توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الثلاثاء 25 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

جهاد النفس.. فريضة غائبة (1-2)

  مصر اليوم -

جهاد النفس فريضة غائبة 12

عمار علي حسن

ما ينقصنا فى زمن الدم والهلاك وتوظيف الدين فى القتل والنهب باسم الجهاد فى سبيل الله هو الانحياز إلى «الجهاد الأكبر» حسب التعبير النبوى ذائع الصيت، حيث اعتنى الرسول، عليه الصلاة والسلام، بتعليم المؤمنين كيف يجاهدون النفس، التى هى أمّارة بالسوء، وملهمة بالفجور قبل التقوى، إلا من رحم ربى. ومقاومة النفس تعنى، كما يقول القشيرى فى رسالته الشهيرة: «فطمها عن المألوفات، وحملها على خلاف هواها فى عموم الأوقات»، وهى فى نظره «رأس العبادة»، وجوهر الإسلام وسره الأعظم، مستنداً إلى إجابة بعض الشيوخ الثقات عن معنى هذا الدين بقولهم: «ذبح النفس بسيوف المخالفة».
والنفس لها معنيان، كما يشرح أبوحامد الغزالى فى «إحياء علوم الدين»؛ الأول هو جامع قوة الغضب والشهوة فى الإنسان، والثانى هو ذات الإنسان، التى توصف بأوصاف مختلفة، بحسب اختلافها فى الأحوال. فإذا سكنت تحت الأمر وذايلها الاضطراب بسبب معارضة الشهوات سُميت «النفس المطمئنة». وإذا لم يتم سكونها وصارت مدافعة للشهوة ومعارضة لها سميت «النفس اللوامة». وإن تركت الاعتراض، وأذعنت وأطاعت لمقتضى الشهوات، ودواعى الشيطان سُميت «النفس الأمّارة بالسوء».
ويحفل التراث الصوفى بعبارات أثيرة حول مجاهدة النفس منها: «الراحة هى الخلاص من أمانى النفس»، و«سجنك نفسك فإذا خرجت منها وقعت فى الراحة الأبدية»، وما يقوله ابن عطاء الله السكندرى من أن: «النفس مجبولة على سوء الأدب، والعبد مأمور بملازمة الأدب، فالنفس تجرى بطبعها فى ميدان المخالفة، والعبد يردها بجهده عن سوء المطالبة، فمن أطلق عنانها فهو شريكها معها فى فسادها». ويزيد صوفى آخر هو الجنيد على ذلك بقوله: «النفس الأمّارة بالسوء هى الداعية إلى المهالك، المعينة للأعداء».
ويتوج الأمر بحديث شريف للرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «أخوف ما أخاف على أمتى: اتباع الهوى، وطول الأمل. فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فيُنسى الآخرة»، ومسك الختام آية كريمة يقول فيها رب العزة سبحانه وتعالى: «وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِىَ الْمَأْوَى» (سورة النازعات/ الآية 40).
وتأديب النفس وضبطها يقوم على أربعة أعمدة هى التوبة والمراقبة والمحاسبة والمجاهدة. والتوبة تعنى التخلى عن سائر المعاصى والذنوب، والندم على كل ذنب سالف، والعزم على عدم العودة إليه مستقبلاً. وهى بذلك تخلق قوة الإرادة وشدة البأس والقدرة على مقاومة هوى النفس، الذى يُضعف ذات الإنسان بقطعه للصلة بينه وبين ربه، وإفساده للعلاقة مع الناس وتخريبها. والمراقبة تعنى أن يأخذ الإنسان نفسه بمراقبة الله تعالى، ويُلزمها إياها فى كل لحظة، وفى كل حركة وسكنة، حتى يتم لها اليقين بأن الله مطلع عليها، عالم بأسرارها، رقيب على أعمالها، قائم عليها، وعلى كل نفس بما كسبت، وبذلك تصبح مستغرقة بملاحظة جلال الله وكماله، شاعرة بالأنس فى ذكره، واجدة الراحة فى طاعته، راغبة فى جواره، مقبلة عليه، معرضة عمن سواه.
والمحاسبة هى إكبار للذات الإنسانية بإلزامها التقوى الدائمة التى إن قلّت زادت بعد الحساب، واللوم على التقصير، والعودة مرة أخرى لمصالحة النفس. أما المجاهدة فتعنى فى مقصدها وغاياتها الاعتدال، والقصد فى الغرائز، والسعى لخلق التوازن فى النفس البشرية.
(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى).

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جهاد النفس فريضة غائبة 12 جهاد النفس فريضة غائبة 12



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon