توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر وعولمة الإرهاب (1 - 3)

  مصر اليوم -

مصر وعولمة الإرهاب 1  3

عمار علي حسن

يتبادر إلى أذهان كثير من الباحثين وصناع القرار ومتخذيه والقائمين على الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، فى دول شتى، أن حدث 11 سبتمبر 2001 كان تعبيراً جلياً عن «تعولم» الحركة الإسلامية الراديكالية، التى انزلقت إلى «الإرهاب»، من منطلق أنها استطاعت أن تمس عصب أكبر دولة فى عالمنا المعاصر، عسكرياً واقتصادياً، وهى الدولة التى تقود العولمة، وتصنع الجزء الأكثر أهمية من أشكالها وآلياتها ومقاصدها، خاصة فى مجالات المال وتقنيات المعلومات والاتصال والاستراتيجيات.

وما زاد من وجاهة هذا التصور وأعطاه مصداقية نسبية أن رد فعل واشنطن حيال الحدث المذكور أخذ صيغة عالمية، من خلال سعى الإدارة الأمريكية إلى بناء تحالف دولى مناهض للإرهاب، وعبر استغلالها له فى تحقيق أهداف استراتيجية عميقة ترتبط بسعيها إلى قيادة «العولمة». وهذا التصور يبدو دقيقاً إن كنا بصدد تقويم القدرة التى وصل إليها تنظيم حركى ذو أهداف سياسية، تتعدى حدود الدول التى ينتمى إليها أفراده، وتحاول أن تلعب دوراً ما فى السياسة الدولية المعاصرة برمتها. لكن التصور ذاته تعوزه الدقة حال الأخذ فى الاعتبار المحطات الزمنية التى مر بها هذا التنظيم فى طريقه من المحلية إلى العالمية، انطلاقاً من لحظة البداية التى تشكل فيها، وحتى لحظة الذروة التى تمثلت فى تفجير برجى مركز التجارة العالمى بنيويورك ومقر البنتاجون، مروراً بمحطات عدة صنعتها أنظمة سياسية إقليمية ودولية، عبر أجهزة استخباراتها وأمنها ومخططى سياساتها.

فإذا كان التنظيم الدولى لجماعة «الإخوان المسلمين» جزءاً من كيان الجماعة، التى ولدت فى ظرف تاريخى، جعلها تضع نصب عينيها منذ البداية ضرورة أن تعبر القوميات من أجل تحقيق «الخلافة الإسلامية» التى سقطت عام 1924، أى قبل قيام هذه الجماعة بأربع سنوات فقط، فإن الحركة الإسلامية الراديكالية، ونتحدث هنا عن تنظيم الجهاد المصرى الذى تحالف فصيل كبير منه مع أسامة بن لادن، لم يكن ضمن أولوياتها لحظة تشكلها التحرك خارج حدود الدولة، وتكوين «تنظيم دولى» ما، بل كانت أهدافها محددة فى قضايا محلية أو داخلية، ذروتها تغيير نظام الحكم القائم بالقوة، باعتباره فى نظرها «حكماً كافراً» أو «ظالماً» و«فاسقاً» على أقل تقدير، لأنه «لا يطبق الشريعة الإسلامية» بالصيغة التى ترى هذه الجماعات أنها تعبر عن «صحيح الإسلام». ثم جاءت ظروف سياسية، نجمت أساساً عن صراع دولى خلال فترة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتى المنهار والولايات المتحدة الأمريكية، جعل تنظيم الجهاد يطل برأسه خارج الحدود المصرية.

وبعدها تراكمت الأسباب التى جعلت من «الهجرة» مرحلة ضرورية تكتيكياً بالنسبة لهذا التنظيم. ومن هنا انفتح الباب أمام «تعولم» فصيل من الإسلاميين الراديكاليين المصريين، بعد أن قاده التحالف مع أسامة بن لادن والمجموعات المتحلقة حوله، أو التى تقدمه عليها زعيماً وقائداً، إلى تغيير وجهة سياساته، من إسقاط النظام الحاكم فى مصر إلى قتال الولايات المتحدة وحلفائها.

والوصول إلى هذه المرحلة لم يتم عبر قفزة سريعة أخذت هؤلاء من التحرك محلياً إلى منازلة أكبر دولة فى عالمنا المعاصر، إذ إن الخروج من مصر لم يغير، طيلة ثلاثة عقود تقريباً، من تفكير قادة وأعضاء مختلف «الجماعات الإسلامية الراديكالية»، وهو التفكير الذى انصب أساساً على أن الهدف الرئيسى هو إزاحة النظام المصرى، بوصفه «العدو القريب»، وبعدها يمكن التفكير فى مجابهة «العدو البعيد» وفى المقدمة الولايات المتحدة وإسرائيل بعد أن تهاوى الاتحاد السوفيتى وانفرط عقد دول أوروبا الشرقية الشيوعية.

(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى)

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر وعولمة الإرهاب 1  3 مصر وعولمة الإرهاب 1  3



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon