توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استعصاء «الحسم»

  مصر اليوم -

استعصاء «الحسم»

عريب الرنتاوي

في سوريا كما اليمن، يبدو “الحسم العسكري” ممتنعا على الأطراف أو ممنوعا عليها ... بعد أربعين يوماً على التدخل العسكري الروسي، يتعذر على النظام وحلفائه، إحراز أي “اختراق نوعي” على الجبهات، او تحقيق أي “خرق” ذي صبغة استراتيجية في موازين القوى وتوازناتها، النظام يتقدم ببطء على بعض الجبهات ومسلحو المعارضة باطيافهم المختلفة، يتقدمون ببطء أيضاً على محاور أخرى ... تبدو “المراوحة” سيدة الموقف، وعمليات الكر والفر، ستظل سمة المواجهات العسكرية الضارية الجارية على عدة محاور، حتى إشعار آخر.

في اليمن، وبعد ثمانية أشهر من عاصفة الحزم، تقف قوات التحالف العربي وحلفاؤها، أمام “استعصاء تعز”، عاجزة عن تحقيق “الاختراق النوعي” المُمهد لأم المعارك في صنعاء ... وبدل الإعلان عن الإنجاز النوعي المنتظر الذي وعدت به في الطريق لـ “تحرير العاصمة المحتلة”، ينبري الناطقون باسم هادي وحلفاؤه، لشرح المصاعب اللوجستية والميدانية التي تحول دون اقتحام المدينة، فيما المناطق الخلفية “المحررة” تبدو غير مهيأة على الإطلاق، امنياً بالأساس، لاستضافة هادي أو البحاح، بعد أن أصبحت مساحات واسعة من جنوب اليمن، نهباً للفوضى والعصابات المسلحة والسلفية الجهادية بمسمياتها المختلفة.

التدخل العسكري الروسي في سوريا، كما التدخل العسكري السعودي في اليمن، نجحا في “تحسين” الشروط التفاوضية للحلفاء المحليين، بمنع انهيارهما واستسلامها التام أمام جبهة الخصوم، لكن يتأكد يوماً بعد آخر، أن أي من التدخلين،  تصعب ترجمته على موائد المفاوضات، نصراً مؤزراً مقابل هزيمة منكرة للطرف الآخر ... وإذا ما استمر الحال على هذا المنوال، فإن من المتوقع، أن تتحول هذه التدخلات إلى عبء على القائمين بها، بدل أن تكون عنصر قوة واقتدار، تجري ترجمة مفاعليه على موائد التفاوض والحلول السياسية النهائية.

في هذا السياق، جاء انعقاد “فيينا 1”، وفيه أيضاً تجري التحضريات لـ “فيينا 2” ... المسار السياسي لسوريا، بات متطلباً لروسيا، لمنع انزلاقها في حرب مفتوحة وطويلة الأمد، وكوسيلة لا بد منها، للخروج من الاستعصاء السوري بأقل قدر من الأثمان والخسائر ... وفي هذا السياق أيضاً، تندرج التصريحات المتفائلة للوسيط الدولي إسماعيل ولد الشيخ، الذي ما انفك يبشر بقرب التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، وعودة إلى المسار التفاوضي، بحثاً عن حل سياسي، يشكل مخرجاً للسعودية والتحالف الذي تقف على رأسه، من الاستعصاء اليمني، وبلغ به التفاؤل حد الإعلان عن منتصف الشهر الجاري، موعداً أقصى لسريان وقف النار والشروع في المفاوضات (أي بعد أقل من أسبوع من الآن).

ويزداد المشهد تعقيداً كلما اشتدت حمى التداعيات الخطرة على الأوضاع الداخلية للأطراف الإقليمية والدولية المنخرطة في هذه الصراعات ... لا شك أن واقعة الطائرة الروسية فوق سيناء، وتنامي احتمالات تورط داعش في العملية الإرهابية التي أودت بحياة أكثر من مائتي مواطن روسي كانوا على متنها، تضيف ثقلاً نفسياً ومعنوياً، على الرئيس الروسي، فضلاً عن الوطأة السياسية للحادثة، ولا شك أن “القيصر” كان يتمنى من صميم مشاعره، أن تكون الواقعة ناجمة عن خلل فني أو حتى عن خطأ بشري يتعلق بطاقم الطائرة، لكن من سوء حظه، أن التقدم في التحقيق لا يفضي إلا إلى نتيجة واحدة: داعش هي المسؤولة، ودائماً على خلفية التدخل العسكري الروسي في سوريا.

حرب اليمن، بدورها، تتحول إلى مصدر إزعاج في أقل تقدير، والبعض يقول إلى مصدر تهديد للسعودية ... ليس لأن الأراضي السعودية المحاذية لليمن، باتت مسرحاً لهذه الحرب بدورها، بل وبالنظر الى ما تحدثه الحرب من “جدل سياسي” على مستويات شتى، واستنزاف مالي، بدأ يمس مخزونات المملكة الاستراتيجية، في زمن تآكل أسعار النفط وعائداته.

هل يعني ذلك، أن الحرب على “المسارين المتلازمين” تقترب من أن تضع أوزارها؟ ... المنطق والتحليل السليم يقولان نعم، سيما وأن “المخارج السياسية” أو “سلالم النجاة” متوفرة في المبادرة الأممية لليمن، و”مسار فيينا” في سوريا ... لكن من قال إن هذه المنطقة، تُحكم بالمنطق والعقل دائماً، بل ومتى كان سلوك الأطراف واللاعبين فيها، محكوماً بمعادلة “درء الضرر أو جلب المنفعة”... من قال أن “خيار شمشون” قد سُحب من على الطاولة، يبدو أنه سيتعين على هذه المنطقة، أن تواجه المزيد من النزف والاستنزاف قبل أن يجنح اللاعبون الكبار فيها، إقليمياً ودولياً، إلى خيارات التسوية والحلول الوسط.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استعصاء «الحسم» استعصاء «الحسم»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon