توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في معنى «التنوير»

  مصر اليوم -

في معنى «التنوير»

عمار علي حسن

التنوير هو حركة فكرية انطلقت فى الربع الأول من القرن الثامن عشر فى أوروبا وشارك فيها فلاسفة وأدباء وعلماء، يميل كثيرون إلى أنها بدأت فى فرنسا وانتقلت منها إلى ألمانيا وإنجلترا وعبرت المحيط إلى أمريكا الشمالية. لكن الناقد تزيفتان تودوروف لا يميل إلى هذا ويقول: «يعتقد الفرنسيون فى غالب الأحيان أن فكر الأنوار من صنيعتهم، ولكن الأمر ليس كذلك، فى بادئ الأمر تطورت الأفكار فى ما وراء بحر المانش أو فى إيطاليا، ثم تعمقت ونضجت فى وقت لاحق فى ألمانيا، بكل بساطة كانت فرنسا صندوق الصدى الذى أتاح لهذه الأفكار الانتشار فى ربوع العالم بفضل إشعاع العقل الفرنسى».

فى كل الأحوال لم تكن حركة التنوير مرتبطة ارتباطاً دائماً بأى مدرسة فلسفية معينة، وإنما كانت نتيجة للصراعات الدينية الدموية غير الحاسمة التى شهدها القرنان السادس عشر والسابع عشر. ومع هذا لم يُطرح «التنوير» نقيضاً للإيمان، أو مجافياً للاعتقاد الدينى، إنما أراد أن يجعل الإيمان مسألة فردية، ويحرر المؤمن من تبعات من ادعوا أنهم وسطاء بين العبد وربه، أو وكلاء لله على الأرض، وكان من بين التنويريين من يرون أنه حين تنتهى حدود العقل تبدأ حدود الإيمان.

والتنوير يُنسب إلى «نور العقل الطبيعى» الذى بوسعه وحده أن يقود الإنسان إلى الحكمة والصواب، ويخرجه من مرحلة القصور العقلى إلى سن الرشد، حسبما يقول الفيلسوف الألمانى عمانويل كانط، الذى كان يصرخ: «أعملوا عقولكم أيها البشر! لتكن لكم الجرأة على استخدام عقولكم! فلا تتواكلوا بعد اليوم ولا تستسلموا للكسل والمقدور والمكتوب. تحركوا وانشطوا وانخرطوا فى الحياة بشكل إيجابى متبصر. فالله زودكم بعقول وينبغى أن تستخدموها».

وبهذا انبعثت روح النقد الحرة فى الإبداع الأدبى والعلمى بشقيه الطبيعى والإنسانى، وواجهت التفكير الأسطورى والخرافات، وأطلقت تيارات مختلفة صنعت ثورة فى العلم والفن والفكر وعلاقة الناس بالسلطتين السياسية والدينية، بفضل الإيمان بقدرة العقل البشرى على التطور والتغير والتقدم نحو الأفضل فى السيطرة على الطبيعة والتحرر والشجاعة فى مواجهة التحديات التى تعترض طريقه.

وفضلاً عن إطلاق حرية التعبير وإبداء الرأى حول الدين، ورفض «الحق الإلهى للملوك» ارتبطت حركة التنوير بانتشار المعرفة العلمية، ومثلما طرحت البروتستانتية فى المجال الدينى فكرة أن كل شخص ينبغى أن يتصرف حسب تقديره هو، فكذلك أصبح من واجب الناس، فى المجال العلمى، أن يتطلعوا إلى الطبيعة بأنفسهم، بعيداً عن وصاية بعض أصحاب النظريات عليهم. كما ارتبطت حركة التنوير بإحياء الروح القومية والوطنية وترتيب العلاقة بين السلطة والشعب عبر «العقد الاجتماعى».

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في معنى «التنوير» في معنى «التنوير»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon