توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معبد وشاشة وكتاب (2-2)

  مصر اليوم -

معبد وشاشة وكتاب 22

عمار علي حسن

... على هذا الأساس يمكن أن نفكر فى علاقة الإعلام بالدين والثقافة، أوسع وأبعد من أغلب ما هو سائد أو متداول فى السوق البحثية والصحفية، والذى ينظر إلى المسألة إجمالاً، خالطاً بين الدين وطرائق التعامل معه وفهمه، وبين الثقافة والحضارة وكذلك بين ما هو حقيقى فيها وهو ما هو محض مزاعم وادعاءات وافتراءات أيضاً.
وهنا يمكن أن نرى تلك العلاقة تقوم بالأساس على «تبادل المنافع» أو «الاعتماد المتبادل» بغضّ النظر عما هو أصيل فيها وما هو فرعى، أو بين ما هو خادم وما هو مخدوم. ويمكن أن أبيّن هذا فى النقاط التالية:
1- يُنظر إلى الإعلام فى الغالب الأعم على أنه مجرد أداة أو وسيلة أو قنطرة واصلة بين منتج رسالة وبين متلقيها، وبالتالى يكون «الدين» نصاً وخطاباً وممارسة، والثقافة بمختلف ألوانها، بمنزلة المضمون لهذه الرسالة، مع مضامين أخرى عديدة. لكن الإعلام لا يقف عند حد النقل، بل تفرز آلياته الذاتية مضامينها عبر علامات وشفرات ووسائل تأثير عديدة، بما يجعل بوسعه أن يتعدى مجرد المرآة العاكسة للأمور الدينية والثقافية ويزيد على كونه الجسر الرابط بين علماء الدين والمثقفين وبين الجمهور العام الذى يتابع ما ينتجونه، ويحدد من خلاله، وعبر محتويات أخرى، تصوره عن الذات والعالم والكون، فى المستوى الأساسى والعام، إلى جانب تفاصيل عديدة متعلقة بالمعارف والقيم والاتجاهات.
2- يتم التعامل مع الدين والثقافة والإعلام أيضاً، كأداة ومحتوى فى الوقت نفسه، بوصفها من «البنى الفوقية» للمجتمع التى تتأثر بـ«البنى التحتية» المتمثلة فى الأشياء المادية، وذلك وفق النظرية الماركسية. لكن فى نظرى فإن الدين والثقافة يتعدى دورهما مجرد التبعية التامة للظروف والأحوال الاقتصادية إلى التأثير المستقل فى تطور المجتمعات الإنسانية.
3- يُنظر للدين والثقافة والإعلام بوصفها من ركائز القوة الناعمة للدولة، فى مقابل ركائز القوة الصلبة أو الخشنة المتمثلة فى القدرات العسكرية والإمكانات الاقتصادية والموارد الطبيعية والموقع الجغرافى وحجم السكان ونوعيتهم. وهذه القوة الناعمة تُستخدم فى إحداث التماسك الداخلى للدولة عبر الوظائف الرئيسية التى يؤديها الخطابان الدينى والثقافى والرسالة الإعلامية فى نشر القيم التى تحض على التعايش والتراحم واحترام التنوع وتفهُّم الخصوصيات والحريات الفردية والعامة وتعلم الاختلاف وأدب الحوار، وتعزيز القيم والاتجاهات الإيجابية التى تحض على العمل والإبداع والتقدم. كما تُستخدم فى تعزيز دور الدولة على المستوى العالمى، فأى بلد يتمتع بوجود علماء دين كبار ومثقفين مبدعين بارزين وإعلام حر مهنى سيجد طريقاً ممهداً للتأثير فى محيطيه الإقليمى والدولى.
4- تشترك حقول الدين والثقافة والإعلام فى أنها تتوسل باللغة، ليس بمستواها الذى يقف عند حد الكلام أو التعبير اللفظى فقط، بل بطرق التعبير الأخرى أو «السيميائيات» حيث الإشارات والإيماءات والإيحاءات والعلامات والرموز.. إلخ، وتلعب اللغة دوراً كبيراً فى تحديد عمق وتحقيق جاذبية الخطابات الناتجة عن هذه الحقول الثلاثة.
5- شهد العقد الأخير، لا سيما فى العالم العربى، اختلاط الأدوار بين عالم الدين والمثقف والإعلامى، فكثير من مقدمى البرامج تحولوا إلى واعظين أو قادة رأى، وبعض علماء الدين والمثقفين تحولوا إلى مذيعين، وتزداد هذه الظاهرة تجذراً بمرور السنوات، وتحول الإعلام إلى قوة هائلة.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معبد وشاشة وكتاب 22 معبد وشاشة وكتاب 22



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon