توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فجوة بين دمشق وطهران؟!

  مصر اليوم -

فجوة بين دمشق وطهران

عري الرنتاوي

ثمة سجال خجول وغير مباشر يجري ما بين طهران ودمشق، يتولى إدارته والانخراط فيه، أصدقاء العاصمتين، وغالباً من غير الجنسيتين الإيرانية والسورية، لبنانيين وأردنيين وعربا، هم من يعبرون عمّا يمكن وصفه بـ “فجوة” أو “جفوة” بين الحليفتين الاستراتيجيتين على خلفية “الاختراقات” الأخيرة التي حققتها المعارضات السورية المسلحة، بقيادة جبهة النصرة على عدة جبهات ومحاور في الشمال والجنوب.

 أنصار دمشق، بدأوا يوجهون اتهامات خجولة، ولكن مباشرة لطهران، بالتقاعس عن دعم “حصان الرهان” في “محور المقاومة والممانعة” ...

 يعبرون عن امتعاض عن لزوم طهران “صمت القبور” حيال الاختراقات الأخيرة على الجبهات الشمالية والتي ما كان لها أن تحدث لولا “تزخيم” جهود الدعم والتسليح والإسناد التي يتولاها المحور السعودي – التركي – القطري للمعارضات المسلحة، وصولاً حد تزويدها بالأسلحة “الكاسرة للتوازن”.

 بعضهم، تحت ضغط القلق وهبوط الروح المعنوية، رفع صوته في مواجهة “التخاذل” الإيراني إلى ما هو أبعد من ذلك، بدأ يتحدث عن مسؤولية “تيارات الإسلام السياسي كافة” في خلق الانقسام المذهبي، المفضي لحروب أهلية والمهدد لوحدة الأوطان والبلاد والعباد، مقابل “الفكرة القومية” التي تمتلك وحدها، القدرة على توحيد الشعوب والمجتمعات ...

 مثل هذه النقد يطال الإسلام السياسي الشيعي كذلك، من طهران وولاية الفقيه، حتى حزب الله وتيار المقاومة ... لكأننا أما سجال يستيقظ بعد عدة عقود بين الفكرة الإسلامية والفكرة القومية، الأولى تمثل إيران أحد أركانها، والثانية تعتبر دمشق نفسها “حجر زاويتها”، بوصفها “قلب العروبة النابض”.

 في التحليل السياسي، يقول أصدقاء دمشق أن إيران تذهب بعيداً في رهاناتها على “الاتفاق النووي”، وهم إذ يؤيدون هذا المسعى من حيث المبدأ، إلا أنهم يريدون لطهران ألا تغادر موقعها القيادي والمبادر لـ “محور المقاومة والممانعة” ... 

بعضهم يرى أن إيران تعطي الأولوية استراتيجياً لليمن على حساب سوريا، وأنها تكتفي بسياسات دفاعية ومبادرات توفيقية، بدل أن تتجه إلى خوض المعارك مع المحور الآخر بقيادة السعودية الذي انتقل من التردد والدفاع، إلى المبادءة والمبادرة والهجوم.

 في المقابل، يرى أنصار طهران أن الأخيرة ما زالت على عهدها، وأن قادمات الأيام ستكشف حجم الدعم والإسناد الذي ستقدمه إيران لحلفائها، فهذه الأخيرة لم تقل كلمتها النهائية بعد، ولم تلجأ لاستخدام جميع أوراقها ... 

هؤلاء يكررون عبارة سبق للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن قالها يوماً ومفادها “إن إيران منذ الثورة الإسلامية حتى اليوم، لم تخذل أحداً من أصدقائها وحلفائها”، بخلاف دول أخرى اعتادت البيع والشراء والتفريط والتخلي ...

 هذا الفريق لا يكف عن توجيه رسائل الاطمئنان إلى كل من يعنيهم الأمر، مؤدّاها أن توجه إيران لتوقيع اتفاق نهائي مع الغرب، لن ينزع عنها طابعها “الثوري” و”المقاوم”. المفارقة أن “تحليل” كل فريق من الفريقين، ينطوي على قدر كبير من الصحة والوجاهة، بيد أن كل منهما يقرأ من صفحة مختلفة من “الكتاب الإيراني” ... منتقدو السياسة الإيرانية “المتخاذلة” يتابعون خطى روحاني – ظريف، أو مشروع “الدولة الإيرانية” ...

 والمدافعون عن “ثورية إيران ومقاومتها” يقرأون من صفحة التيار الثوري والمحافظ في إيران، الذي وإن كان لا يمانع في توقيع اتفاق “جيد” مع الغرب، إلا أنه مسكون بهاجس “الثورة الإسلامية” وضرورة إبقاء جذوتها مشتعلةً. لأول مرة منذ اندلاع الأزمة السورية قبل أكثر من أربع سنوات، تطفو على سطح العلاقات السورية – الإيرانية بعض مظاهر الفتور والتوتر ...

 حتى أن حديث “الفجوة” أو “الجفوة” بدأ يتسرب إلى كتابات وتصريحات حلفاء العاصمتين ...

 مع أن النظام في دمشق، سبق له وأن مرّ بظروف أشد صعوبة مما هو عليه الآن، إذ أتى زمن على دمشق، كانت العاصمة فيه، مسرحاً لعمليات المعارضات المسلحة وصواريخها وسياراتها المفخخة. يبدو أن انكشاف الخلاف بين الجانبين، لا يعود إلى تطورات الميدان فحسب، بل ربما إلى القراءات المتفاوتة والأولويات المختلفة بينهما لما ستحمله قادمات الإيام ... 

دمشق تخشى أن تدفع ثمن “عاصفة الحزم” التي لم تحقق أهدافها في اليمن حتى الآن، وأولوياتها المطلقة هي لصد الاختراقات وبسط سلطة النظام على مساحات أوسع من الأراضي السورية ...

 إيران، مشغولة بالصورة الإقليمية الأكبر، وأولوياتها الحاسمة هي الوصول إلى “الاتفاق النووي النهائي” خلال الشهرين القادمين. “ما بعد النووي الإيراني” بدأ يثير عاصفة من الأسئلة والشكوك حتى بين أنصار البلدين الحليفين ...

 ويبدو أن الذين نظروا إلى “لوزان” من الجانب السوري بوصفه انتصارا “للمقاومة والممانعة”، بدأوا يعيدون النظر في توقعاتهم وتكهناتهم، سيما إذا ما انتصر “تيار الدولة” على “تيار الثورة” في إيران، حينها ستكون الأولوية في إيران لتطوير”البيزنيس” مع الغرب وليس لتصدير الثورة أو المقاومة والممانعة ... 

هذا ما حذرنا منه في مقالات عديدة سابقة، وسط سخرية أنصار دمشق الذين فضلوا الإمعان في “حالة الإنكار”، وهذا ما نعيد التأكيد عليه اليوم من جديد. لا يعني ذلك القفز إلى استنتاجات متطيّرة أو سابقة لأوانها، فثمة دوافع ومصالح عميقة كامنة في صلب “الحلف الإيراني – السوري”، والمؤكد أن طهران لن تتخلى بسهولة عن “استثماراتها” الهائلة التي دفعت بها إلى سوريا، من مال وسلاح وعتاد ورجال ...

 لكن يبدو أن اختلاف مواقع العاصمتين، يفضي إلى اختلاف مواقفهما، يبدو أن الفجوة تتسع بين من ينظر للصورة الإقليمية الأكبر ومن ينظر للمسألة من الزاوية السورية حصراً ... 

والأيام القادمة ستكشف المزيد من فصول العلاقة والتحالف الممتدين لأكثر من ثلث قرن، بين طهران ودمشق، وستوضح إلى حد كبير، كيف ستعرف إيران مصالحها ومواقفها في سوريا في مرحلة ما بعد النووي، وما إذا كان بقاء الأسد أم ذهابه، جزءاً حيوياً من منظومة المصالح الإيرانية، أم أنها ستكتفي ببقاء النظام من دون رأسه، وهي الأطروحة التي عاد الحراك السياسي والدبلوماسي يدور حولها خلال الأيام القليلة الفائتة. 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فجوة بين دمشق وطهران فجوة بين دمشق وطهران



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon