توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تقارير «السيسى» عن عهد «مبارك»

  مصر اليوم -

تقارير «السيسى» عن عهد «مبارك»

عمار علي حسن

هل آن الأوان لأن يصارح المشير عبدالفتاح السيسى الشعب المصرى بمضمون وفحوى التقارير التى كان يكتبها بانتظام ويقدمها إلى وزير الدفاع الأسبق المشير حسين طنطاوى عن وضع البلاد فى أواخر عهد حسنى مبارك، أو تلك التى كان يقدمها لـ«مبارك» نفسه حول ما آلت إليه الأمور؟
ربما الحسابات الانتخابية تجعل «السيسى» يتمهل، ويعذره البعض ويرون أنه لا مجال للمزايدة عليه فى هذه اللحظة، لكن من الضرورى أن يفعل الرجل هذا ولو فى وقت قريب، ربما فى أول خطاب مثلاً يلقيه على مسامع الشعب إن حسمت الانتخابات الرئاسية لصالحه، وهو الاحتمال الأرجح إلى الآن، أو حتى فى لقاء حوارى متلفز أو حتى فى كلمة أو مداخلة فى ثنايا نقاش مع المجموعات التى تذهب إليه ليلتقيها ضمن جهود حملته الانتخابية، على أن تتولى التسريبات الممنهجة بقية المهمة.
ما أعرفه ممن قابلوا «السيسى» وقت أن كان مديراً للمخابرات الحربية ضمن أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى تولى إدارة البلاد عقب تخلى «مبارك» عن الحكم أن الرجل يصف الرئيس الأسبق بأنه كان «عنيداً» و«بطيئاً»، بل «متبلداً»، وأن «السيسى» تقدم بتقرير أخير يحذر فيه من انتفاضة شعبية عارمة حال إقدام «مبارك» على توريث الحكم لابنه. لكننا نريد أن نسمع منه كلاماً آخر بعيداً عن سمات «مبارك» الشخصية وصفاته، ألا وهو الرؤية التفصيلة لأسلوب المخلوع فى الحكم، والوضع الذى آلت إليه البلاد فى عهده، على أن تشمل كل الأوضاع وتسير فى كل الاتجاهات وتغطى جميع المجالات.
ماذا كان «السيسى» يكتب عن سياسة الخصخصة ونتائجها التى انتهت بفتح باب للنقاش حول «الصكوك»، أى بيع الحجر والبشر؟ وماذا كان يكتب عن صورة الشرطة لدى الشعب وما تمارسه من تجاوزات للقانون؟ وماذا عن بنية الحزب الوطنى التنظيمية نفسه وعلاقته بالناس؟ وماذا عن الفساد الذى وصل إلى النخاع؟ وماذا وماذا؟؟ إلى النهاية.
قبل شهور كتبت مقالاً بعنوان: «أخيراً قال السيسى ثورة» حين قيّم ووصف ما جرى فى 25 يناير بهذا، وقلت إن عليه أن يؤمن بهذا القول، ومن دونه سيصعب عليه أن ينطلق إلى فعل شىء إيجابى، سواء بقى وزيراً للدفاع أم تقدم ليصير رئيساً للجمهورية، ولم أقل هذا من باب استجداء الاعتراف بما فعله الشعب المصرى العظيم، فهو كذلك رغم كل محاولات التشويه التى يقوم بها من أضيرت مصالحهم بحق، ومن يعتقدون أن أقصر الطرق إلى قلب «السيسى» هو الهجوم على الثورة ووصفها بالمؤامرة أو من وصل غضبهم من تنظيم الإخوان الفاشى إلى رفض هذه الثورة، لأنه ركبها وحركها لصالح مشروعه المتحنط الساذج، إلى أن استعاد الشعب المصرى زمام المبادرة فى 30 يونيو.
على عهدة يوسف الحسينى فى «أون تى فى» فإن «السيسى» وصف، خلال لقائه إعلاميين أمس الأول، ما جرى فى 25 يناير بأنه ثورة عظيمة، وقال إن الشعب أسقط نظام حسنى مبارك على مرحلتين، الأولى فى يناير 2011 والثانية فى يونيو 2013، لأن الإخوان، بكل صفقاتهم وتفاهماتهم وتواطؤاتهم وتصوراتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية هم الوجه الآخر لنظام «مبارك».
إذا كان الأمر كذلك.. فلماذا يترك الرجل المجال لبعض أمناء الحزب الوطنى فى بعض المحافظات يديرون حملته؟ هل تأكد أن هذه القيادات كانت صالحة ولم تكن جزءاً من النظام الذى سقط رأسه؟ أم أن هؤلاء يتمسحون فى «السيسى» ويلقون بأجسادهم أمام حملته بحثاً عن مظلة جديدة يحمون بها ما غنموه فى أيام السلب والنهب لقوت الشعب؟ وإذا كان «السيسى» يخاطب مباشرة القاعدة الشعبية التى خرجت لإسقاط «مبارك»، وهى بطل الثورة الحقيقى فى يناير ويونيو، فلمَ يترك المجال لهؤلاء الوسطاء الفاسدين؟ وإذا كان الرجل يثق فى الفوز لشعبيته الطاغية عند عموم الناس، كما يقول أنصاره، فلمَ يحتاج إلى جهد من يكرههم الشعب؟ هل هو الحياء؟ أم التباطؤ؟ أم المعلومات الخاطئة عما يجرى على الأرض، وتزكم أخباره كل الأنوف؟ وهل هؤلاء يعرفون ما كان يكتبه «السيسى» من تقارير عن زمنهم الغارق فى الاستبداد والفساد، ويتصرفون على أن كل شىء سيختفى ويطمره النسيان؟
لو قالها «السيسى» سيُخرس ألسنة إعلاميين لعبوا برؤوس الناس حتى أصبح شعارهم بعد ثورتين أو ثورة بموجتين: «رضينا من الغنمية بالإياب»، أو على حد القول الشهير الذى أنقذ «مبارك» ذات يوم فى إثيوبيا: «لف وارجع تانى».. تكلم يا سيسى، ولا تسكت على الحق، فأنت، كما يقال من التقوك رجل متدين، وتعرف أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، والمصريون يبحثون الآن عن رجل صالح، تكلم ففى البدء كان الكلمة..

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقارير «السيسى» عن عهد «مبارك» تقارير «السيسى» عن عهد «مبارك»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon