توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أما اليمنيون، فلا بواكي لهم!

  مصر اليوم -

أما اليمنيون، فلا بواكي لهم

عريب الرنتاوي

تنصرف أنظار المجتمع الدولي إلى المأساة الإنسانية التي تعتصر السوريين على أرضهم وخارجها، والسوريون يستحقون كل الرعاية والاهتمام، بيد أن أحداً لا يتوقف أمام مأساة إنسانية لا تقل بشاعة، يتعرض لها ملايين اليمنيين، ومنذ عام تقريباً ... ولولا بعض من التقارير الصادرة عن منظمات إنسانية وحقوقية، كشفت عن بعض وجوه هذه المأساة، والتي ترقى إلى مصاف جرائم الحرب، لضُرب جدارٌ من الصمت، حول هذه “الحرب المنسية” بكل كوارثها وأهوالها.
والمؤسف حقاً، أن ثمة ما يشبه “حالة التواطؤ المتبادل” التي تلف الأزمة اليمنية، لكأن هناك ضوءا أخضر “مفتوحا” للاستمرار في عمليات الحصار والقتل الجماعي والتدمير “المنهجي المنظم” للبشر والشجر والحجر ... فالموفد الأممي يطل بين حين وآخر، وعلى فترات متباعدة، على الرأي العام العالمي، بتصريحات متلعثمة وخجولة، عن “جهوده المستمرة” لاستئناف المفاوضات، والأمم المتحدة بالكاد تأتي على ذكر اليمن، والقطبان الدوليان، لديهما ما يشغلهما من أولويات، والعرب غارقون في حالة صمت متواطئ ومخجل.
عشرون مليون يمني، بحاجة للمساعدة الإنسانية، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، واستهداف المدنيين، يتم بصورة “منهجية منظمة” وفق التقارير ذاتها، التي تتحدث عن دلائل قوية تشير إلى احتمال اقتراف “جرائم حرب” هناك ... البلد الفقير، يزداد فقراً، وسكانه يعضهم الجوع بأنيابه الحادة، مدارسهم ومستشفياتهم وبناهم التحتية الهزيلة أصلاً، لم يبق منها حجر على حجر، أما الطعام والدواء والماء الصالح للاستخدام البشري، فقد بات ترفاً بعيد المنال.
يزداد المشهد بؤساً إذ نرى يمنيون، وبعضهم نشطاء حقوق انسان جعلوا من أنفسهم شعراء لقبائلهم المتناحرة، لا يترددون في إظهار مشاعر النشوة بانتصاراتهم المجللة بالخزي والعار، أو الشماتة بعذابات أبناء جلدتهم في الخندق الآخر، فتلك حكاية أخرى، عن التردي الأخلاقي والانهيار القيمي ... يساريون وإسلاميون وليبراليون وناصريون وبعثيون، تحوّلوا إلى معاول قتل وتهديم وتدمير، لبلدهم وشعبهم ومجتمعهم، ودائماً تحت إغراء المال الأسود، أو الشغف الشبِق بالسلطة.
لكأننا أمام حكاية “موت معلن”، نتتبع من خلالها، فصول الموت البطيء بالجملة والمفرق، في تعز ومأرب وصنعاء والحديدة وصعدة ... أهل هذه البلاد، ليسوا سوى “حشرات”، تتردد “الفضائيات إياها” حتى عن ذكر أعداد قتلاهم وجرحاهم، دع عنك، رواية حكاياتهم الإنسانية وأحلامهم المتكسرة على صخرة الصراع المذهبي وحروب المحاور وعواصف الجوار.
حتى الذين اتهموا بدعم “المتمردين” وإثارة الفتنة في اليمن الذي كان سعيداً في غابر الأزمان، أسلموا اليمنيين لمصائرهم، فيما يشبه “اتفاق الجنتلمان” لتوزيع لمناطق النفوذ و”المجالات الحيوية” للدول المصطرعة ... ولولا بعض التغطيات في الفضائيات المحسوبة على هؤلاء، لظننا أنهم “رفعوا الراية البيضاء”، وسلموا اليمنيين لأقدارهم المجهولة والدامية ... هؤلاء، من موسكو إلى طهران، يلزمون صمت القبور، حتى أنهم لا يستحثون إسماعيل ولد الشيخ أحمد على تكثيف مساعيه، ولو من باب ذر الرماد في العيون.
وعند النظر إلى مستقبل هذا البلد بأهله وجيرانه والمحتربين فيه وعليه، تسري القشعريرة في العروق ... فمن ذا الذي سيكون مؤهلاً ومقتدراً على إعادة إعماره، سيما في ظل موجة الجفاف التي تجتاح أسواق النفط وعائداته؟ ... وبفرض توفرت الموارد لإعمار الحجر، فمن ذا الذي سيقوى على رتق الشقوق وإعادة تجميع المُزق التي انتهى إليها البشر واجتماعهم البشري؟ ... وبفرض هزيمة الحوثيون، من ذا الذي سيضمن أن اليمن لن يستحيل إلى ليبيا ثانية، كملاذ آمن لداعش والقاعدة؟ ... والأهم، من قال إن اليمن، سينتهي يمنين فحسب، ألسنا سائرون صوب “يمنات” متعددة، قد تصل إلى أصابع اليد الواحدة أو تزيد؟
وها هم يتسابقون على تقاسم جلد الدب قبل اصطياده ... من جزيرة سوقطرة مروراً بعدن وانتهاء بأحواض النفط والغاز في الجوف وغيرها من المناطق الحدودية ... لكأنه لم يكف اليمن، ما تعرض له من قضم متدرج لموارده وأراضيه من قبل، حتى يتعرض من بعد، لمزيد من الاستقطاعات والاستحواذات.
لن نلوم اليمنيين بعد اليوم، إن هم طووا صفحة “العرب والعروبة”، لقد تجاهلهم العرب طويلاً، وعندما قرروا زيارتهم في مدنهم وبلداتهم وجبالهم، جاءوهم على ظهور الدبابات وأجنحة الطائرات والصواريخ، محملين بالموت والخراب، بدل “الأمل” والإعمار ... كان الله في عون اليمن واليمنيين.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أما اليمنيون، فلا بواكي لهم أما اليمنيون، فلا بواكي لهم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon