توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قصة اختيار عدلى منصور (1 - 2)

  مصر اليوم -

قصة اختيار عدلى منصور 1  2

عمار علي حسن

الذين اختاروا المستشار عدلى منصور رئيساً للجمهورية، أو تحمسوا له، ما كانوا يعرفون اسمه وقتها، إنما اختاروا «رئيس المحكمة الدستورية العليا»، وتساءلوا: نعرف أن رئيسها الحالى سيغادر منصبه يوم 30 يونيو 2013، يوم انطلاق الثورة، وحين يأتى أول يوليو، أى اليوم التالى، سيحل مكانه قاضٍ آخر، فما اسمه يا ترى؟ ولم يقدم أحد منا جواباً كافياً شافياً، وإن كان أغلبنا قد اتفقوا على هذا المبدأ.
أتحدث هنا عن مجموعة من الكتاب والخبراء والساسة وطليعة ثورة يناير لبوا دعوة من «حركة تمرد» للإجابة عن سؤال واحد: ما العمل؟ وكان ذلك أوائل شهر يونيو. وانعقد الاجتماع فى مركز البدائل للدراسات والأبحاث بحى الدقى فى القاهرة، واستفاض الجالسون فى عرض وجهات نظرهم، وأدلى كل منهم بدلوه حول توقعه لاستجابة الناس، لا سيما من وقعوا على استمارة تمرد التى طالبت مرسى بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بالنزول إلى الشوارع، وعدم الاكتفاء بكتابة حروف أسمائهم وأرقام بطاقاتهم على استمارة بسيطة.
وتفرع عن هذا السؤال المركزى سؤالان لا يقلان أهمية عنه، الأول عن طريقة ملء فراغ السلطة الذى ينجم عن إسقاط «مرسى» إن لم يلبِ طلب القطاع الأعرض من الشعب ويقرر إجراء انتخابات على منصب الرئيس أو على الأقل يقوم باستفتاء شعبى على وجوده فى منصبه من عدمه. والثانى عن دور القوات المسلحة فيما سيجرى، سواء من الناحية السياسية، أم الأمنية.
ولن أتطرق فى هذا المقام إلى ما قاله الآخرون، تحبيذاً أو تقبيحاً، فلكل منهم الحق فى أن يقدم شهادته، وإن جنح أو تَقوَّل وكذب فعلينا رده، وسأقوم فقط بذكر ما يخصنى كما فعلت فى كتابى: «عشت ما جرى: شهادة على ثورة يناير»، وقلت «هذا مشهد وحيد من فيلم طويل، ومن حق الآخرين أن يطرحوا علينا المشاهد التى صنعوها». فقد اعتدت أن أكتب عما أعرفه، أو عايشته وكابدته، لا سيما إن كان الأمر متعلقاً بحدث ضخم مركب إلى أقصى مستوى، مثل الثورة.
كان المتناقشون منقسمين حول خيارين هما:
1- يتم تكوين مجلس رئاسى يقوم بإدارة شئون البلاد خلال فترة مؤقتة يتم خلالها إعداد دستور جديد، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.
2- تسلم السلطة إلى قاضٍ كبير، وهو رئيس المحكمة الدستورية العليا، ليكون رئيساً مؤقتاً، يرعى تكوين لجنة تأسيسية لوضع دستور جديد، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.
ونظراً للتجربة المريرة التى مرت بها الحركة الثورية حول موضوع «المجلس الرئاسى»، الذى قُدمت، من أجل تكوينه الافتراضى، صياغات مختلفة ودخل وخرج منه أشخاص عديدون، كان الحل الأفضل هو اختيار رئيس المحكمة الدستورية العليا، الذى لم نكن نعرف اسمه وقتها.
وقلت وقتها: لا بد أن يتولى الرئاسة، حال سقوط مرسى، رجل من داخل مؤسسات الدولة، لأن أى شخص من خارجها سيكون هناك انقسام حوله، وقد لا يتعاون معه أحد من نخب حزبية وسياسية غارقة فى أنانية مفرطة، وتغيب عنها، فى الغالب الأعم، فضيلة «إنكار الذات»، وشرحت وقتها تجربتى المريرة مع «لجنة المائة» التى سعت إلى اختيار مرشح رئاسى واحد يمثل ثورة يناير.
وقلت: كل البارزين على الساحة من خارج مؤسسات الدولة بينهم إحن ومنافسات قاسية وضغائن مخفية تارة، وظاهرة تارة، وإن رشحنا بعضهم فى هذا المجلس الرئاسى سيقول الآخرون: ولماذا لسنا نحن؟ وهكذا سندور فى حلقة مفرغة، فضلاً عن أن أحداً منا لا يملك أن يقرر للجيش من يمثله فى هذا المجلس الرئاسى، لا سيما أنه رفض هذه الفكرة، أكثر من مرة، حين كانت تطرح عقب مظاهرات حاشدة. ونبهت إلى أن ميدان التحرير طالما كان يزخر بعدة قوائم لمثل هذا المجلس، الأمر الذى يعنى أن الشباب وغيرهم من الثوار ليسوا متفقين على أسماء قاطعة، والأهم من كل هذا أن القاعدة الشعبية أبدت طيلة الوقت اعتراضاً على فكرة المجلس الرئاسى تلك، ونظرت إلى الأسماء المطروحة لتشكيله باعتبارهم مجرد أناس طامعين فى السلطة.
وراق اختيار رئيس المحكمة الدستورية العليا لأغلبنا، وكان المبرر هو أننا نختار قاضياً، أى حكم بين الجميع، وسيكون رجلاً محايداً، من خارج ساحة سياسية يملؤها الصراع والشك المتبادل، وسيلعب دوراً مهماً فى التأسيس لنظام سياسى جديد على أنقاض حكم الإخوان، الذى لم يكن يساورنا وقتها أدنى شك أنه فقد شرعيته وصلاحيته وليس بوسعه الاستمرار، مهما فعل من حيل أو اتخذ من إجراءات قسرية.
ونكمل غداً إن شاء الله تعالى.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة اختيار عدلى منصور 1  2 قصة اختيار عدلى منصور 1  2



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon