توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«تجربتى بين ثورتين»

  مصر اليوم -

«تجربتى بين ثورتين»

عمار علي حسن


هذا عنوان الكتاب الأخير للخبير الاقتصادى الكبير والناشط السياسى الدكتور عبدالخالق فاروق، الذى يسجل فيه بالوثائق ما عاشه وشارك فى صناعته وشاهده من وقائع وأحداث سبقت ثورة يناير ولحقت بها واستمرت حتى صعود الإخوان إلى الحكم ثم إسقاطهم.

مؤلف الكتاب كان عضواً بـ«حركة كفاية» و«الجمعية الوطنية للتغيير» اللتين حملتا عبء النضال ضد نظام مبارك حتى اندلعت الثورة، وواصل نضاله فى صفوف «التيار الشعبى» ضد جماعة الإخوان، ولا يزال مؤمناً، بعد كل ما جرى، بأن ثورة يناير ستنتصر مهما أُلقى أمامها من عثرات.

يبدأ الكتاب بإشارة إلى ما تلاقيه الثورة الآن من عنت، فيقول: «تعرضت ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011 خلال السنوات الأربع الماضية إلى حجم هائل من التشويش والتشويه، والمتاجرة بها من جانب أطراف متعددة، بعضها كان خصماً سياسياً واجتماعياً للثورة ومضامينها»، ثم يُعدد من هؤلاء رجال المال والأعمال الذين أثروا ثراء فاحشاً فى عهد مبارك ونجله، والأجهزة الأمنية التى توحشت على مدار ثلاثين عاماً ويربو عدد المنتمين إليها على 800 ألف فرد بخلاف الأمن المركزى، وشخصيات حزبية كانت مرتبطة بنظام مبارك، وتنظيم الإخوان الذى كان أول من خان الثورة وتآمر عليها، والسلفيين الذين سعوا إلى تعزيز نفوذهم السياسى على حساب مطالب ثورة مدنية طالبت بالحرية والعدل الاجتماعى والكرامة الإنسانية، والمجلس العسكرى الذى اعتقد وهماً أن فى الثورة هلاكاً للدولة فالتف عليها، وقلة قليلة وضئيلة من الشباب المرتبطين بأموال الغرب ومشروعه، وأخيراً الغرب نفسه الذى لم يشأ لمصر أن تستقل وتنجو من التبعية له.

الكتاب نتاج خبرة أو تجربة صاحبه التى خاضها بين كثيرين وأراد تسجيلها فى وجه كل من يشوهون الثورة، ويريدون للشعب أن يفقد الثقة فى قدرته على التغيير، وهنا يقول: «أنا هنا أعرض ما لدىّ على الناس، دون أن أبخس حقوق الآخرين الذين نافسوا بشرف ضد سلطة الفساد والاستبداد، وهم للحقيقة كثر، يستحقون التحية والإجلال، وأطالب كل من لديه وثيقة أو قرينة أو معلومة حول هذه الثورة العظيمة أن ينشرها ويقدمها للناس علناً، بهذا نكون قد قدمنا للشهداء بعضاً من حقوقهم».

ينقسم الكتاب، الصادر عن مكتبة جزيرة الورد، إلى ستة فصول، الأول شمل كتابات مؤلفه التى ساهمت فى التمهيد للثورة، والثانى عنوانه: كيف فكرنا فى ثورة يناير؟ وكيف قدّرنا الموقف؟ ويتناول خطة ومحاور عمل الجمعية الوطنية من أجل التغيير، ودراسة وُضعت وقتها عن السيناريوهات المحتملة للوضع السياسى والاجتماعى وكيف نواجهها؟ ثم أخرى عن مستقبل الجمعية الوطنية. والفصل الثالث عن مقدمات الثورة، ويشمل بيانات كُتبت وقتها، منها ذلك الذى كان عنوانه «نداء إلى الشعب المصرى: لم يعد الصمت ممكناً»، وآخر بعنوان: «الحركة الشعبية من أجل التغيير: فلننهض بواجباتنا الوطنية». ويتطرق الفصل الرابع إلى ارتباك المشهد بعد إزاحة مبارك وتمهيد الطريق لحكم الإخوان، ويعرض نتاج حلقة نقاشية دارت وقتها حول الوضع السياسى ومستقبل الثورة المصرية. والخامس عن اللقاء الذى عقدته بعض الشخصيات المدنية مع مرسى قبل إعلانه رسمياً رئيساً لمصر، ليلتحم بهذا الفصل السادس مجيباً عن سؤال مهم هو: كيف فكرنا فى مواجهة سلطة الإخوان قبل ثورة 30 يونيو 2013؟ وهنا يقدم تقدير «مركز النيل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية» الذى كان يرأسه المؤلف وقتها، للموقف فى ظل حكم الإخوان، ثم تقدير «التيار الشعبى» الذى يقوده المرشح الرئاسى الأستاذ حمدين صباحى، والخطوط العريضة لبناء استراتيجية فعالة لتطوير عمل هذا التيار بعد 30 يونيو.

وينتهى الكتاب بملاحق وبيانات ووثائق، منها: محضر اجتماع لجنة مستقبل مصر، مشروع مدونة سلوك الجمعية الوطنية للتغيير، وبيان «التغيير بالناس وللناس» و«وجهة نظر شعبية حول التغيير» و«لا للاستقواء بالخارج» و«هذه الثورة الظالم أهلها».

بهذا يحقق الكتاب الهدف الذى سعى إليه د. عبدالخالق فاروق، وهو توثيق جانب من الثورة وكشف بعض خباياها، والذى عبّر عنه بقوله: «بعد أن هدأ غبار حوافر الجياد المتصارعة، فتحت أوراقى التى يعلمها البعض، ويجهلها البعض الآخر، لأنشر بعض الحقائق وبعض الأدوار الخفية، علها تكون مادة صالحة للمؤرخين الصادقين».

حقاً، ففى الكتاب بعض ما يرد على كل ما يشيعه المغرضون عن ثورة يناير من ذيول نظام المخلوع، وكتبة الأمن، ومن استفادوا بغير حق ولا حلال من نظام مبارك، ويرد فى الوقت نفسه على أكاذيب الإخوان الذين خططوا لسرقة الثورة فنالوا جزاءهم، كما سينال جزاءه كل من يدبر بليل للالتفاف على إرادة الشعب المصرى.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تجربتى بين ثورتين» «تجربتى بين ثورتين»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon