توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تجديد علوم الدين (1 - 4)

  مصر اليوم -

تجديد علوم الدين 1  4

بقلم عمار علي حسن

يبدو الدين عند معظم الناس عقيدة Faith قد تتواتر أو تُهمل، ولكن عند قليل من الناس ظاهرة يمكن أن تدرّس تاريخياً أو فلسفياً أو نفسياً أو اجتماعياً، لكن الوصول إلى هذه المرحلة لم يأت بغتة وبلا عناء أو عنت، إنما مر بمراحل متدرجة، وبعد أن دفع الغربيون أثماناً باهظة.

فبعد زمن من هيمنة الدين على العلم فى القرون الوسطى بأوروبا، أخذ العلم مع القرن التاسع عشر يتجاهل الدين، ويعد نفسه قائماً أكثر فأكثر على التجربة الموضوعية وحدها، وليس له موضوع آخر سوى كشف العلاقات المستمدة من الظواهر، معتبراً أن الدين مسألة مؤسسة على مسار آخر، ويسعى إلى أهداف مختلفة، ولذا فعلى العالم حين يدخل معمله أن يترك معتقداته الدينية على الباب ويستردها وهو خارج. وبذا لم يعد العلم والدين مظهرين متماثلين لموضوع واحد وهو العقل، مثلما كان قائماً فى الفلسفة الإغريقية، ولم يعدا حقيقتين يمكن التوفيق بينهما مثلما الحال عند المدرسيين، ولم يعد العقل ضامناً مشتركاً لهما كما هو الحال عند العقليين المحدثين، فكلاهما مطلق على طريقته، وكلاهما متميز عن الآخر من كل وجه.. وإلى هذا الاستقلال المتبادل يرجع الفضل فى إمكان وجودهما معاً فى ضمير واحد، بحيث يقومان جنباً إلى جنب كأنهما ذرتان ماديتان صامدتان ومتجاورتان فى المكان، وقد تفاهما، ضمناً أو صراحة، على أن يتفادى أحدهما بحث مبادئ الآخر، لقد كان شعار العصر الاحترام المتبادل للأوضاع المكتسبة، مما أفضى إلى أمن وحرية كل منهما.

وهذا التباين وقف عند النظر إلى «الدين» كمعتقد و«العلم» كتجريب، لكن بالانتقال إلى مجال «التدين» أو «التجربة الدينية» أصبح بمكنة مختلف العلوم أن تدرسها، ومن شتى الزوايا، بغية تفسيرها أو تقويمها، أو الاثنين معاً.

ومثل هذه الدراسة تساهم، من دون شك، فى إطلاق التنوير الدينى، لأنها تكشف ما يرتبط بالدين من معارف وقيم واتجاهات، وتبين تفاعلات النصوص الدينية مع الواقع المتغير، والثقافات المختلفة، والتقاليد والأعراف المتنوعة، والمصالح والمنافع البشرية التى لا تكف عن طلب المزيد من القوة فى كل زمان ومكان، كما أنها تحدد حجم «الإلهى» و«البشرى» فى الممارسة الدينية، فتنزع القداسة عن الثانى وتمنحها للأول فقط، دون أن يكون من حق أى طرف من البشر، فرداً كان أو مؤسسة، تنظيماً أو جماعة، أن يحتكر الحديث باسم هذا المقدس، أو يدعى أنه يقف على أسراره وحده، أو يستغله فى تحصيل مكانة اجتماعية أو حيازة ثروة أو بلوغ سلطة سياسية.

وهناك علوم عدة لا بد من إدخالها فى الدراسات الإسلامية، أو «علوم الإسلام»، على مستويين؛ الأول هو وجود هذه الحقول المعرفية ضمن المناهج التى تدرّس فى المعاهد والمدارس والكليات الدينية، وثانيها رؤية المساقات التى تدرّس حالياً من فقه وتفسير وعلم حديث وعلم كلام وعقائد.. إلخ من خلال هذه الحقول، التى يقاوم الكثيرون من واضعى العلوم الدينية وشارحيها إدخالها ضمن المناهج التى يَدرسُونها ويُدرسُونها.

(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجديد علوم الدين 1  4 تجديد علوم الدين 1  4



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon