توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مبادرة أم «فاصل إعلاني قصير»؟!

  مصر اليوم -

مبادرة أم «فاصل إعلاني قصير»

عريب الرنتاوي

لولا «الجلبة» التي أثارها نتنياهو في وجه الوزير الفرنسي لوران فابيوس، لمرت رحلته في المنطقة، بل ومبادرته لإنقاذ عملية السلام وحل الدولتين، مرور الكرام ... إسرائيل على عادتها شنت أعنف الحملات على من يخالفها الرأي والمصلحة حتى وإن بالحدود التكتيكية الضيقة ... والعرب كدأبهم، رحبوا وثمّنوا، حتى أن الوزراء تقاطروا للقاهرة لاستضافة نظيرهم الفرنسي، لكأن «الترياق» سيأتي من باريس هذه المرة، وليس من العراق على حد تعبير المثل الشعبي الدارج.

جولة فابيوس في المنطقة، تندرج في سياق مسعى فرنسي للتقدم بمشروع قرار إلى مجلس الامن، يدعو لاستئناف المفاوضات بجدل زمني محدد، ومرجعيات محددة، وصولاً إلى حل الدولتين، أو بالأحرى تمكين الفلسطينيين من إقامة دولتهم، فدولة «جميع أبنائها اليهود» قائمة منذ عام النكبة في 1948، توسعت في عام النكسة 1967، وهي تتمدد بالاستيطان من جهة وبتطبيع علاقاتها مع محيطها العربي من جهة ثانية حتى يومنا هذا.

المسعى الفرنسي جوبه بتحفظ أمريكي، واشنطن طالبت بتأجيل طرح المشروع إلى حين الانتهاء من الانتخابات الإسرائيلية وتشكيل حكومة جديدة ... انتهت الانتخابات وتشكلت الحكومة الرابعة برئاسة بينيامين نتنياهو ... لا شيء في إسرائيل يوحي بأن الحكومة الجديدة ستقبل بما رفضته الحكومات التي سبقتها ... بل على العكس من ذلك، فقد انتهت الانتخابات إلى حكومة أكثر تطرفاً وعنصرية وميلاً للاستيطان والاستئصال والتوسع.

واشنطن ليست بعيدة عن التحرك الفرنسي، باريس عادة لا تقامر بالتحليق خارج السرب الأمريكي، وأن كانت تبحث لنفسها دائماً عن مسار موازٍ، يوصلها إلى ذات الهدف، ولكن يحفظ لها «هامشاً» للمناورة والسعي المستقل بحثاً عن المصالح و»عقود النفط والسلاح والمفاعلات النووية»، أليست هذه سيرتها في مفاوضات إيران ومجموعة «5 + 1»؟ ... أليست هذه خلاصة تجربة السياسة الفرنسية في سوريا، والمصممة في الغالب لاسترضاء الحلفاء العرب الأثرياء، حتى وإن ظهرت بمظهر «الشريك المخالف أو المشاكس»؟

على أية حال، واشنطن ليست لديها نوايا جدية لتجريب المجرب في الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ... لا كيمياء بين أوباما ونتنياهو، والإدارة غارقة في بحر من الأولويات الأكثر إلحاحاً، ليست فلسطين واحدة منها، والأهم، أن شبح الانتخابات الرئاسية بدأ يطل برأسه، وأخذ يتحكم بحركة الإدارة وسياساتها الخارجية ... نافذة الفرص أمام واشنطن لفعل شيء متميز على هذا المسار، نفذت أو تكاد.

على أية حال، واشنطن ليست لديها نوايا جدية لتجريب المجرب في الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ... لا كيمياء بين أوباما ونتنياهو، والإدارة غارقة في بحر من الأولويات الأكثر إلحاحاً، ليست فلسطين واحدة منها، والأهم، أن شبح الانتخابات الرئاسية بدأ يطل برأسه، وأخذ يتحكم بحركة الإدارة وسياساتها الخارجية ... نافذة الفرص أمام واشنطن لفعل شيء متميز على هذا المسار، نفذت أو تكاد.

هنا، يبدو مسرح المنطقة بحاجة لمن يشغله، حتى لا يستشري الفراغ ولا تنطفئ جذوة الأمل في مستقبل عملية السلام وخيار المفاوضات وحل الدولتين ... هنا تبرز الحاجة لخلق انطباعات أو قل أوهام (لا فرق)، بأن العالم ما زال يتذكر قضية العرب المركزية الأولى ... هنا يبدو «مُخرج الفلم» بحاجة لـ «دوبلير» يقوم بالدور نيابة عن «البطل» المشغول في أمكان أخرى ... هنا يبدو الدور مفصلاً على مقاس الدبلوماسية الفرنسية ورئيسها لوران فابيوس.

لا أمل يرتجى في هذه الحركة (وليست كل حركة فيها بركة) ... فلا فرنسا قادرة على ممارسة ضغوط على إسرائيل للاستجابة للحد الأدنى لخيار استئناف التفاوض وحل الدولتين، ولا رئيسها ورئيس دبلوماسيتها، يرغبان في ممارسة هذا الدور ... نحن أمام جولة أخرى، من عشرات الجولات المماثلة، التي تنتهي مفاعليها بانتهاء محطتها الأخيرة، لا أكثر ولا أقل.

هذا لا يعني أن فرنسا ليست قادرة بوسائلها ومقدراتها الذاتية، أو من ضمن الاتحاد الأوروبي، على ممارسة أشد الضغوط على تل أبيب لدفعها للاختيار بين سلام عادل قائم على إنهاء الاحتلال وبناء الدولة واسترداد العاصمة وحل مشكلة اللاجئين من جهة، أو المقامرة بعلاقات فوق استراتيجية تربط إسرائيل بالقارة العجوز من جهة ثانية ... المشكلة أن فرنسا لا تريد أن تفعل ذلك، ولا تفكر به، وليست مستعدة لتخطي إطار «العلاقات العامة» في حراكها الدبلوماسي.

لكن مع ذلك، تبدو حركة فابيوس مفيدة فرنسياً، فهو هنا يظهر صديقاً للعرب، بعد أن استحق عداء الإيرانيين والسوريين وأطراف أخرى ... وهو هنا، في وضع أفضل لإقناع دول الاعتدال الغنية بأن بلاده تسير معهم وتسايرهم، في مختلف الملفات، وليس في سوريا وإيران وحدها ... وهو هنا، يبعث برسائل إلى الرأي العام الفرنسي والأوروبي الغاضب جراء الغطرسة الإسرائيلية المنفلتة من كل عقال ... عصافير كثيرة سيضربها فابيوس بحجر واحد ... أما الفلسطينيون فسيضيفون إلى أرشيفهم وقائع زيارة أخرى، لوزير خارجية دولة عظمى آخر... لكأن زيارته ومبادرته، لم تكن أكثر من مجرد «فاصل إعلاني قصير» بين لحظتي تجاهل وإنكار... واستيطان. 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبادرة أم «فاصل إعلاني قصير» مبادرة أم «فاصل إعلاني قصير»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon