توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قصة متحرش (3-3)

  مصر اليوم -

قصة متحرش 33

عمار علي حسن

حين وقع التحرش الجنسى فى ميدان التحرير جرت الكاميرات وراء الصراخ والاستغاثة، وتشتتت فى كل أرجاء المكان. بنات رحن يشكين مما جرى، أخريات آثرن الصمت والانسحاب. وفى المساء تلاقت الكلمات والصور على الشاشات، ففتح الناس فى البيوت عيونهم وأفواههم دهشة.
وكان الشق الثانى من الخطة معداً بدقة، وهو ما لا يعرفه زين الأبجى. فنانون أقسموا أن الخيام المنصوبة فى الميدان تشهد ليلاً حفلات جنس جماعى، وأن الغنج يصل إلى أسماع ساكنى البنايات المطلة عليه. وشيوخ تصل لحية الواحد منهم إلى سرته تحدثوا عن حرمة اختلاط الفتيات والفتية فى مكان واحد وسط الليل المظلم.
وقال أحدهم، وهو داعية ينزل الميدان ويرمى جثته لتحمله الجماهير فوق الأعناق، إن بعض الشباب يلتقون فى شقة بحى العجوزة، يمارسون فيها الفحشاء. ثم أخذ يغرف من خياله الخبيث ويسكب فى آذان مستمعيه كلاماً مسموماً، أراد به أنه يُفسح الطريق أمام الخبثاء المتاجرين بالدين ليمروا فوق جثث الشباب إلى الكرسى الكبير.
لم يستمع زين إلى كل هذا، فليلتها غمس يده فى صدور ونهود ومؤخرات، وداس حرمات، وأوجع عذراوات لم يعتدن يداً خشنة تمتد إليهن. وكان كلما صرخت الواحدة منهن من قرصته أسكرته النشوة، وتدفق الدم حاراً فى عروقه فنبض ما بين فخذيه. ونشب الألم حاداً فى جنبيه، حتى شعر أنهما سيتمزقان وتخرج كليتاه. جرى نحو بقعة الظلام المهجورة عند سور وزارة الخارجية، جلس وحيداً، ينظر بعينين زائغتين إلى الذين يسيرون على مسافة منه، ذهاباً وإياباً. مدّ يده إلى سوستة البنطلون، فتحها على عجل، كحيوان جائع، وراح يحرك يده بهلفة وقسوة وحرقة لم يعهدها من قبل. مرة ومرتان واستراح، ثم قام يمشى على مهل نحو الميدان.
كانت البنات المحاصرات فى قلب الكعكة الحجرية يتحدثن بقرف عن معدومى الضمير الذين يريدون أن يدنسوا تلك البقعة المقدسة. وقالت واحدة:
- لو أن أياً من هؤلاء فكر فى أمه أو أخته أو حبيبته ما تحرش بواحدة منا.
ردت عليها أخرى:
- إنهم مجرد أدوات حقيرة فى أيد خسيسة تريد أن تسىء إلى الثوار، وأن تلطخ أشرف مَن فى هذا البلد.
عاد فى آخر الليل إلى شقته، بحث عن النقود التى أعطوها له فلم يجدها. كان يريد أن يمزقها. سأل أمه، فقالت له:
- لقيتها فى جيبك، اشتريت جزمة لأخيك الصغير الذى يمشى حافياً، وجبت أرز ومكرونة وسمن، ونصف كيلو لحم.
قهقه، ونظر إليها، والدموع تطفر من عينيه:
- لحم راح فى لحم.
لم تفهم شيئاً، ولم يعنها أن تفهم. أما هو ففهم أشياء. وحين طلبوه مرة ثانية ليؤدى المهمة ذاتها بأجر أكبر، تهرّب بحجة أن أمه مريضة، وقال لنفسه:
- يكفينى حرام واحد.
واستمر يقفز داخل الأوتوبيسات المزدحمة، ويذهب إلى سوق العتبة كل أسبوع مرة، ويعود متأرجحاً بين الراحة والشقاء.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة متحرش 33 قصة متحرش 33



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon