توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاستراتيجية وأهميتها (2-2)

  مصر اليوم -

الاستراتيجية وأهميتها 22

عمار علي حسن

ومما لا شك فيه أن التصنيفات أو التوزيعات التى فرضها تعقد مجالات الحياة ودروبها، والتى تم تناولها فى مقال الأمس، لا يمنع من أن الاستراتيجيات واحدة فى جوهرها وأساليبها ونهج التفكير المرتبط بها.
يجب أن تتوافر فى كل ما يتصف بالاستراتيجى الارتباط بمعايير معينة مثل: وجود تهديدات أو منافسة، واتخاذ القرارات بواسطة أعلى مستوى قيادى، وشمول جميع الأهداف الرئيسية أو الغايات الأساسية لواضعى الخطة، ثم وضع تكليفات محددة بالمهام المطلوبة. وفى ضوء هذا يتسم القرار الاستراتيجى بالثبات النسبى طويل الأجل، وبضخامة الاستثمارات أو الاعتمادات المالية اللازمة لتنفيذه وبمكانة القائمين على اتخاذه، إذ يجب أن ينتموا إلى الإدارات العليا، وكذلك بضخامة عدد من ينفذون القرار فى تفصيلاته العديدة والمعقدة.
وفى كتابه المهم «الاستراتيجية ومحترفو الأمن القومى: التفكير الاستراتيجى وصياغة الاستراتيجية فى القرن الحادى والعشرين»، الصادر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، 2011، يؤكد لنا هارى آر. ياجر أن الخطط والاستراتيجيات، هما أعلى درجة فى التفكير والتدبير والترتيب ونطاق التأثير والأفق الزمنى من «السياسة» وإن كانا مثلها يتعلقان بـ«فن الممكن» أو «فن إدارة الخلاف والاختلاف»، والثلاثة متداخلون، ويتشاركون فى منظومة الغايات والطرائق، واستخدام الفكر الاستراتيجى بدرجات متفاوتة. وتبقى الاستراتيجية هى عملية فكرية منضبطة ذات مخرجات وغايات ووسائل محددة بوضوح، وهى تخدم الهدف السياسى الوطنى، وتخدم السياسة فى إطار التقلبات والتعقيدات والهواجس والغموض، ويصبح «التفكير الاستراتيجى هو القدرة على تطبيق الاستراتيجية فى الواقع، ثم صياغة ما يخدم بنجاح مصالح الدولة، من دون تحمل مخاطر يمكن تفاديها، ولذا فهو يتضمن جانبى الفن والعلم معاً.
ونظراً لأن التفكير الاستراتيجى يتطلب كلاً من التفكير النقدى والتفكير الإبداعى، إلى جانب التفكير فى التأثير المتبادل بين المنظومات والتفكير فى الزمن والتفكير الأخلاقى، فإن للخيال دوره المهم فى صياغة الاستراتيجيات، من زاوية المساهمة فى زيادة الفهم، وتوسيع التفسيرات المنطقية الممكنة، ووضع الخيارات البديلة، وتحديد الفرص المحتملة. وكل هذا يصب فى إطار «صياغة الثالوث الاستراتيجى المتمثل فى الأهداف والأفكار والموارد»، وكل منها يحتاج إلى خيال.
وهذا الاحتياج يعود إلى أن الاستراتيجية تتسم بأنها «استباقية توقعية»، وإن لم تكن «تنبؤية»، وهذا الاستباق يرمى إلى رعاية المصالح الوطنية وحمايتها مما يخبئه المستقبل، ولذا يجب ألا يقوم على التقديرات الجزافية أو الخيالات الأسطورية، إنما دراسة الاحتمالات والسيناريوهات، ووضع الافتراضات والمنطلقات، والتى تكون بدورها مشروطة بما يجرى على الأرض، وبالإمكانات المتاحة. وهذا معناه أن الخيال الذى يتم توظيفه فى إنتاج الاستراتيجيات هو خيال منطقى خلاق، يبدو ضرورياً حتى يمكننا توقع ما يأتى، واستباق الأخطار والعمل على تفاديها، أو تحقيق المكاسب وتعزيزها.
وحتى تكون الاستراتيجية محكمة وفعالة وتمتلك قدرة على التنبؤ يجب أن تعى دروس التاريخ جيداً، وتستفيد فى الوقت ذاته من عطاء مختلف العلوم الإنسانية، بل إننا قد نجد استراتيجيات موزعة على علوم بعينها، وهذا ما جعل مهارات وضع الخطط والاستراتيجيات تتقدم بشكل مذهل فى السنوات الأخيرة، مما يفرض علينا، نحن العرب، أن نهتم بهذا النوع من التفكير بعد إهمال وغياب طويل.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستراتيجية وأهميتها 22 الاستراتيجية وأهميتها 22



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon