توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العوام يختطفون السياسة (2-2)

  مصر اليوم -

العوام يختطفون السياسة 22

عمار علي حسن

.. وقد يقول البعض إن هذا حق للعوام كفلته نصوص الدساتير، وهذا صحيح، فإذا كنا ننشد الديمقراطية فإننا يجب أن نؤمن بأحقية أى مواطن فى أن يتحرك سياسياً، من داخل المؤسسات وخارجها، ليصل إلى أبعد منصب. ويزيد هؤلاء بأن فى الدول الغربية، يتقدم بعض من ليسوا من المتبحرين فى السياسة، معرفة وممارسة، إلى النواصى، ويستشهدون على ذلك بأن الرئيس الأمريكى جورج بوش، كان فى نظر الصحافة الأمريكية قبل 11 سبتمبر بدقيقة واحدة «رئيساً بالصدفة»، وأنه حين سئل أثناء مناظرة الرئاسة الأولى عن «طالبان» قال إنها فرقة موسيقى إسبانية.
لكن من يطرح هذا الرأى ينسى أو يتناسى الفارق الجوهرى بين «عوام المقدمة» فى الغرب ونظرائهم فى بلادنا. فهناك لا ينفرد الرئيس أو الوزير بصناعة القرار واتخاذه، بل يتوجب عليه أن يراجع مؤسسات وسيطة، استشارية أو مساعدة، تضم بالطبع «النخبة» المنتقاة من الخبراء والمبرزين فى الجهاز البيروقراطى، ويتغير هؤلاء الخبراء، الرسميين وغير الرسميين، حسب طبيعة المسألة المراد البت فيها، أو اتخاذ قرار بشأنها، ثم تأتى بعد ذلك المؤسسات التشريعية لتدلى بدلوها، فى نقاش حقيقى، بحيث يصبح القرار فى خاتمة المطاف حصيلة لرأى النخبة، لا سيما إن أضفنا المؤسسات الرقابية التى يراعيها القادة السياسيون فى تصرفاتهم وقراراتهم، الداخلية والخارجية، على حد سواء.
وما سبق لا يعنى المناداة بإغلاق الباب أمام العوام فى صناعة السياسة، فمثل هذا التوجه سينتج على الفور نظماً فاشية، إنما المقصود هو أن ينتهى دور الجمهور عند اختيار من يمثلونه فى البرلمان، ومن يقودون الدولة، عبر صناديق الانتخاب، فإن أخلت النخبة الحاكمة بشروط العقد الاجتماعى المبرم بين الناس والسلطة، كان للجمهور أن يطيح بهذه النخبة، ويأتى بنخبة بديلة، لا أن يصعد هو إلى سدة السلطة ويدير دفة الأمر.
إن كثيراً من المفكرين والكتاب يخافون من الجهر باعتقادهم الراسخ فى أن «التاريخ تصنعه النخب» خوفاً من اتهامهم بالفاشية أو النازية، مثلما اتهم الغربيون جوستاف لوبون بعد طباعة كتابه الأثير «سيكولوجية الجماهير»، لكن هذه المخاوف لا تغير من الحقيقة شيئاً. فعلى مستوى الواقع لا تصعد الجماهير إلى واجهة الأحداث إلا فى فترات قليلة متقطعة، ثم تعود إلى أماكنها بعد أن تكون قد أدت الدور الذى حددته لها النخب، ليبقى الفارق بين الدكتاتورية والديمقراطية هى أن الأولى عبارة عن نخبة منبتة الصلة بالجماهير، حتى إن أظهرت عكس ذلك من خلال خطاب مزيف حول الانحياز للبسطاء أو محدودى الدخل أو المساواة بين المواطنين فى الحقوق والواجبات، أما الثانية فعبارة عن نخبة تعى مصالح الجماهير، وتسعى إلى تحقيق آمالها وتلبية احتياجاتها، لأن مستقبل هذه النخبة معلق فى أعناق العوام، أو بمعنى أدق فى أصواتهم الانتخابية، حين تحين ساعات الحسم السلمى بواسطة الاقتراعات السرية، وما أكثرها.
اليوم، وبعد طول تغييب، استيقظت النخب العربية البديلة، قبل أن تنطلق ثورات وانتفاضات، فنشأت فى مصر «الحركة من أجل التغيير» التى رفعت شعار «لا للتجديد ولا للتوريث»، وفى سوريا خرج الحقوقيون من القمقم، وطالبوا بالتغيير، دون أن يخافوا من غياهب السجون. وجرت انتخابات محلية بالسعودية فتعبد، إلى حد ما، الطريق أمام نخب غير تلك المرتبطة بالسياسة الرسمية، ومع تكرار الانتخابات الأكثر نزاهة فى تاريخ العرب، برلمانية ورئاسية، ستعزز، مع توالى التجربة ومرور الأيام، درب التعددية السياسية. وهذه الحركة المستمرة النشطة تقود إلى إحياء النخب البديلة، التى تنادى بالديمقراطية طريقاً للحكم، ومن ثم تستعيد السياسة المخطوفة من العوام.
"الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العوام يختطفون السياسة 22 العوام يختطفون السياسة 22



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon