توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مع قراء رواية «السلفى»

  مصر اليوم -

مع قراء رواية «السلفى»

عمار علي حسن

مع كل عمل أدبى جديد يصدر لى أحرص على التواصل مع القراء، فهم من نكتب لهم ونعوِّل عليهم، ولذا تظل آراؤهم دوما محل تقدير واعتبار، ومصدر إفادة وإجادة. ولا يعنى هذا بالطبع استلابا حيال نمط معين من القراءة، أو استجابة عمياء لمتطلبات سوق قد يروج فيها العابر والسطحى، والذى يخاطب الغرائز، ويلبى الاحتياجات الآنية، أو يلاحق تطور واقع اجتماعى يتدفق بلا هوادة، أو يعتنى بشريحة محددة من الناس قادرة على شراء ألوان معينة من الكتب والمؤلفات.

أقول هذا بمناسبة ما طرحه البعض علىَّ، عبر البريد الإلكترونى ومواقع التواصل الاجتماعى والمنتديات والمدونات ولقاءات مباشرة وجها لوجه فى ندوات وعلى المقهى، من تساؤلات واستفسارات واستفهامات عن روايتى الأخيرة «السلفى»، بعضها يريد الوقوف على أمور مهمة، وبعضها لا يخرج عن آفة «التلصص» التى تلاحق الأدباء، كأن يربط البعض بين حياتهم الشخصية وبعض أبطال رواياتهم، وبعض وقائعها وحكاياتها.

إنه واجب حيال قراء أعزاء سألونى، وحقهم علىَّ أن أجيب، وربما تكون أسئلتهم قد دارت فى أذهان آخرين لم يصلوا إلىَّ أو لم تلح عليهم رغبة فى سؤالى ومساءلتى، ولذا أردت هنا أن أخاطب الطرفين وأجيبهم بكل أمانة.

والسؤال الأهم الذى واجهنى هو: هل كتبت هذه الرواية لتتفاعل مع الأجواء الراهنة، أو السياق الاجتماعى الحالى، الذى تصاعد فيه دور التيار السلفى وبرز «حزب النور» كلاعب سياسى على الساحة؟ والإجابة وللوهلة الأولى: لا بالطبع، لأن فكرة هذه الرواية راودتنى قبل ثورة يناير، وقلبتها غير مرة فى ذهنى حتى اختمرت، ثم جلست لأكتبها. وهذه الطريقة صاحبتنى فى رواية «زهر الخريف» أيضا، بينما هناك روايات بدأتها من دون أن تكتمل فى رأسى وتحقق هذا بالتتابع وفق منطق «تداعى المعانى» أو موجبات الحكى والسرد، أو قدرة الشخصيات الروائية على الورق أن ترسم مساراتها ومصائرها وتأخذ الكاتب من دون وعى لمجاراتها أحيانا.

والسؤال الثانى كان هو: هل تتوقع أن تلعب الرواية دورا فى مواجهة النزعة الوهابية التى سرت فى المجتمع المصرى فى العقود الأخيرة؟ والإجابة: لا أدرى، فهذا عمل فنى، فيه من الواقع بقدر ما فيه من الخيال، ولم أقصد حين كتبته أن أوظفه فى أى معركة، لكن كثيرا من الروايات لعبت هذا الدور، ليس لأن مبدعيها قصدوا هذا، لكن لأن قراءها ومطالعيها والظرف الذى ظهرت فيه دفع فى هذا الاتجاه، وتشهد وقائع كثيرة على أن أعمالا أدبية عديدة، شعرية ونثرية، كان لها دور فى التنوير والتحرير.

والسؤال الثالث: هل شخصيات الرواية مستمدة من الواقع لاسيما أن لك دراسات ميدانية عن الحركات الدينية الدعوية والسياسية بما فيها دراسة ظهرت لك مؤخرا بعنوان «التيار السلفى.. الخطاب والممارسة»؟ والإجابة: هناك شخصيات من الواقع، وأخرى من الخيال، وثالثة لها ظل فى الواقع أو متواجدة فيه ثم جاء خيال الروائى ليعيد تشكيلها وصياغتها بما يمنحها أبعادا أخرى، أو يوظف حضورها إيجابيا فى ثنايا النص. لكن السياق الذى تتحرك فيه الشخصيات أعرفه جيدا، لغة وطقوسا وتنظيمات وتصورات.

ويوجد سؤال رابع تولد من السابق وهو: ما الاختلاف بين ما جاء فى دراستك عن السلفيين وروايتك تلك؟ والإجابة: اختلاف كبير، فالأول عمل بحثى اتبع طريق العلم فى معناه ومبناه، والثانى عمل أدبى اتبع طريق الفن فى تجليه وتحليه.

والخامس: كيف تتوقع رد فعل السلفيين على الرواية؟ والإجابة: لا أعرف، لكن نظرتهم لأعمال فنية سابقة قد تشى بموقفهم الآتى، وفى كل الأحوال أتمنى أن يقرأوها كعمل أدبى أو فنى، ويتعاملوا معها على هذا الأساس، لأن غير ذلك جر مشاكل على أعمال كثيرة، وأدخل الجماعة الثقافية فى جدل سقيم.

إن هذه الأسئلة على تنوعها تبين أننا أمام قارئ واع للأدب، وهذا ليس بمستغرب فى ظل حال يقبل فيه الناس على الرواية بشكل لافت، إلى درجة أنها أصبحت الكتاب الأكثر جذبا، مما فتح شهية دور نشر، كانت تحجم فى السابق عن نشر الأدب، كى تطلب وتلح فى طلب نشر الروايات وتوزيعها.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مع قراء رواية «السلفى» مع قراء رواية «السلفى»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon