توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تاريخ المرتزقة (5-6)

  مصر اليوم -

تاريخ المرتزقة 56

عمار علي حسن


ولم يعد تجنيد المرتزقة مقصوراً على الدول أو القادة العسكريين الرسميين، بل بدأ الأمر يسند إلى شركات خاصة منذ منتصف سبعينات القرن المنصرم. ففى عام 1975 أسس ضابط بريطانى مطرود من الخدمة العسكرية يدعى جون بانكس شركة لتصدير المرتزقة تحت لافتة «المنظمة الدولية لخدمات الأمن» لكن الظروف لم تسمح باستمرار هذه الشركة على قيد الحياة، لكنها سمحت باستمرار شركة مماثلة تم تأسيسها فى الوقت ذاته على يد المرتزق العالمى بوب دينار تحت اسم «شركة ما وراء البحار للأمن والحماية». وسار كثيرون على الدرب الذى سلكه «دينار» حتى وصل عدد هذه الشركات فى العالم أجمع حالياً لمائة شركة، منتشرة فى أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، منها خمس وثلاثون شركة فى الولايات المتحدة بمفردها، على رأسها شركة «بلاك ووتر» التى تمكنت من تجنيد ما بين خمسة عشر وعشرين ألف مرتزق للقتال إلى جانب القوات الأمريكية فى العراق.

وقد أسس إريك برينس، الذى ينتمى إلى التيار المسيحى اليمينى المتطرف فى الولايات المتحدة، هذه الشركة، التى ولدت فكرتها فى رأسه بين عامى 1995 و1996 حين كان يتدرب فى أحد معسكرات البحرية الأمريكية، بينما كانت القوات المسلحة الأمريكية تفتح الباب على مصراعيه أمام القطاع الخاص للمساهمة فى أعمال مساندة للجيش.

لكن شركة بلاك ووتر التى تعنى «المياه السوداء» نسبة إلى المستنقعات المظلمة التى أنشئت فى قلبها، لم تطفُ على السطح سوى عام 2002 تحت اسم «شركة بلاك ووتر للاستشارات الأمنية» مستفيدة من الأجواء التى أعقبت حادث الحادى عشر من سبتمبر، وإلى درجة حدت بأحد مسئوليها المتنفذين لأن يقول: «لقد ساعد بن لادن على تحويل شركتنا إلى الهيئة التى هى عليها حالياً».

وتفتخر بعض قيادات بلاك ووتر بعضويتهم فى أخوية «فرسان مطالة العسكرية»، وهم مرتزقة مسيحيون متطرفون كونوا جماعتهم فى القرن الحادى عشر الميلادى إبان الحروب الصليبية، للدفاع عن الأراضى التى استولى عليها الفرنجة آنذاك من العرب والمسلمين.

وراحت بلاك ووتر تستقطب المرتزقة من كل حدب وصوب، وفى صدارتهم مجموعة من رجال الكوماندوز السابقين فى الجيش التشيلى، ثم أخذ نشاطها دفعة قوية بحصولها عام 2003 على عقد لحماية بول بريمر الحاكم الأمريكى للعراق آنذاك، أتاح لها أن تدفع ستمائة دولار يومياً لأى جندى يتعاقد معها، بينما كانت تحصل هى من مموليها على نحو ألف وخمسمائة دولار عن كل جندى. ولم تكتف هذه الشركة بحماية المسئولين الأمريكيين فى العراق، بل شاركت فى بعض المعارك، وأهمها معركة الفلوجة التى وقعت فى نوفمبر من عام 2004 وارتكبت مجازر بشعة ضد المدنيين الأبرياء، حيث استخدم المرتزقة أسلحة وذخائر محرمة دولياً.

وقد تزامل المرتزقة مع العسكريين الأمريكيين النظاميين فى العمل على متن السفن الحربية الأمريكية فى الخليج العربى أثناء حرب احتلال العراق. وكان هؤلاء ينتمون إلى أربع شركات عسكرية خاصة لديها خبرة فى تشغيل بعض أنظمة التسليح الأكثر تعقيداً فى العالم. وساهمت هذه الشركات فى تشغيل وصيانة الطائرات بدون طيار من طرازى «بريداتور» و«جلوبال هوك»، علاوة على القاذفات من طراز «بى-2»، التى بوسعها الاختفاء عن شاشات الرادار. ويحل المرتزقة محل الجنود الأمريكيين المقاتلين فى كل شىء من الدعم اللوجيستى إلى التدريب الميدانى والاستشارة العسكرية فى الداخل والخارج.‏

أما أول من أسس شركة مرتزقة أجنبية فى العراق، فهو الفرنسى فيليب لافون، الذى أدى خدمته العسكرية جندياً بالبحرية الفرنسية، ثم عمل مرتزقاً فى كوت ديفوار وزائير وجزر القمر وكوسوفا. وأقدم لافون على هذه الخطوة استجابة لطلبات كثيرة وملحة لتوفير مرتزقة للخدمة على أرض الرافدين. وقد استأجر بناية فخمة فى بغداد واتخذها مقراً لشركته، ثم راح يجلب مقاتلين مأجورين من هنا وهناك.

(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى)

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تاريخ المرتزقة 56 تاريخ المرتزقة 56



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon