توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الثلاثاء 25 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

أصناف الكتّاب (1 ـ3)

  مصر اليوم -

أصناف الكتّاب 1 ـ3

عمار علي حسن

لا يولد أى كاتب أو باحث مكتملاً، إنما كعادة الأشياء تولد صغيرة وتكبر مع الزمن، اللهم إلا الحزن، فهو الشىء الوحيد الذى يولد كبيراً، ثم يصغر مع مرور الأيام.
وهناك من يكتب عملاً وحيداً فى حياته، رواية أو كتاباً، ثم يخرج من الساحة، زهداً أو اكتفاء أو إفلاساً. وبعض هذه الأعمال يكون مبهراً، ويبدو صاحبه كذكر النحل الذى استنفد كل جهده حتى يصل إلى الملكة، فيلقحها ثم يلقى حتفه. وبعضها يكون مؤشراً على موهبة تولد أو زهرة تتفتح فى عالم الإبداع الفنى أو الأدبى، لكن هذه الموهبة لم تجد من يرعاها فذبلت، أو أن صاحبها لم يتسم بالدأب، ويمتلئ بالإصرار، ويحتشد بالرغبة العارمة فى التحقق، فيمضى فى طريقه إلى الأمام، مراكما الكلمة على أختها، والسطر على أخيه، فتتوالى الصفحات، وتكتمل الكتب.

وأتيح لى أن أنصت إلى تجربة واحد من الموهوبين الكسالى، فذات يوم كنت قد كتبت قصة قصيرة عنوانها: «تجلى يا ملامح محمد» فازت فى مسابقة «القصة والحرب» وأخرجتها على مكتبى فى «وكالة أنباء الشرق الأوسط» التى بدأت فيها عملى الصحفى، فأخذها منى رئيسى المباشر وقتها الأستاذ محمود عبدالعظيم، وقال لى: أريد أن أقرأها. واختلى بنفسه وقرأها بإمعان، وراح يدون ملاحظات على حواشيها، ثم نادانى، ودخل بى فى نقد عميق للقصة أذهلنى، وأنا الذى لم أعرف عنه سوى أنه محرر أخبار صحفية، وعرفت منه ومن مجايليه أن الناقد العظيم الدكتور محمد مندور كان قد قال له: «أنت خليفتى»، وسألته عن تفريطه فى هذه المكانة وتلك النبوءة، فحكى لى عن مشاغل الحياة التى خطفته من عالم النقد الأدبى، وعن الكسل الذى استسلم له، فانتهى إلى ما انتهى إليه.

ومشاغل الحياة تأتى على الكثير من المواهب النسائية فى مجتمعاتنا. وقد قابلت فى أول عهدى بالمنتديات الأدبية كثيراً من الفتيات، اللاتى كن واعدات بطريقة لافتة، وأخرج بعضهن للنور قصصاً أو رواية، ثم اختفين فى تعاريج الحياة، بعد أن طغت المسئولية الاجتماعية، عقب الزواج والإنجاب، على ما عداها، فابتلعت الوقت والجهد، وربما طمرت بعض الخيال.

ويوجد من يظل طيلة حياته قارئاً ومتأملاً، ثم يجلس ليكتب خلاصة ما انتهى إليه فى عمل وحيد، لكنه قوى وناضج ومؤثر. والمثال الواضح على هذا هو صبحى وحيدة، الذى كان يعمل فى اتحاد الصناعات المصرية، وأصدر كتاب «فى أصول المسألة المصرية» عام 1950، وهو كتاب لا يزال يلقى تقريظاً وترحيباً وتعاد قراءته جيلاً إثر جيل، أو على حد وصف صبرى أبوالمجد فى تقديم إحدى طباعته: «أرى هذا الكتاب من الكتب التى لا تبلى جدتها.. واعتبر كاتبه واحداً من أبناء هذا الشعب قال كلمة ارتآها حقا، وكانت فى الواقع صادرة عن نفس قوية، وعن قلم جاد ليس له هدف شخصى».

وهناك من يأتيه إلهام فيكتب عملاً عميقاً وبديعاً، ويستمر فى الكتابة، لكن أعماله الأخرى لا تلقى اهتماماً يكافئ الاهتمام بعمله الأول، حتى لو كانت أفضل منه، وكأن الناس قد وضعوا كل طاقتهم الإدراكية لإبداعه حيال كتاب واحد، وأن ما جاء بعده مجرد توابع تتراجع قوتها حتى تتلاشى. والمثل الصارخ على هذا الأديب السودانى الكبير الطيب صالح، إذ إن أياً من رواياته وقصصه لم تحظ بما ناله عمله الأول «موسم الهجرة إلى الشمال» فى حديث النقاد والقراء عن روعة العمل الأول على مستوى المبنى والمعنى والجمال. وعانى يحيى حقى من هذه الصورة السلبية، لكن بدرجة أقل من الطيب صالح، إذ ظل الناس ينظرون إليه رغم تراكم أعماله الروائية والقصصية باعتباره الأديب الذى ألف «قنديل أم هاشم» وكانوا يلقبونه بـ«صاحب القنديل» إلى درجة أنه قد نسب إليه القول «كرهت هذه الرواية»، وانطبق الأمر ذاته على سهيل إدريس حول روايته «الحى اللاتينى».
(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى)

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصناف الكتّاب 1 ـ3 أصناف الكتّاب 1 ـ3



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon