توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرومانسية السياسية (1 - 3)

  مصر اليوم -

الرومانسية السياسية 1  3

عمار علي حسن

عمار علي حسنالرومانسية السياسية (1 - 3)الأحد 29-11-2015 | PM 10:25

1
قاد البحث عن المثل العليا إلى تبنِّى نوع من «الرومانسية السياسية»، وهى نوع من التفكير والتدبير السياسى يستلزم خيالاً خصباً، بقدر احتياجه إلى عاطفة جياشة نبيلة. ولا يقتصر وجود هذا التفكير على اتجاه سياسى أو أيديولوجيا واحدة، ففى إيطاليا كان الرومانسيون فى أغلب الأحيان من الليبراليين، فى حين أن الرومانسية ارتبطت فى ألمانيا، بوجه عام، بالتيار المحافظ، بينما سلك الرومانسيون الإنجليز سبلاً متناقضة، فهناك من دافع عن الموروث، ويوجد من كان يحرض على الحرب فى سبيل الدفاع عما يراها الحداثة والتنوير والاستقلال.

والرومانسية السياسية، فضلاً عن تجليها الأكبر فى «المدينة الفاضلة»، تتصف بعدة سمات، الأولى: المعنى المسرحى الذى يقوم على البطولة والتضحية والعظمة والدم المسفوح المرتبط بالثورات الرامية إلى إنهاء بؤس الأوضاع القائمة. والثانية: الشفقة على البسطاء والانشغال بهمومهم الاجتماعية والنفسية، ولذا تتجلى المطالبة الدائمة بعدالة توزيع الثروات، وتطبيب العوز، ومقاومة الفقر، والشفقة على الشعوب المغلوبة والانحياز إليها إن كانت تكافح فى سبيل التحرر من الاستعمار أو تقاوم الطغيان أو تواجه كوارث كبرى. والثالثة: وجود تصور عاطفى للسياسة بما يجعل النظرة إليها تختلف عن تلك التى تتعامل معها على أنها «فن الممكن» لتصبح دعوة إلى التمسك بالمثل العليا، وتهتم بالخطاب المفعم بالبلاغة، لأنها تؤمن بقوة الكلمة. والرابعة: هى النظرة الكلية للأمور، بما يؤدى إلى عدم الاكتفاء بجدولة المشكلات إنما طرحها بكل ضخامتها، ومدها عبر أرجاء الكون والتاريخ.

ولعل إريك فروم كان أيضاً يبحث عن المثل العليا حين كان ينشد «المجتمع السليم»، فى كتاب يحمل هذا العنوان، ناقش فيه مشكلة الإنسان الحديث، الذى يعانى فى مجتمع يضع كل همه فى الإنتاج الاقتصادى، ولا يعبأ بتنمية العلاقات الإنسانية الصحيحة بين أفراده، ولذا يسقط فى خلل نفسى وعقلى فى ظل غياب الاستجابة للحاجة إلى الاتصال والترابط الحميم والتفرد والتعقل، ومع الخضوع لتحكم التقنية والتنظيم اللذين جعلا الإنسان عبداً لهما.

ويبنى «فروم» حُجته هنا على فشل النظامين الرأسمالى والاشتراكى فى رد المجتمع إلى صوابه، والفرد إلى طمأنينته، ثم يبشرنا بأن حل الأزمة الإنسانية التى نعيشها تكمن فى «اشتراكية اجتماعية» جديدة تكفل للمجتمع سلامة العقل، وتحمى الفرد من أن يكون مطيّة لتحقيق أغراض غيره من الناس، وتدفعه ليكون منتجاً ومسئولاً، عبر الانشغال بالجوانب الإنسانية، وإخضاع النواحى الاقتصادية والسياسية والثقافية لغاية واحدة وهى «تنمية الإنسان».

ويقول «فروم»: «إننا فى الوقت الحاضر نقدس أوثاناً كثيرة ونعبدها، ولو آمنا بالله لحطمنا هذه الأصنام. فنحن نؤله الدولة، ونؤله فى الدول الديكتاتورية القوة، ونؤله الآلة، ونؤله فكرة النجاح فى الحياة. وفى سبيل ذلك ينفصل نشاطنا عن احتياجات نفوسنا، ونضعف فى الإنسان صفاته الروحانية، ومهما يكن من أمر، فواجب الإنسان الحر أن يستنكر عبادة هذه الأوثان، سواء كان من المؤمنين بوحدانية الله أو من دعاة دين جديد، وواجبنا أن نهتم بالجوهر دون العرض، وباللباب دون القشور، وبالخبرة دون اللفظ، وبالإنسان دون النظم، وبهذا الإجماع على استنكار عبادة الأوثان الجديدة تتألف القلوب حول عقيدة مشتركة أساسها المحبة والتواضع، والإيمان بالعالمية، والتعاليم الإنسانية فى الديانات العظمى فى الشرق والغرب، والنظر إلى الأمور بعين العقل، والاهتمام بالحياة نفسها لا بالمعتقدات والمذاهب. وبهذا الاتجاه الجديد تنشأ طقوس جديدة، وتعبيرات فنية جديدة، تؤدى إلى احترام الحياة، وتماسك الناس».

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرومانسية السياسية 1  3 الرومانسية السياسية 1  3



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon