية لإسرائيل، وتربطها بها شبكة مصالح وعلاقات، وكلتاهما تتلقيان الدعم من «شبكة أمان» واحدة، هي الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ... ومن لا ينظر للمسألة بكلتا عينيه، يكون قد شهد على نصف الحقيقة، أو نام على «حرير أوهامه». 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكانة إسـرائيل في السجالات العربية حول الانتخابات التركية مكانة إسـرائيل في السجالات العربية حول الانتخابات التركية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon