توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى معنى الحرية (1- 2)

  مصر اليوم -

فى معنى الحرية 1 2

عمار علي حسن

ما أتعس العيش بلا حرية! إذ لا يوجد إنسان سوى بإمكانه أن يستغنى عنها، ولا يوجد صاحب نفس أبية كريمة بوسعه أن يقايض عليها، ولا يوجد مجتمع سليم يرسف فى أغلال الإكراه والاستبداد والعبودية. فبالحرية يمتلك الناس زمام أمرهم فيبدعون ويضيفون إلى الحياة، وفى الحرية يمكن أن يأتى تقدم الأمم، لكن ما الحرية؟ وكيف رآها الناس، لا سيما المفكرون والفلاسفة والساسة الأحرار على مدار التاريخ البشرى المديد؟
ابتداء فقد نظر العرب الأقدمون إلى الحرية على أنها نقيض للعبودية، فى حين تعامل معها الإغريق بوصفها أساس التقسيم الاجتماعى الذى طرحوه، والذى يرى أن هناك نوعاً من البشر أرقى من الآخر.
وفى أيامنا تلك يذهب الليبراليون فى تعريفهم للحرية مذهباً مختلفاً عما يذهب إليه الماركسيون، ويختلف الجانبان، فى كثير من الأوجه، عما تذهب إليه الأديان السماوية، لكن المفكرين يتعاملون بوجه عام مع الحرية على أنها مفهوم سياسى واقتصادى وفلسفى وأخلاقى عام ومجرد، ذو مدلولات متعددة ومتشعبة، كل واحد منها يحتاج إلى مستوى معين من التحديد والتعريف، لا سيما مع تداخل قيمة الحرية مع نسيج وشبكات من القيم الأخرى.
وقد حدا تعدد وتعقد تعريفات مفهوم الحرية بالفيلسوف المغربى الشهير عبدالله العروى إلى القول عقب استعراضه لجميع نظريات الحرية: «نستخلص من هذا التحليل أن الحرية فى مفهومها تناقض وجدل، توجد حيثما غابت وتغيب حيثما وجدت».
لكن سيل التعريفات التى تناولت الحرية يندرج جميعه تحت مفهومين أساسيين لها، الأول: هو «الحرية السلبية»، التى لا تتعدى غياب القيود وانتفاء الإكراه المادى والمعنوى، والثانى: هو «الحرية الإيجابية» التى تعنى حصول الفرد على حقوقه وامتيازاته.
وبناء على ذلك، فهناك عدة سمات تميز قيمة الحرية عما عداها من قيم، أولاها: القدرة على الاختيار أو المفاضلة بين الأشياء المادية والمعنوية، وثانيتها: الخصوصية، حيث لا توجد حرية فيما يستطيع كل الناس أن يتمتعوا به، كالهواء مثلاً. أما الثالثة: فهى قدرة الإنسان على تحقيق أهدافه.
ومع هذا فداخل هذه السمات نفسها هناك خلاف حول درجة الحرية ومعناها، ففى حين يرى البعض أن الحرية، فى جوانبها الشخصية والمدنية والسلوكية، يجب أن تقوم على التحرر من القيود، يرى آخرون أن الحرية بشكلها الإيجابى هى «التحرر لـ..»، وليس «التحرر من..» أى أن وجود قيود تمنع الحرية من أن تصل إلى حد الإفلات أو تجعلها «حرية مسئولة»، لا يضر بها لكن الذى يضيرها هو التلاعب الذى يقوم به البعض باسم الحرية ليجعلوها، فقط، ما يريدون هم أن يفعلوه، دون أدنى اعتبار لحرية الآخرين.
(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى)
"الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى معنى الحرية 1 2 فى معنى الحرية 1 2



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon