توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الثلاثاء 25 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

حكاية «إيمان» مع «مجلس الجامعات»

  مصر اليوم -

حكاية «إيمان» مع «مجلس الجامعات»

عمار علي حسن

ما سمعته من الدكتورة إيمان محمد مرزوق حول ما لاقته من عنت وتجهم وتعسف إدارى بالمجلس الأعلى للجامعات أصابنى بحزن دفين، فإذا كان هذا حال مؤسسة تضم بعض الحاصلين على أرفع الدرجات العلمية فى بلدنا، فما بالنا بمن هم دونهم فى جهاز بيروقراطى مترهل وفاسد ومتكلس، لن تتقدم مصر خطوة إلى الأمام إلا بعد تطهيره ورفع كفاءته ورسم معالم مستقيمة لطريقه الطويل المتعرج الذى تسكن العتمة والعطن بعض جنباته.

والحكاية ببساطة، حتى أشرك الناس معى فى العجب والاستغراب وربما الاشمئزاز، أن صاحبة الشكوى هى فتاة مصرية مكافحة اجتهدت على طريق العلم حتى حصلت على الدكتوراه فى الطب البيطرى من «جامعة برلين الحرة»، وهى واحدة من أعرق الجامعات فى أوروبا، وحين تقدمت إلى المجلس الأعلى للجامعات فى فبراير الماضى بطلب لمعادلة شهادتها فوجئت بأن قرار المعادلة مشروط بمحاضرات تكميلية من إحدى الجامعات المصرية، رغم أن لائحة الجامعة التى منحتها الدكتوراه يبين أن الحاصلة عليها لا تحتاج إلى هذا، ورغم أنه قد سبق للمجلس أن عادل شهادات مماثلة لطلاب مصريين، عددت «إيمان» فى شكواها إلى وزير التعليم العالى الأستاذ الدكتور السيد عبدالخالق، خمساً منها بأسماء أصحابها وتاريخ المعادلة ونوع الدرجة التى حازوها.

وحين قدمت التماساً إلى المجلس بغية حل مشكلتها جاءها الرد فى البداية غريباً بأن الدارس إن كان مبعوثاً من الجامعات المصرية إلى جامعة برلين الحرة تعادل له درجة الدكتوراه مباشرة أما إذا كان قد درس على نفقته الخاصة فلا يتم هذا إلا بتشكيل لجنة، وفى هذا إخلال بتكافؤ الفرص والمساواة بين المواطنين فى الحقوق والواجبات الذى ينص عليه دستور لم يجف مداده بعد.

وتقول «إيمان» فى مذكرتها إلى وزير التعليم العالى الذى تؤكد أنه يتفهم موقفها ويشجعها ويتعاطف معها: «فوجئت أيضاً بأن أحد أعضاء اللجنة معترض على مسمى الدرجة التى حصلت عليها وهو Dr.Med.Vet والذى يعنى ببساطة درجة الدكتوراه فى العلوم الطبية البيطرية، وهذه الدرجة الأكثر شيوعاً فى أوروبا وأغلب أساتذة الطب البيطرى فى ألمانيا حاصلون عليها، وجميع الحالات المصرية الحاصلة على الدكتوراه فى هذا التخصص من الجامعة نفسها سواء على نفقة الحكومة المصرية أم على نفقتهم الخاصة مكتوب فى شهاداتهم هذا المسمى، وهى أكثر تخصصا من Ph.D».

أما فى رسالتها إلىّ فقالت: «فكرت فى أن أعرض الموضوع على أحد مؤتمن ومخلص لوطن يئن من فساد الفكر وفساد الضمير. وللأسف فدولة قائمة فوق تلال من المظالم وبراكين من الآلام كيف لها أن تستقيم أو أن تخطو خطوة إلى الأمام؟ نحن نحتاج ثورة ضمائر لا ثورة مناظر».

كان بوسع إيمان أن ترفع دعوى قضائية وتحصل على حقها غير منقوص، لكن أى مصلحة كانت للمجلس الأعلى للجامعات أن يتعامل بهذه الغلظة معها، تاركاً إياها تعانى من صلف موظفين إداريين لا يعنى العلم أغلبهم فى شىء، وهل ذنب فتاة مصرية أن تجتهد وتكافح وتحصل على هذه الدرجة العلمية الرفيعة وتعود لتنفع بلادها فتجد فى وجهها من يحاولون كسر روحها وإقعاد همتها وإطفاء جذوتها وسد الطرق أمامها لتيأس وتصمت أو ترحل وتعود من حيث أتت مغبونة قانطة؟ وهل فعلاً نحن جادون أن تكون مصر «قد الدنيا» طالما نستمرئ الظلم والفساد والتمييز والتراخى فى كل الفضائل؟

الرائع أن الدكتورة إيمان، ورغم كل ما كابدته تختتم رسالتها إلىّ بدفقة أمل، حيث تقول: «ستظلين يا نفسى مليئة بالجلد والثبات، رغم الشرور فلن ألين، ورغم الصعاب فلن أنكس رايتى ضعفاً وهواناً، وسأظل مملوءة بأمل عارم فى أن يتغير واقعنا بتغيير ما فى نفوسنا من أفكار مريضة».

هل تصدقون؟ بينما مقالى هذا فى طريقه إلى المطبعة وافق المجلس لها بالإجماع، لتقر بكفاحها قاعدة لكل من يأتى بعدها ويحصل على الدرجة العلمية نفسها ومن الجامعة ذاتها، وتقدم مثلاً رائعاً لكل صاحب حق ألا يكف عن طلبه، فما ضاع حق وراءه مطالب، وشكراً لكل عضو بالمجلس وقف إلى جانبها وتفهم حقها أخيراً.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية «إيمان» مع «مجلس الجامعات» حكاية «إيمان» مع «مجلس الجامعات»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon