توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«السيدة كاف» (2 - 2)

  مصر اليوم -

«السيدة كاف» 2  2

عمار علي حسن


ويعتمد الكاتب عاطف عبيد فى مجموعته القصصية «السيدة كاف» على طريقة الحذف والإزاحة، إذ إن المسكوت عنه أو الفراغات فى قصصه شاسعة، وعلى القارئ أن يملأها من عنده، إذ يطرح ومضة واحدة فى حياة كل شخصية من شخصياتها، تاركاً للخيال طريقاً وسيعاً لاستكناه الكثير مما يتعلق بها؛ ملامحها وخبرتها ومسارها. وبلغ الحذف مداه فى أقصوصة قصيرة جداً لا تزيد على أربع كلمات يقول فيها: «أرادت التوبة: فاغتسلت بالخمر»، أو تلك التى تقول: «ساعة المطر، الكل يتذكر رأسه العارى».

وفى الغالب الأعم يميل الكاتب إلى أن ينهى كل قصة بمفارقة، فيترك القارئ يطالع السطور حتى قرب النهاية، دون أن يعرف كيف ستكتمل القصة بعد كلمات معدودات، لكنها تكتمل، وتثير فى النفس عجباً، قد يدفع إلى إعادتها للوقوف على علاقة النهاية بالبداية، ويعرف كيف يصنع الاندهاش؟ وكيف لبعض القصص أن ينطوى على فلسفة عميقة، أو يرسم صورة فنية لجانب من تدابير الحياة؟ وهى طريقة برع فيها أدباء كبار مثل المصرى محمد المخزنجى، والسورى زكريا تامر، ويبدو للأول، على الأقل، تأثير واضح على الكاتب، ليس من باب تقليده، إنما مضاهاته دون الأخذ عنه، لا سيما فى المضامين.

ويؤدى العنوان عند الكاتب وظيفة مفتاحية فى فهم القصة، أو يختزل مضمونها غير المباشر فى كلمة أو كلمتين، وبعضها ينطوى على طرافة ظاهرة مثل «ثروة الكازوزا» و«رجل وعشرة حمير» و«طرفة جدى» و«ثورة الأحذية» و«مزاح البطاطا الشقراء» و«المرأة السنترال» و«الموت على جنب»، وبعضها مأخوذ من اللغة المتداولة على ألسنة الناس مثل: «فلافل بالسمسم» و«سيجارة لف» و«حورية بنت العمدة» و«أيام عز» و«نعناع برى» و«كمال ابن خالى» و«قطعة جبن» و«معذرة زوجى العزيز».

وتحت هذه العناوين وغيرها قسم الكاتب مجموعته إلى أربعة أقسام، خصص الأخير لأقاصيص قصيرة جداً تحت عنوان «ومضات سردية»، والبقية سماها: «من مذكرات المرحوم عيسى المهدى» ووزعها على ثلاث محطات، فإن هذا التقسيم لا يعنى أبداً وضع خطوط فاصلة بين مضامين مختلفة، أو شخصيات أخرى، أو أسلوب فنى مغاير، ولا يبدو أن أول المجموعة وآخرها فيه تباعد فى مستوى الكتابة، إنما قصصه القوية والأقل قوة متناثرة فى ثنايا العمل كله، بما يعنى أن هذا التقسيم يقول بوضوح إن هناك تماهياً بين «المهدى» وبين الانكسار والهزيمة التى تسيطر على أغلب الشخصيات، وإن كان وجود هذه الشخصية التى أفردت لها قصتين وأقصوصة وظهرت بحالات متفاوتة، مسألة شكلية، لو رفعت من المجموعة ما تأثرت بها النصوص على الإطلاق.

وبعض الأقاصيص تنطوى على فلسفة أو حكم وتقدم أماثيل ظاهرة، دون إخلال بفنيتها، وقد بلغ الكاتب الذروة على هذا الدرب فى أقصوصته التى صور فيها الحرية برسم جديد، حيث يقول تحت عنوان «حرية»: «على حافة قلبى تجلس امرأة، تضحك من وراء ضلوعى، كلما مر أمام القضبان أحد.. تنادى المارة.. تعاكسهم من بين أزرار قميصى الأبيض المخطط.. وما إن يكثر عددهم تغلق أزرار القميص، وتدخل وهى تعايرهم بالحرية».

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«السيدة كاف» 2  2 «السيدة كاف» 2  2



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon